لكل من أخذ شهادة فليقرأ هذه الرسالة

رمضان عبد الرحمن في السبت ١٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

لكل من أخذ شهادة فليقرأ هذه الرسالة

إن للتعليم رسالة مقدسة في حياة الشعوب، إذا تمسكوا بما يقوموا بتدريسه في شتى مؤسسات التعليم، ولكن إذا انحرفوا عن مضمون رسالة التعليم يصبحوا آفات من البشر، وإن الله أراد بالعلم لبني الإنسان ليخرجهم من الظلم إلى النور في كل شيء، من حقوق وعدم ظلم الآخرين، هذه هي رسالة التعليم إذا فهمنا ما هي رسالة التعليم الحقيقية، التي يجب تطبيقها بين الناس من معاملات، دون غرور ولا كبرياء من آخذي الشهادات، ولو عملنا مقارنة بين من حصلوا على أي شc;هادة وبين من لم يحصلوا على أي شهادة سنجد أكثر الناس يظلم وأكثرهم ينهب هم من حاملي الشهادات، وسوف أثبت لكم ذلك.
أولاً: من الذي يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً إلا إذا كان يعلم عن آيات الله ودرس فيها وبعد ذلك يشتري فيها ثمناً قليلاً.
ثانياً: من الذي يخطط لكي يقترف من أموال الناس دون حق؟.
ثالثاً: من الذي يقوم بخداع الناس والتعالي عليهم حتى في التحدث معهم؟!. وكأنهم يأخذون الشهادات في النصب والتكبر على الآخرين.
رابعاً: من الذي يزور إلا إذا كان حاصل على شهادات؟.
خامساً: من الذي يقوم بإشعال الفتن والحروب في العالم غير المتعلمين؟.. وكأن جميع مؤسسات التعليم في العالم تنتج لصوص أو مزورين أو رؤساء عصابات.

ثم من الذي يقوم بنشر الفساد في الأرض عن طريق عمل غير مشروع إلا إذا كان له باع في العلم؟.. وقد قال الله تعالى:
((وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة الأعراف آية 56.

أعتقد أن أي إنسان حاصل على أي شهادة أو ما شابه ذلك ولا ترقى به في التعامل مع الآخرين في كل شيء هو بنفسه من يشوه صورة التعليم والمتعلمين، وأنا هنا لا أعمم لأنه يوجد من المتعلمين من يخاف الله في كل شيء ويتعامل مع الناس بخلق حسن دون تكبر عليهم وأنا لست متعلم ولا أحمل شهادة وهذا من فضل الله، ولكن أردت أن أنوه إلى القارئ من الذي يهلب ويجلب من أموال الناس دون حق غير من أخذوا الشهادات في العالم بغض النظر عن الديانات، وإذا كان من يتعلمون هم من يتكبرون على غيرهم وهم من يظلموا غيرهم وكأنهم من طينة أخرى، وبهذا الغرور في التعليم والعلم أستطيع أن أقول (طز) بهذا التعليم والعلم الذي ينتج آفات من البشر وإن عصر الظلام كان أقل بلاء من هذا العصر لأن الظلم والكبرياء كانا من الجهل عكس ما نراه الآن، الكبرياء والظلم هو من داخل العلم والتعليم نفسه.
ومع الأسف الشديد إذا كانت هذه صفات من أخذوا الشهادات فماذا تبقى، كما أحب أن أذكر من يسرفوا في الظلم والاستبداد أن يتذكروا قول الله حين قال لقارون:
((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)) سورة القصص آية 77.

ويقول تعالى:
((إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)) سورة القصص آية 76.

أي لا تتكبر ولا تظلم وأعلم أن هذا بفضل الله هو الذي آتاك ليبلوك أن تكفر أو تكون من الشاكرين، وأنا كما قلت لا أقصد كل المتعلمين ولكن قصدت من يأخذون الشهادات ويتحولوا من عضو نافع لنفسه وللمجتمع إلى عضو فاسد والنكبة إذا حاول أحد الأشخاص أن يصلح من هؤلاء تراهم وبدون تردد يقولون لك أنت لا تعلم أنني حاصل على كذا وكذا؟!.. وكأن الشهادة رخصة إلى الفساد، وقد يفهم البعض بما أنني لا أحمل شهادات أكتب هذا الكلام حقد على حاملي الشهادات، لا والله أنا أنقد ما أراه وأتعجب منه فقط، وأنهي هذا المقال بقول الله تعالى:
((وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) سورة النحل آية 78.

وبعد أن يعلم يتكبر على غيره من نفس الصنف علماً بأن الحيوانات لا تفعل ذلك.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11572