بل كان فرعون موسى مصرياً

Inactive User في الخميس ١٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ما أرى لكم من إله غيرى وما أهديكمن إلا سبيل الرشاد

قرأت مقالأ للأستاذ على عبد الجواد بعنوان ( فرعون موسى ليس مصرياً ) يحاول فيه الكاتب أن يثبت أن فرعون الذى عاصر نبى الله موسى لم يكن مصرياً ولكنه كان من الهكسوس وقد ساق لذلك الأدلة التى يؤيد بها حجته ويثبت بها ما أراد
يقول الكاتب :
تعلمنا منذ نعومة اظفارنا أن فرعون موسى مصرى الجنسية و من سلالة الملوك المصريين الذين سموا بالفراعنة و اطلقنا على انفسنا ابناء الفراعنة نسبة الى فرعون الملعون من الله السفاح الكافر ! فأى فخر فى هذا النسب للمصريين؟.

وأقول :
نعم فرعون موسte;ى كان مصرياً ولم يكن من الهكسوس وسوف أبرهن على ذلك من خلال القرآن العظيم ( أحسن القصص ) الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , أما تفاخرنا نحن المصريين فلم يكن تفاخرأ بكفر الفرعون أو أحد الفراعنة ولكنه كان تفاخراً بعلمهم وطبهم وهندستهم وأهراماتهم وآثارهم العملاقة التى أذهلت العالم , أما عن كفر جدنا الفرعون فهذا عيب فيه هو وسيحاسبه الله تعالى عليه ولا تنسى أن نبى الله إبراهيم وخليل الرحمن كان أبوه كافراً , وكان ابولهب عم الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام كافراً معانداً , فالكفر يصم صاحبه ولا يصم أبناءه وأحفاده أى أن كفر الفرعون عليه لا علينا .

يقول الكاتب :
و نظرا لأن التاريخ الدينى مأخوذ اصلا من التوراة حتى ان كتب التفسير القرءانى مملوءة بمقتطفات كاملة منقولة بالنص من التوراة مثل تفسير الطبرى ونظرا لأننا لا نأخذ الحقائق اليقينية من التوراة بل نأخذها من القرءان فقد قمlde;ت بتتبع قصة موسى من القرءان مع الاستعانة بأفكار صديقى المهندس /عاطف عزت المؤلف لكتاب فرعون كان من قوم موسى و أفكار الاستاذ / كمال صليبى و العالم عبد الحليم نور الدين و العالم على رضوان و د.سيد القمنى و د. نديم السيار و كتاب كثيرون من مواقع الانترنت

وأقول :
نحن لا نعتمد إلا القصص الحق الذى أورده رب العزة فى كتابه العزيز والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , فأى قصة ذكرها العزيز المجيد هى حق وصدق وعدل وهى أقدس مصدر نثق فيه ونعتمد عليه فى إستنباط حقائق القصص وهو التاريخ الحق الذى ليس فيه شطط أو زيغ أو إفراط أو تفريط .

يقول الكاتب :
وبعد اجماع كل علماء الاثار و التاريخ على أنه لم يثبت بشكل قاطع من هو ملك مصر الذى عاصر موسى و كذلك لم يثبت فى الاثار المصرية أى كتابة تدل على غرق ملك مصر و معه جنوده و عائلته و لم يجدوا اسم فرعون سواء كان لقبا او اسما فى اى خرطوشة ملكية مثل باقى ملوك الاسرات الحاكمة

وأقول :
ليس شرطاً أن يثبت التاريخ صدق ما جاء بالقرآن الكريم فكلام الله هو الحق وهو يعلو ولا يعلى عليه , وكيف يتبقى لهذا الفرعون الطاغى أثر وقد قال الله تعالى فى حقه :
((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) يونس 90وهذه الآية الكريمة نستنبط منها غرق هذا الفرعون الفاسد وغرق جنوده وكل ما يحملون من عدة وعتاد وذهب وزينة , حتى أن بنى إسرائيل الذين شاهدوا بأعينهم غرق الفرعون وجنوده قد أخذوا ذهب القوم وحليهم بعد الغرق واعتبروها أوزاراً وكانت سبباً فى قيام السامرى بصناعة العجل الذى عبدوه فى غيبة نبى الله موسى , يقول تعالى على لسان بنى إسرائيل :
((قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ )) طه 87
وكان الفراعنة يحملون معهم كل شىء فى معاركهم , وهنا قد يقول قائل : وهل حملوا أموالهم معهم كاملة ؟؟ أقول لا لأن هذه الأموال كانت قد طمست بقدر الله تعالى عندما دعاه نبياه موسى وهارون قائلين :
((َقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ )) يونس 88 . فاستجاب الله لهذه الدعوة قائلأ :
((قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ )) يونس 89.
نفهم من الآيات السابقة أن الله تعالى قد طمس أموال الفرعون وملئه والطمس هنا لا يكون إلا بالخسف وقد كان الخسف من الوسائل التى يدمر بها الله تعالى الكثير من المجرمين ومنهم كان قارون الذى قال عنه الله تعالى
)) فخسفنا به وبداره الأرض )) .
هذا هو ردى على عدم وجود آثار كثيرة لفرعون موسى وقصوره وتماثيله وأمواله وذهبه فقد خسف الله بها الأرض وطمسها وطمس آثاره كلها وأغرقه هو وجنوده فى اليم .

يقول الكاتب :
فكانت الافكار المتلاطمة كلاتى :
1. قصة موسى ارتبطت بكلمة اليم التى لم اجد فى المعاجم و كتب التفسيرمعنى مقنع لها و خصوصا انها لم تذكر الا فى مكان معيشة آل موسى وآل فرعون ومكان غرق فرعون .
2. و بعد معرفة ان اليم ليس البحر و ليس النهر بل هو مكان اختلاط الماء المالح بالماء العذب و قد وجدت فى التاريخ ان قناة من نهر النيل الى خليج السويس كانت ضمن الافرع السبعة لنهر النيل و التى سميت فيما بعد بقناة سيزوستريس منذ الاسرة الثانية عشر اى قبل احداث خروج موسى و الهكسوس فى زمن الاسرة السادسة عشر و الاسرة السابعة عشرتقريبا.

وأقول : لقد ذكرت كلمة (الْيَمِّ ) ست مرات فى القرآن الكريم وكلها تؤكد انه النهر بدليل الآية التالية :
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) القصص 7
هنا يأمر الله تعالى أم موسى عن طريق الوحى بأن تضعه فى النهر ( اليم ) خوفأ عليه من بطش القتلة والسفاحين الذين وظفهم الفرعون لقتل أبناء بنى إسرائيل , ولأن النهر يقع تحت قصر الفرعون ( وهذه الأنهار تجرى من تحتى ) فإن الله تعالى سيجعل من آل فرعون وذويه من يرى الصندوق العائم فوق الماء ثم يسلمه للفرعون فى قصة قدرية خطط لها ونفذها رب العزة المهيمن على كل صغيرة وكبيرة
يقول تعالى :
((أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )) طه 39
هنا نجد قيوم السماوات والأرض يأمر أم موسى أن تلقيه فى النهر وسوف يسير فوق الماء فى صندوق ويصل إلى جوار قصر الفرعون فيراه أحد منهم أو من خدامهم فيأتيه الأمر بالتقاط الصندوق ثم تتبناه امرأة الفرعون حين قالت :
((َقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )) القصص 9
وهذه أدلة دامغة بأن اليم هو النهر ,
ولأن نهر النيل كانت له فروع كثيرة فى الماضى كما يقول الجيولوجيون وعلماء الأرض فإن موسى قد ضرب ذلك النهر بعد خروجه ببنى إسرائيل بأمر ربه فخلق الله لهم جسراً عبروا عليه إلى الجانب الآخر حتى إذا اكتمل عبور بنى إسرائيل كان فرعون وحنوده قد وصلوا إلى المكان فتركهم قيوم السماء والأرض يعبرون قائدأ وجنودأ وعدة وعتادأ واستدرجهم الله تعالى حتى إذا جاء أمر الله عاد الجسر ماءأ وغرق فرعون وجنوده فى اليم ومن كان فى صحبتهم .
والدليل على أن اليم لم يكن مكان التقاء الماء العذب بالماء المالح هو أن هذه النقطة من الإلتقاء تسمى البرزخ وقال عنها المولى تعالى ( بينهما برزخ لا يبغيان) ولو عبر موسى فوق برزخ فستكون نهايته مع قومه فى بحر كبير كالأحمر أو المتوسط وهذا ما لا يستوعبه عقل.

يقول الكاتب :
. دخول بنى اسرائيل الى مكان يوسف كان بواسطة الجمال لأنهم بدو من البادية و كان الى مدينة ذات اسوار و ابواب متعددة على حدود مصر اى بعد احتلال الهكسوس لمصر و قد تم الترحيب بهم من يوسف و الملك اى ملك الهكسوس و هذه كانت البداية لتكوين قبيلة بنى اسرائيل المتكونة من ابناء يعقوب الاثنى عشر و ذريتهم فى بلاد مصر المحتلة من الهكسوس

وهنا نجد تناقضأ خطيرأ فى مقال الكاتب حيث أنه أثبت هنا أن ملك الهكسوس قد رحب بيوسف وأهله مع علمه أن يوسف نبى وابن بنى فكيف يرحب ملك الهكسوس بنبى يدعو لعبادة الله الأحد ثم يأتى بعد ذلك خلفه فيعذب بنى إسرائيل بسبب عقيدتهم ؟؟ وهنا مربط الفرس !!!!

أثبت القرآن الكريم أن الحياة فى مصر أثناء حكم الرعاة الهكسوس كانت تتسم بحرية التدين بل والكلام فى الدين ولم يكن حاكم البلاد إسمه ( الفرعون ) ولكن كان إسمه ( الملك ) وقد ترك لنبى الله يوسف مطلق الحرية فى الدعوة لدينه الجديد وكلنا يعلم الحوارات والأحاديث التى دارت بين يوسف وبين الرجلين المسجونين معه وكيف كان يدعوهما لعبادة الله الأحد بكل حرية , ولم يعاقبه أحد على ذلك بل لقد استدعاه الملك وعينه وزيرأ رغم علمه أنه نبى وصاحب دين جديد , ولكن ولأن هذا الملك لم يكن مصريأ ولم يكن يهتم بالدين ولا يمثل له الدين أى شىء فقد اختار النبى يوسف ليعمل عزيزأ للبلاد غير عابىء بدعوته الدينية .
على الجانب الآخر وإذا عقدنا مقارنة بين الفرعون الذى كان يحكم مصر فى عصر نبى الله موسى سنجد أن الدين أهم شىء فى حياته ( الدين الوثنى طبعأ) فهو إبن الإله آمون وهو المعبود
( ما أرى لكم من إله غيرى )
وهوالذى يهدى العباد
( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )
وهو مالك الأرض ومن عليها
( أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى ) ,
ويكره موسى الذى جاء يقول للناس أن هناك إلهأ للكون هو وحده المستحق للعبادة
( أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين ) ,
فحاربه حربأ شعواء لا هوادة فيها وتحداه بسحر السحرة الذين أعلنوا إيمانهم لما رأوا صدق ما جاء به موسى
( قالوا آمنا بري موسى وهارون ) ,
بل وتوعده قائلأ
( سنقتل ابناءهم ونتسحى نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ) ,
ولما آمن السحرة بصدق نبوءة موسى قال لهم
( إنه لكبيركم الذى علمكم السحر)
ثم صاح فى السحرة
( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم على جذوع النخل ولترون أينا اشد عذابأ وأبقى ) ,
إلى آخر قصة الكفر البشع والتعذيب الرهيب ضد بنى إسرائيل الذى مارسه فرعون وهامان وجنودهما ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) .


من المقارنة السابقة بين ( الملك ) الذى حكم فى عهد يوسف وبين ( فرعون ) الذى حكم وتأله وطغى وافترى وأجرم فى عهد موسى نجد الفارق الرهيب الذى يؤكد عدم إنتمائهما لجنس واحد أو فكر واحد أو أصل واحد , وهذا ما يؤكد وجهة نظرنا فى أن الفرعون الذى عاصر موسى لم يكن من الهكسوس وإنما كان مصريأ متألهأ يحرص كل الحرص على أن يعبده الناس ويسجدون له ويمص دماءهم ويأكل خيراتهم , ويقتل ابناءهم ويستحى نساءهم , أما الملك الذى حكم مصر فى عهد يوسف فقد كان لا يهتم بدين ولايهمه إن كان يوسف نبيأ من عدمه والأدلة على ذلك كثيرة فى القرآن سقنا منها البعض .

يقول الكاتب :
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) (المزمل:15) من الايات السابقة ندرك ان موسى ارسل الى قومه و بلسانهم و قومه وهم قبائل فرعون و هامان و بنى اسرائيل بقيادة قارون و هم من الاعراب مثل قوم محمد

وأقول :
لقد تربى موسى فى القصور الملكية الفرعونية وتعلم لغة المصريين بالإضافة إلى لغة قومه من بنى إسرائيل ( العبرانية ) فكان يفقه اللغتين , ولا ننسى دعاء موسى لربه
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى , واجعل لى وزيراً من أهل , هارون أخى اشدد به أزرى ) .
ونحب أن ننوه هنا أن الهدف الأعظم من رسالة موسى كان الخروج ببنى إسرائيل المؤمنين بالله وحده من مصر هرباً من طغيان الفرعون وبطشه وعذابه الشديد لهم والذى لم يسبق له مثيل فى الإجرام على مر التاريخ .
يقول الكاتب :
7. فرعون موسى لم يكن له و لد لقول امرأته اسيا و هو اسم عربى ()وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (القصص:9)
و هى تماثل مقولة العزيز ()وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداَ) (يوسف:21)
و كلاهما من قبائل الهكسوس و كلاهما ليس له ولد و لا يعقل ان يكونوا ملوك مصر اعظم دولة على وجه الارض ثم يقولوا عسى ان ينفعنا أو نتخذه و لدا !

وهذه الجزئية لا تدل على شىء ولا تحتاج لمناقشة من الأساس , وتساؤل الكاتب فى الجملة الأخيرة ليس صحيحأ لأنه قارن بين إمرأة الفرعون المؤمنة الطاهرة والتى ضرب الله بها مثلاًً للصالحين فى كتابه العزيز , وبين امرأة العزيز التى راودت يوسف عن نفسه وتسببت فى سجنه حتى أظهره الله وخرج بريئأ من سجنه فقالت الآن حصحص الحق , فهى مقارنة غير صحيحة وليست فى محلها ولا تدل على شىء مما اراد الكاتب البرهنة عليه .

يقول الكتاب :
. لقد ذكر الله أن قارون كان من قوم موسى و انه ثالث الثلاثة قارون و هامان و فرعون و كلهم كذبوا موسى و بغوا على اتباع موسى من بنى اسرائيل و لذلك فقد ابتلعت الارض قارون ()فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) (القصص:81) و أغرق فرعون ()وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة

وأقول :
يقول الله تعالى
( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم )
ولا يوجد أى دليل فى القرآن يقول أن قارون قريب هامان أو فرعون أو أنهم من قبيلة واحدة , فهذا أمر بعيد وليس عليه دليل أو برهان , بل لقد أكد القرآن أن قارون طغى على قومه المقهورين فضاعف عذابهم الذى يلاقونه ليل نهار على أيدى المجرمين من أتباع فرعون وهامان وجنودهما .
يقول الكاتب :
. و من العجيب أن الاثار المصرية لم تذكر شيئا عن المجاعة و الجراد و الضفاضع و الدم الذى ملأ نهر النيل و القمل التى اجتاحت ارض مصر كلها من الصعيد الى الوجه البحرى و التى كان ملك مصر و عائلته يرجون موسى ان يدعوا ربه ليرفع عنهم العذاب و بالتالى كل الشعب المصرى بما فيهم الكهنة و المؤرخين كاتبى التاريخ يرجون موسى أيضا.

الكاتب هنا يبحث عن دليل من الآثار الفرعونية لكى يثبت صحة القصص القرآنى , وأسأله سؤالأ :
هل يمكن لقوم كفرة اذلهم الله فى بضع سنين وحول ماءهم دماءأ وملأ حياتهم بالضفادع وأجسامهم ورؤسهم بالقمل , ثم ارسل عليهم الجراد والطوفان فهلك الزرع والضرع هل تريد منهم أن يتفرغوا لرسم القمل والضفادع على الحوائط ؟؟ وعمل تماثيل للجراد على جدران المعابد ؟؟ وهم فى هذه الحالة التى يرثى لها ؟؟ بالله عليك سيدى هل هذا كلام معقول ؟ كيف تبحث عن آثار هذه الحقبة المندثرة لهؤلاء الطغاة الذين أذلهم الله وطمس على قلوبهم وأموالهم وخسف بهم الأرض وأغرقهم وهزمهم ؟؟

وأخيرا يحاول الكاتب بتكرار لا معنى له أن يثبت صحة نظريته وليس معه دليل قرآنى يذكر , فتراه بين الحين والحين يكرر قوله :
بالمنطق و العقل كيف يكون فرعون مصرى و لم يذكر فى التاريخ المصرى اى اثر لكلمة فرعون اللهم حمام فرعون و هو فى سيناء حيث كان فرعون و كذلك اسم فرعون لم يذكر فى اسرة من الاسر المصرية سواء حاكمة او محكومة و اسم زوجته آسيا بنت مزاحم و هو اسم عبرى او عربى الم يكن من الاجدر ان يكون اسمها نفرتيتى مثلا ؟و كيف أن الطفل المنتشل من الماء يسمى باسم عبرى عربى( موسى)؟ اليس من الاجدر ان يسمى الفرعون المصرى ولده باسم مصرى مثل منفتاح مثلا و هو الذى يذبح ابناء بنى اسرائيل اليس من المعقول ان يسميه تحتمس او توت او خوفو اى باسماء المصريين ؟ و لماذا لم يترك آثار باسمه على جدران المعابد؟؟؟

وهو بالطبع قول مردود عليه , ومع أحترامى الشديد للكاتب ولجهوده وبحثه وتنقيبه , إلا أن وجهة نظره هنا ليس لها دليل قرآنى , وقد حاول الإعتماد على بعض الأسانيد التاريخية وعلماء الآثار ولكنه لم يقدم الحجة والبرهان الذى يثبت صحة نظريته .

اجمالي القراءات 44448