أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة ..لم يتآمروا على قتل النبى محمد عليه السلام

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٠ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة ..لم يتآمروا على قتل النبى محمد عليه السلام

مقدمة : ـ جاءنى هذا السؤال : ( للشيخ حسن فرحان المالكي كتاب في هذه الايه. ( وهموا بما لم ينالوا  ) يثبت فيه بالتاريخ والاسانيد السنيه الصحيحه ان هناك محاوله لاغتيال النبي بعد عودته من تبوك بالقائه من العقبه، ويثبت ان الذين هموا بقتل النبي ولم ينالو هم اثنا عشر رجلا : ابو بكر وعمر وعثمان وطلحه وسعد بن ابي وقاص وابو سفيان ومعاويه وعمرو بن العاص والمغيره بن شعبه وخالد بن الوليد وابو موسي الاشعري وعبد الرحمن بن عوف ، وان حذيفه كان مع النبي وقتها ، وكان يعرفهم ، لهذا رفض الصلاه علي ابو بكر وعمر للايه : ولا تصل علي احد مات منهم .  وخاف عمر من حذيفه ان يفضحه فوضعه تحت الاقامه الجبريه . والشيعه يذكرونها.  فما رايك؟ ) .أرى أنه خطأ فادح . ونعطى بعض التفاصيل :

أولا : المنافقون الصرحاء المعروفون المفضوحون

1 ـ أولئك فضحتهم أعمالهم وأقوالهم ومواقفهم ، ونزلت فيهم الآيات من البداية فى سورتى الأنفال والنور الى ما جاء عنهم فى سور البقرة وآل عمران والنساء والمجادلة والمنافقون والأحزاب والحشر ومحمد والفتح ، وفى أواخر ما نزل فى سورتى المائدة والتوبة .

2 ـ كانوا معروفين :

2 / 1 : بالشكل والمظهر والكذب فى الحلف بالله جل وعلا : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)) ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) المنافقون)

2 / 2 : وبالمستوى الاقتصادى (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)( وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) )  التوبة )

2 / 4 : وطريقة الكلام (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) محمد ) (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ  ) (8) المجادلة ) .

2 / 5 ـ ثم بمواقفهم عند تحتم القتال الدفاعى وفى توزيع الصدقات وفى سخريتهم بالقرآن الكريم ..ومواقف كثيرة يطول التعرض لها .

3 ـ  ولأنهم كانوا معروفين مشهورين فقد كان الوحى القرآنى ينزل بتوجيهات وأوامر فى التعامل معهم ، مثل الإعراض عنهم وعدم الرضى عنهم وعدم تصديق حلفهم الكاذب ، كقوله جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) النساء ) ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )

4 ـ ومنهم هؤلاء الذين قال جل وعلا فيهم: ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74) التوبة ). أى إن هذه الآية التى يستشهد بها الشيخ فرحان المالكى تتعلق بمنافقين معروفين ، ليس منهم فى نظرنا كبار المهاجرين المشهورين كأبى بكر وعمر وعثمان ..الخ .

ثانيا : المنافقون المجهولون الذين مردوا على النفاق :

 1 ـ هناك منافقون مجهولون كتموا نفاقهم فأحرزوا مكانة عالية ثم ظهرت شرورهم بعد موت النبى محمد عليه السلام . لم يفعلوا شيئا يجعل قرآنا ينزل فيهم . فقط هم كتموا نفاقهم فى قلوبهم وعاشوا فى طاعة ظاهرية ( خلايا نائمة تنتظر الوقت للإنقضاض ) ، وظلت صفحتهم الظاهرية نقية يتمتعون بالتقدير ، ويعايشون النبى وحوله الى أن مات النبى عليه السلام وإنقطع الوحى القرآنى نزولا وأمنوا من نزول آيات تفضحهم فوجهوا للإسلام الطعنة الكبرى بالفتوحات الشيطانية وما تلاها من حروب أهلية .

2 ـ فيهم نزل قوله جل وعلا محذرا قبيل موت النبى محمد عليه السلام : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ).

3 ـ من الآية الكريمة نلاحظ ملامحهم :

3 / 1 : أنهم ( مردوا على النفاق ) أى تعودوا عليه وتأصّل فيهم ، أى عرفوه قبل أولئك المنافقون الصرحاء ، وتمكنوا من كتمه ، وتعودوا على كتمه والتصرف بخلاف ما فى قلوبهم والقول على عكس ما يؤمنون به . وهى مقدرة هائلة ، يعززها أنهم بهذه المقدرة تبوءوا مكانة الى جانب عدوهم الذى يكرهونه والذى ينافقونه وهو خاتم النبيين ، ونتصور أن أكبر هاجس هو أن تفلت منهم كلمة أو إشارة تفضحهم فينكشف أمرهم .

3 / 2 : بمجرد موت النبى كان منتظرا أن يكونوا القادة ، وأن يقوموا بهذا الانقلاب . لذا أنبأ رب العزة جل وعلا مقدما أنهم لن يتوبوا ، وأنه جل وعلا سيعذبهم مرتين فى الدنيا ـ جزاء كفرهم ـ ثم مصيرهم فى الآخرة عذاب عظيم . وقد فصلنا هذا فى كتابنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء " الراشدين ") .

3 / 3 : طول مدة نفاقهم الذى مردوا عليه تجعل أولئك من المهاجرين وليس من الأنصار. لم يكن للمنافقين من الأوس والخزرج ذريعة للتخفّى فقد كانوا قادة قومهم قبل قدوم النبى وكانوا الأكثر أموالا وأولادا . فنافقوا علنا . أما أولئك الذين هاجروا مع النبى فقد كان منهم جواسيس زرعتهم قريش حول النبى ، ولكى يثبتوا قربهم منه صاهروا النبى ، تزوج ( عائشة وحفصة ) وتزوجوا بناته ( عثمان وعلى ) . بمكرهم الذى تزول منه الجبال كما قال جل وعلا :( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)  ابراهيم ) أخرجوا النبى محمدا مع أصحابه المستضعفين ، وأخرجوا معه جواسيسهم يتواصلون معهم . وفى المدينة كانوا يحاربونه علنا ، ونوعا من الاحتياط كانوا يحتفظون بخلاياهم النائمة حوله ، حتى إذا نجحت دعوته لم يفلت نجاحه من بين أيديهم ، أى تسقط ثمرة نجاحه فى أيديهم . وهذا ما حدث فعلا . وقد أوضحنا فى كتابنا المشار اليه ما نزل به من عذاب .

4 ـ الذين مردوا على النفاق كانوا هم الذين تولوا الخلافة بعد النبى ، وتولوا القيادة فى الفتوحات والفتنة الكبرى . ولم يكونوا بحاجة الى إغتيال النبى محمد لأنها لم تكن مهمتهم . مهمتهم وضعها وخطط لها من البداية أبو سفيان والعباس بن عبد المطلب . ومن ذريتهما جاءت سلالة الأمويين والعباسيين . وبهم صارت قريش أكبر قبيلة حكمت أكبر مساحة من العالم أطول مدة فى القرون الوسطى ، وغيروا تاريخ العالم .

ثالثا : أبو بكر صاحب النبى فى الغار كان جاسوسا عليه ( إضافة لم تأت فى كتابنا عن الخلفاء " الراشدين ")

1 ـ  وعطاء القرآن الكريم مستمر . قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الانفال )، نلاحظ تكرا مصطلح ( المكر القرشى ) مرتين فى الآية الكريمة وفى مقابله مكر الله جل وعلا . أى إنهم تآمروا على قتل النبى أو سجنه أو إخراجه . وكان الاختيار هو الإخراج ، ولكن إخراج مصحوب بأن يكون تحت رقابتهم وسيطرتهم . ولذا نتصور أنهم الذين خططوا لأن يبات ابن عمه (على بن أبى طالب ) فى فراشه ، وهم الذين خططوا لأن يصحبهم فى هجرته جاسوس منهم ، يكسب ثقة النبى وتتعزز مكانته لديه ، لذا كان أبو بكر صاحبه فى الغار . وهذا هو المشهور والمتفق عليه .

 2 ـ يقول جل وعلا : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة ) بالتدبر فى الآية الكريم يتضح أن صاحب النبى لم يكن مؤمنا مخلصا صادق الايمان بل كان جاسوسا قرشيا خائنا :

2 / 1 : إن الله جل وعلا لم يصف الشخص الذى كان مع النبى ( أبأ بكر) بأنه كان صديقه . بل وصفه بالصاحب . ووصف ( الصُّحبة ) بالنسبة للنبى تأتى عن علاقته بالمشركين وليس بالمؤمنين، هو صاحب لهم ، أى صحبة فى الزمان والمكان . قال جل وعلا : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) الاعراف ) (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)  سبأ ) (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) النجم ) (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)  التكوير ) .  هذا فى نفس الوقت الذى وصف فيه رب العزة جل وعلا المؤمنين الحقيقيين بالصدق ، ومنهم مهاجرون هاجروا رغم أنوفهم تاركين أموالهم وديارهم إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، فأصبحوا فى المدينة فقراء بعد ثراء ومستحقين للصدقة ، قال جل وعلا عن إستحقاقهم للفىء : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8) الحشر ).

2 / 2 : هذا الصاحب فى الغار ( أبو بكر ) كان مذعورا شأن أى جاسوس بما إستدعى النبى أن يقول له : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) . لم يكن مؤمنا حقيقى الايمان. نتذكر هنا قوله جل وعلا : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ابراهيم  )  

2 / 3 : كان هذا الصاحب ( أبو بكر ) مع النبى ثانى إثنين . لم يقل جل وعلا ( إذ أخرجهما الذين كفروا ) . الإخراج القسرى وقع على النبى فقط  لذا جاء التعبير بالمفرد يخص النبى محمدا فقط (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) . أما هذا الصاحب فى الغار فقد كان جاسوسا مرسلا معه بإختياره ليكون عينا عليه .

2 / 4 : كان هذا الصاحب ( أبو بكر ) مع النبى ثانى إثنين فى الغار وقد قال له النبى : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا  )، ولكن الله جل وعلا مع المؤمنين الصادقين الصابرين ، لذا كان التأييد والسكينة خاصة بالنبى وحده دون صاحبه الكافر فى الغار ، قال جل وعلا : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا )(40) التوبة ). لم يقل ( تنصروهما ) ( فأنزل سكينته عليهما ) ( وايدهما ) . كان هذا الصاحب مع النبى بجسده فقط ، أى صُحبة فى الزمان والمكان فقط فلم يستحق شرف النُّصرة والتأييد من رب العزة جل وعلا .

3 ـ لو كانت مهمة أولئك الجواسيس إغتيال النبى ما كان أسهلها لولا :

1 ـ إن الله جل وعلا ضمن حفظ حياة النبى الى أن يؤدى رسالته القرآنية ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)   المائدة ) . كان عليه السلام فى حياته مُحاطا بالكافرين والمنافقين ودخل معارك ، وحفظه رب العزة جل وعلا .

2 ـ زعيما قريش أبو سفيان والعباس لا ننتظر منهما الموافقة على إغتيال النبى محمد . العباس عمه ، وابو سفيان ابن عمه ، يجمعهما عبد مناف . والعصبية القبلية كانت حاكمة وقتئذ .

أخيرا : سؤال للأذكياء فقط : من أبلغ ابا سفيان وهو راجع بقافلته أن النبى ينتظره عند ماء ( بدر ) ؟   

اجمالي القراءات 10068