العالم بين الخوف والطمع

سامح عسكر في السبت ٢٧ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

سبب رئيسي لاختلال العالم وانتشار الحروب عاملين اثنين:

1- الخوف

2- الطمع

والاثنين ضد الحقيقة..بمعنى أن الكذب هاينتشر والظلم هايشيع لو أصبح الإنسان طمّاع أو جبان..

الخوف هو اللي يجعل مسئول دولي-مثلاَ- يؤيد حرب العراق خوفاً من بوش، لكن بعد ما يستقيل يصرح إنها حرب غير نزيهة، أو إنه نادم على دعمها..

الندم في غير وقته مقبول أخلاقيا..لكنه في الأخير مبدأ سلبي وسبب لانتشار الظلم في العالم، كذلك الحقيقة في وقتها تمنع الخوف وتشجع المترددين وأصحاب المواقف الرمادية.

عارضنا-مثلاً-حرب اليمن في وقت كان فيه الغالبية العظمى من المصريين والعرب مؤيدين، بل المعارض كانوا بيقولوا عليه إيراني، والهدف من الهجوم على المعارضين هو (إرهابهم) وبالتالي يتصرفوا كيفما يريدون..يقتلوا..ينهبوا..ينشروا الكذب والحماقة والطائفية..لا يوجد ضابط وقتها والكل خايف..

ونفس ما حدث معي حدث مع آخرين وتبنوا حملة لنصرة الشعب اليمني كلُ في موقعه..

كان من نتيجة موقفي –وموقف غيري-إننا نجحنا في كسب رأي المئات-بل ربما الآلاف- كجبهة (مصرية وعربية) ضد الحرب، هؤلاء معظمهم كانوا مترديين أو خايفين أو أصحاب مواقف رمادية وسلبية..الكل تشجع وأخذ موقف واضح..زادت الجبهة بفضل الجميع..وتوسعت بمرور الوقت حتى أصبحت قوة لا يستهان بها تحفظ للشعب اليمني حقه وتمنع ظلمه..

هو دا المقصود إن الخوف سبب في انتشار الظلم

أما الطمع فهو صفة المعتدي بالعموم، يعني هو سبب رئيسي في الأزمة، ونسأل سؤال: ماذا لو لم يطمع بوش في العراق وأفغانستان هل هايفكر يحاربهم؟..ماذا لو لم يطمع سلمان في اليمن هل هايفكر يحاربها؟

بالمناسبة: كل قوانين الفيزياء موجودة في السياسة

قانون الطفو لأرخميدس مثلا بيقول: كل جسم غاطس يكون مدفوعا بقوة طفو لأعلي تعادل وزن السائل الذي يزيحه الجسم المغمور، ولو طبقنا دا على حرب اليمن هنلاقي إن قوة هجوم السعودية على صنعاء تساوي (القوة المتخيلة أو وزن الحوثيين في أذهانهم) يعني هما شايفين الحوثي شئ ضخم وكبير جدا لذلك أعدوا له هذه العدة، وبالتالي لو اشتغل الحوثي على تضخيم قوته إو إرهاب السعودية أكثر هايشعر السعوديين بالهزيمة واليأس..لأن القوة المتخيلة السابقة أصبحت (حارة سد)

كذلك قانون نيوتن الثالث في الفيزياء : لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، ولو طبقنا دا في حرب سوريا هنلاقي إن بمقدار قوة (جمع الإرهابيين السلفيين) حول العالم للقتال في سوريا، كانت هي نفس مقدار رد الفعل عند الجيش السوري في الصمود، وكذلك نفس مقدار قوة جمع المتطوعين الشيعة لمساعدة الجيش.

كذلك قانون النسبية العامة لإينشتاين: أن المكان والزمان نسبي، وعن طريقه استنتج إن الزمان بُعد رابع في الفيزياء، وبذلك نعرف إن كل شئ من حولنا نسبي بما فيها آرائنا الشخصية، والديمقراطية استفادت جدا من مبدأ إينشتاين في تقرير (قصور الإنسان) عن معرفة الحقائق المطلقة..كذلك بتقرير الزمان بُعد رابع أصبحت الحقائق متغيرة بتغير الزمن، لأن الزمن نفسه (بُعد) أي مقياس ومعيار نقيس بيه، ولا يمكن إخضاعه في المقابل للقياس المطلق..

الخلاصة: إن الحقيقة في وقتها تكسر عامل الزمن في تغير طبيعتها، وبالتالي هايستفيد الإنسان بيها، وعن طريق قول الحقيقة في زمانها المناسب تقدر تواجه الخوف والطمع بل تقضي عليهم وتقل مشاكل الإنسان لأدنى معدلاتها

اجمالي القراءات 6218