الأهواز وليست الأحواز

سامح عسكر في السبت ٠٩ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الأخوة الذين يقولون أن (الأهواز) نطق أعجمي وصحيحها (الأحواز) عربي.

هذا غير صحيح

المدينة ذكرت في كتب التاريخ الإسلامي بلفظ (الأهواز) حرف الهاء، ومن ذلك مثلا في كتاب فتوح الشام للواقدي:

" فمضى الهرمزان إلى الأهواز وكانت كنوز كسرى في جبل ظاهر الأهواز"..(فتوح الشام 2/181).." وتولوا حصارهم كتيبة الاهواز وهي كتيبة القعقاع"..(فتوح الشام 2/ 189)

وكتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبدالحكم صـ 55 .." سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يسأل الهرمزان عظيم الأهواز"..

وفي كتاب تاريخ خليفة بن خياط أذكر موضع الشاهد :

1- فَسَار إِلَى الأهواز فَقتل بدارس 
2- سنة سِتّ عشرَة فِيهَا افتتحت الأهواز 
3- فَكتب إِلَيْهِ عُمَر أَن سر إِلَى كور الأهواز

كذلك المعارف لابن قتيبة الدينوري:

1- أبو نواس الحسن بن هانئ ولد في الأهواز
2- ثم كانت وقعة «الجابية» و «الأهواز»
3- وكان عامل أخيه على «الأهواز»

ومنعا للسرد الغير مجدي أطرح لكم كتب ومؤرخين نطقوها بحرف الهاء، وأغلبها كتب عربية ومؤلفيها عرب.."كتاريخ الفسوي – فتوح البلدان للبلاذري – الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري – وأخيرا الطبري الذي ذكرها 160 مرة "..وكل هؤلاء من مؤرخي ومصنفي القرن الثالث

أما من مصنفي القرن الرابع ذكروها بنفس اللفظ .."تاريخ الصولي – والتنبيه والأشراف للمسعودي – والبدء والتاريخ للمقدسي – إضافة لمقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأًصبهاني"..أيضا وأغلبهم عرب.

كلمة الأحواز بحرف الحاء متأخرة ، ظهرت حديثا بفعل السياسة، وربما كان لها مصدر فقد ذكرت (مرة واحدة) في فتوح البلدان للبلاذري، كذلك في تاريخ ابن خلدون مرة واحدة، وتقديري أنه تصحيف للكلمة الأصلية لأن ابن خلدون نطقها في كتابه بلفظ (الأهواز) 96 مرة..

كذلك في كتاب تجارب الأمم لابن مسكويه ذكرها بلفظ (الأهواز) 200 مرة، وابن الجوزي 100 مرة في المنتظم وابن الأثير في الكامل 170 مرة والذهبي في تاريخ الإسلام 120 مرة ، فإذا قيل ابن مكسويه فارسي فابن الجوزي وابن الأثير والذهبي (عرب)

الخلاصة: هي إسمها الأهواز بحرف الهاء، ونطق الإيرانيين لها ليس لعجميتهم بل لأن العرب نطقوها كذلك والعالم عرفها بهذا الاسم.

أنا أنطقها بالأهواز ليس انتصارا للنطق الإيراني..ولكن لأن كتب التراث كتبتها كذلك وعرفت بهذا اللفظ..أما قلب الكلمة بحرف الحاء عندي هو سياسي ليس إلا..ومثال ذلك في السعودية، اليمنيون ينطقون (جيزان) بينما السعوديون ينقطونها (جازان) بينما الاسم حديث والمنطقة قديما كانت تسمى (تهامة) ولفظ جازان تبعا لحاكم ملكها قديما يدعى .."أحمد جازان"..ذكره الفاسي في شفاء الغرام خلال القرن التاسع الهجري ، وابن الوزير اليماني في تاريخه نطقها (جيزان) في القرن 12 هـ، وكذلك جواد العلي في المفصل في تاريخ العرب..

باختصار: أيا كانت التسمية فلا يعني إيمانا بسيطرة فلان على آخر، فالعالم يعرف الخليج بالفارسي، والعرب يقولون هو عربي، في الأخير هو منطقة بحرية بين إقليمين وبه منابع نفط وغاز وأحواض صيد مشتركة وكل الدول المطلة على ساحله تنتفع منه، فلا يجب التعصب للتسمية..لا مشاحة في التسميات قياسا على المصطلحات، المهم الواقع..عش الواقع كما هو
اجمالي القراءات 11421