( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) ( الأحزاب 27 )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٥ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) ( الأحزاب 27 )

مقدمة

1 ـ فى نهاية الحديث عن موقعة ( الأحزاب ) قال جل وعلا : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) الأحزاب ) يعنى ان الله جل وعلا هو الذى ردّ جيوش الأحزاب بعد حصارهم المدينة ، وبدون أن يتكلف المؤمنون قتالا . وكان من أهل الكتاب قبيلة تجاور المدينة ولها حصون منيعة ، وقد شاركوا الأحزاب فى حصار المدينة ، وبعد رحيل الأحزاب والتأكد من إنعدام خطرهم قام النبى بحصار أولئك المعتدين من أهل الكتاب ، وحدث الاشتباك الحربى وانهزموا وسقط منهم قتلى ووقع آخرون فى الأسر . وتم إجلاء الأسرى مع الباقين ، وتركوا حصونهم وأرضهم وديارهم وأموالهم فكانت غنيمة ورثها المؤمنون . قال جل وعلا : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ( 27 )الاحزاب ).

2 ـ لفت نظرى قوله جل وعلا (وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) . إعتبرتها فى كتابات سابقة من الإعجاز   التاريخى الذى ينبىء عن شىء سيحدث فى المشتقبل . نزلت هذه الآية بعد موقعة الأحزاب وبعد إجلاء أولئك المتحالفين معهم من أهل الكتاب ( لم يقل رب العزة جل وعلا :" اليهود " ولكن أهل الكتاب )، وفى السياق أن الله جل وعلا أورثهم أيضا أرضا لم يطأوها بعد . أى  ستقع فى حوزة المؤمنين ارض أخرى لم يطؤوها بعد .

3 ـ حين كنت أرى إنجازا تاريخيا هائلا فى تلك الفتوحات التى قام بها ابو بكر وعمر وعثمان  كتبت أن المقصود ب (وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) هى تلك البلاد المفتوحة . وفى عملية تنظيف العقل والقلب من وساخة التراث عرضت من سنوات عديدة موضوع الفتوحات على القرآن الكريم وتأكد لى انها أفظع ردة عن الاسلام ، وأن أعدى أعداء الاسلام هم أولئك الخلفاء الفاسقون الذين يُطلق عليهم ( الراشدون ) . وأصلحت خطئى بكتاب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) . بعدها ظللت أحمل السؤال : ما معنى (وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا  )؟ ما هى الأرض التى أورثها الله جل وعلا للنبى والمؤمنين وجاءت بها البشارة مقدما بعد جلاء جيوش الأحزاب و إجلاء المعتدين من أهل الكتاب ؟ .

أولا :  تدبر فى الآية الكريمة : ( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).

 معنى الوراثة فى: ( وأورثكم ) :

1 ـ  الورث يعنى أن يملك شخص ما كان لشخص ، كأن يرث الابن أباه المتوفى كما قال جل وعلا :( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ )(16) النمل ). وفى قصة موسى وفرعون أن بنى اسرائيل ورثوا مصر بعد غرق فرعون وقومه ونظام حكمه ، قال جل وعلا :( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الاعراف )، وقال جل وعلا عن فرعون وبنى اسرائيل : ( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) الشعراء) ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28)الدخان ).

2 ـ بالتالى فإن المفهوم من قوله جل وعلا :( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أن أولئك المعتدين من أهل الكتاب قد جلوا عنها وتركوها فورثها المؤمنون ، وهذا بمثل ما ورث بنواسرائيل مصر بعد غرق فرعون ونظام حكمه فى البحر . وبالتالى ايضا فإن معنى أن يرث المؤمنون أرضا لم يطؤوها أن تكون تلك الأرض قد جلا عنها أصحابها وتركوها فورثها المؤمنون .

3 ـ الفارق هنا بين حالتى الورث : أن المؤمنين ورثوا هذه الأرض بالقتال الذى أجلى أهلها المعتدين عقوبة على إعتدائهم . أما الورث فى الحالة الأخرى فقد تم بدون حرب أو قتال ، أو بالتعبير القرآنى ( أرضا لم تطئوها ) . هذا يدخل بنا على معنى ( وطء ):

معنى : ( تطئوها )

1 ـ هناك سير عادى ومشى عادى ، كقوله جل وعلا : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً ) (63) الفرقان ) ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا )(15) الملك ) (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) آل عمران ).

وهناك سير شديد يعنى المطاردة والحرب كقوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) النساء ) ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً (101) النساء )

2 ـ ومنه الوطأ ، بمعنى المسيرة الحربية ، أو التحرك الحربى ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24) هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (25) الفتح ). الحديث هنا عن مناوشات حربية ، وفى السياق قوله جل وعلا : (أَنْ تَطَئُوهُمْ)، بمعنى أن يدخل المؤمنون مكة محاربين فيقتلون ـ بغير علم ـ بعض المؤمنين الذين يكتمون إيمانهم ، فيصبح ذلك عارا .

3 ـ بالتالى فإن قوله جل وعلا (وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا) أى لم تدخلوها محاربين . أى ورثتموها بلا حرب .

ثانيا : ما هى الأرض المقصودة بقوله جل وعلا (وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا )

1 ـ طبقا للقرآن الكريم فإن الأرض التى ورثها المؤمنون بلا حرب هى المشار اليها فى سورة الحشر فى قوله جل وعلا : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2) وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6))

2 ـ يلاحظ هنا :

2 / 1 : أن المؤمنين ورثوا تلك الأرض بلا قتال ، أو بالتعبير القرآنى :(فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ). أى جلا عنها أصحابها هلعا وذعرا وتركوها خالية خاوية على عروشها ، فدخلها المؤمنون بلا حرب ، أى لم يطئوها محاربين .

2 / 2 : إن الله جل وعلا هو الذى هزم جيوش الأحزاب ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) الاحزاب) . وعن هزيمتهم ووراثة المؤمنين أرض أهل الكتاب المعتدين والأرض الأخرى التى لم يطئوها بعدُ قال جل وعلا : ( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً)( 27 ) الأحزاب ). هو نفس الحال مع أهل الكتاب  المذكورين فى سورة الحشر ، وهم المعتدون الذين شاقوا الله جل وعلا ورسوله . فالله جل وعلا هو الذى أخرجهم وقذف فى قلوبهم الرعب حتى كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم وايدى المؤمنين ( الحشر 2 : 6 ). وكما قال جل وعلا فى موضوع الأحزاب : (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) قال فى موضوع المعتدين من أهل الكتاب فى سورة الحشر : ( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)). فرب العزة القادر على كل شىء هو الذى هزم الأحزاب وهو الذى أيضا أجلا المعتدين من أهل الكتاب.

ثالثا : تخاريف التراث :

1 ـ جهل من يُطلق  عليهم ( المفسرون ) يظهر فى كل ما يقولون ، وهم فى كل ما يقولون مختلفون . عن قوله جل وعلا ( وأرضا لم تطئوها ) قال القرطبى : {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها} بعد. قال يزيد ابن رومان وابن زيد ومقاتل: يعني حنين، ولم يكونوا نالوها، فوعدهم الله إياها ، وقال قتادة: كنا نتحدث أنها مكة ، وقال الحسن: هي فارس والروم ، وقال عكرمة: كل أرض تفتح إلى يوم القيامة ). لم يفهموا معنى ( لم تطئوها ) .

2 ـ ابن إسحاق كان أشد جهلا و أكثر إفتراءا وكذبا . هو الذى كتب من دماغه ( السيرة ) وملأها شعرا من تأليفه ، وزعم أنه سمع رواياتها من فلان وفلان ، وهم لم يلتق أشهر من زعم أنه روى عنه وهو ابن شهاب الزهرى . ابن اسحاق هو الذى قال إن أهل الكتاب فى سورتى الأحزاب والحشر هم اليهود ، يهود بنى قريظة ويهود بنى النضير . قال هذا بعد حوالى قرن من إختفاء أولئك الناس . وهو الذى زعم ان النبى قتل أسرى بنى قريظة وأن النبى سبى النساء وبعث من إغتال زعماء اليهود ، ورسم شخصية للنبى محمد عليه السلام أشبه ما تكون بشخصية أبى جعفر المنصور الذى عاش خادما فى دولته . ونرجو أن يعيننا الرحمن على إكمال بحث فى تحليل سيرة ابن إسحاق .

3 ـ ما يهمنا الآن أن أبن اسحاق جعل من أسماهم بنى النضير هم المقصودين بما جاء فى سورة الحشر ، وجعل جلاءهم عام 4 هجرية ، ثم جعل موقعة الأحزاب عام 5 هجرية . وبالتالى أرسى إشكالا فى فهم قوله جل وعلا : ( وأرضا لم تطئوها ) . أما التدبر القرآنى فيظهر منه أن إجلاء أهل الكتاب المعتدين المشار اليهم فى سورة الحشر كان بعد إجلاء أهل الكتاب المعتدين المشار اليهم فى سورة الأحزاب . أى إن موقعة الأحزاب حدثت أولا ثم بعدها حدث إجلاء المعتدين المذكورين فى سورة الحشر .

4 ـ ونترك فرصة للمتدبرين فى القرآن الكريم ليتفكروا فى مزيد من أوجه الشبه بين أهل الكتاب فى سورة الأحزاب وإخوانهم فى سورة الحشر ، والذى يجمعهما من الاعتداء والتحصن فى الحصون ، وكيف ألقى الله جل وعلا فى قلوبهم الرعب ، وهى سُنّة الله جل وعلا مع الكافرين المعتدين ( آل عمران 151 ، الأنفال 12 ، الاحزاب 26 ، الحشر 2 ) . 

اجمالي القراءات 11454