عندما كنت وحيدا
القومية المتطرفة من أهم اسباب الإرهاب

محمد يحيى محمد امين في الأحد ١٩ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المدخل الأساسي للتحكم بعقلية الإنسان والتحكم بتصرفاته هي القومية المتطرفة

الذين استطاعوا أن يجعلوا من الديانات أقوام و قبائل لكي يستطيعوا نشر السيطرة والتحكم هم نفس الأشخاص الذين ينشرون التطرفوالإرهاب بين البشر للدفاع عن مكتسباتهم و مصالحهم الدنيوية لا أكثر ولا أقل فلذلك تجد أن الدول التي تسيطر عليها الحكومات الفاسدة لا سبيل عندهم للدفاع عن أنفسهم سوى شعارات الحفاظ على الأمن القومي والحفاظ على الجنس والفصيلة النادرة التي يريد كل العالم أن يفسدها و يسرق أموالها و يؤثر سلبا على عاداتها الإجتماعية و ثقافاتها العريقة و علومها واختراعاتها التي سجلت باسمها قبل آلاف السنين .

منذ قرون مضت و الى يومنا هذا مازال الناس يتصارعون فيما بينهم لإثبات شئ واحد فقط ( أنا أفضل منك ) تحت ذرائع مختلفة منها المعتقدات الدينية .

مع بداية دعوة نبينا محمد عليه السلام للإصلاح  اجتمع الناس حوله وبدأوا يؤمنون بما جاء به من اصلاحات فكرية و نبذ القوميه و نشر السلام بين الشعوب و محاربة الفساد المستشري بين الناس من اغتصاب و نهب و سرقة باسم الدين و القبيلة عاش حياته ونشر رسالته وأدى الأمانة التي وكلت له من الله سبحانه و تعالى من دون أي اكراه  اجتمع حوله الناس من كل الأجناس و الألوان لأنه جمع بين الشعوب و نشر العدل فيما بينهم من دون أي تفرقه وترك لنا كتابا ورسالة سماوية و هو القرآن الكريم ليكون لنا مرجعا و قانونا لإكمال العدل الذي جاء به بعد وفاته عليه السلام . ولكن سرعان ما عادت حليمه الى عادتها القديمه ولكن بأسلوب مبتكر يستغل ما تركه عليه السلام من سمعة طيبة  فالناس كانت سمعت بنبوئته وعدالته الإجتماعية التي لم تكن موجودة في ذلك الزمان بين معظم الشعوب فأصبح الناس يدخلون الى الدين الإسلامي أفواجا رغبة منهم ليحل السلام بين مجتمعاتهم  فبدأت الأساطير القومية تسقط يوما بعد يوم وبدأ الناس تطالب حريتها من العبودية المفروضة عليهم من رؤسائهم و ملوكهم  و علماء أديانهم وبذلك فقد الكثير من الملوك والرؤساء السلطويين من املاكهم و قدرتهم على السيطرة ولكن كل ما فقدوه لم تذهب لأصحابها الأصليين لأنهم سلموها لمن هم أقوى منهم في السلطة على الناس وهم أتباع الديانه المحمديه الذين استطاعوا التحكم بالناس عن طريق الدين الجديد ذات السمعة الحسنة فالناس سئموا من الأديان التي كانت مفروضه عليهم من حكامهم التي كانت تخدم مصالحهم الشخصية فقط فقدموا لهم الديانه الجديده التي تدعو الى الإصلاح الإجتماعي والعدالة والمساوات بين الناس .

لم يعرف الناس انهم وقعوا في الفخ من جديد فبعد أن كان يحكمهم حاكما اسمه (س) أصبح يحكمهم حاكما اسمه (ص) بنفس الأسلوب وبنفس الوعود وصكوك الغفران التي كانت تعطى للناس لكي يتم التحكم بهم ولكن باختلاف بسيط و مبتكر مع تغيير المسمى الى الوعود المحمدية لأتباعه من الناس فبعد أن استطاعوا السيطرة على الناس بهذه الوعود و مع تقدم الوقت تطورت هذه الوعود الى أحاديث و من بعدها الى علوم شرعيه والى عشرات المؤلفات وأصبحت هي الأدات الجديدة المبتكرة التي تساعد الحاكم المستبد الى الإاستمرار في حكمه   .و السيطرة على االناس

السؤال الآن لماذا يتمسك هؤلاء الحكام والقيادات الفاسده بكل هذه الكتب والشعارات المذهبية ؟

الجواب كالآتي :

أولا:

 لكي يستطيع الحاكم المستبد أن يتوسع في الحكم والسيطره يحتاج الى جنود لكي يحاربوا و هذا شيء مكلف جدا فلذلك جاءوا باالكثير من وعود وصكوك غفران لكل من يحارب و يسفك الدماء من أجل نشر الدين و رفع راية الإسلام من زوجات في الجنة و نعم كثيرة مستغلين بذلك الأحاديث الموجودة التي كانت هي في الأصل منتشره بين الناس عن طريق رجال الدين السابقين فكل ما فعلوه هو فقط تحويل مسارها و أضافوا عليها بعض التعديلات لتكون أقرب الى الديانه المحمدية و جعلوها منسوبة الى الرسول محمد عليه السلام و بطريقة مدروسة وذكيه عن طريق القيل والقال و بهذا تم استغلال الناس و تجنيدهم من دون مقابل لا وأكثر من هذا بل الناس أصبحت هي من تجهز نفسها من أموالها الخاصة لكي يتم استغلالها في التوسعة و أصبحت تريد الموت في سبيل ذلك لكي تحضى بما وعدوا به من صكوك الغفران لأنهم جمعوا من الصكوك الغفرانيه الكثير و يريدون صرفها و استغلالها بعد أن منحت لهم لأنهم لا يملكون غيرها فكل المكتسبات كانت تذهب مباشرة للحاكم وأعوانه المهمين الذين كانوا يساعدونه في بسط السيطرة على هؤلاء المساكين .

ثانيا :  

لكي لا ينكشف اللص و المحتال أمام الناس يجب عليه اخفاء الجريمة و آثارها و أفضل شيء هو التشويش على الناس في فهم القرآن و تدبره وتحويل المسار في تعلم الدين الى ما استغلوا الناس به و هي الأحاديث لكي لا تفضح أمرهم و قتل كل من حاول تدبر القرآن و تعليمه من دون الأحاديث والى هذا اليوم ونحن ضحايا هؤلاء المستبدين الذين يحكمون عوالمنا و أصبح الناس عبيدا لهم يلعبون و يمرحون بهم كيفما ارادوا.

ثالثا :

تعيش معظم الدول تحت حكم الإستعمار أي الدول الكبرى في الفترة الحالية  سواءا كانت بشكل علني أو غير علني ولكن الواقع الحالي يثبت أنهم مسيرون و ليسوا مخيرون الا في أمور بسيطة ليست لها قيمة عند المستعمر مثل اليوم الوطني والرياضه  و اللغة وانشاء الحدائق وبعض الطرق و توزيع بعض الثروات الباقية في يده و الى آخره ولقد فهم المستعمر جيدا مدا فعالية تأثير الدين على هذه المجتمعات لذلك أعطوا رجال الدين قيمة لكي يساعدوا في الحكم و يستمروا في إعطاء الناس صكوك الغفران و تحويل اتجاه الناس من الخروج من مستنقع الإستعمار الى مستنقع القومية المتطرفه.

الضحايا وا لنتائج  و الظواهر السلبية في المجتمعات البشرية التي نتجت بسبب الصراع و التقسيم بين الحكام ورجال الدين على السلطة  :

أولا: الأغلبية من الشعوب التي يسطر عليها هؤلاء المستبدين تعيش تحت خط الفقر .

ثانيا: التعليم يعتمد على التلقين و التحفيظ في أغلب العلوم مما أنتج جيل يحفظ ولا يفهم و غير منتج في أغلب الأحيان بشكل عام

ثالثا: أختفاء معظم العقول التي استطاعت أن تفهم الوضع وتطالب بالإصلاح إما في السجن أو في المصحات أو القتل .

رابعا: انتشار الحقد والكراهية بين الشعوب .

خامسا: انتشار الإلحاد و خصوصا بين أتباع الدين الوهابي في الأوئنه الأخيره

سادسا: انتشار الظلم بسبب التفرقة العنصرية بين الأقرب الى الحاكم و المحكوم

سابعا: أصبح القرآن الكريم عند معظم الناس أدات للعبادة لا للإستنارة وتعلم الدين.

ثامنا:  انتشار العداوة بين الشعوب بسبب الإعلام الضال الغير حر والذي يعتمد بشكل كلي لمن يدفع أكثر.

تاسعا: انتشار ظاهرة الإغتصاب والفساد الأخلاقي وأعني  بشكل خاص المجتمعات المنغلقة تماما على نفسها بحيث أن الجريمة تحدث و يتم أخفائها عنوة من المجني عليها أو عليه بسبب الفكر المتخلف الفاشي بين القبائل و المناطق الموبوءة بشدة بهذه الأفكار المظلمة في التعامل مع المرأة .

عاشرا: أصبح الإنسان الذي كرمه الله تعالى على سائر المخلوقات فاقد القيمة في نظر معظم الحكام المستبدين لسهولة شراء الذمم بين الناس .

الحادي عشر : انتشاذ ظاهرة إغتصاب الأطفال و خصوصا الذكور منهم لدرجة أنه صار  من صفاة  الرجولة والشجاعة بين شبان المجتمعات الموبوءة  خصوصا في المناطق التي تعيش تحت نفوذ القبائل مثل أفغانستان و بعض الدول العربية بشكل خاص .

الثاني عشر: انتشار الفساد المالي والإداري وكلاهما متصلان ببعضهما

الثالث عشر : عدم رغبة الناس بالمطالبة بحقها لأن التجارب التاريخية أصبحت تؤكد أن الظالم هو من يستطيع أن ينتصر على المظلوم للأسف

الرابع عشر : أصبحت القوانين توضع بدراسة لكي يحاسب السارق الصغير المضطر للسرقة بسبب السارق الكبير المحمي بالقانون من المسائلة . أي لكي لايستطيع أن ينافس السارق الكبير في السرقة .

الخامسة عشر:أصبحت المرأة سلعة بيد الرجل و سلبت منها حقوقها البشرية .

السادسة عشر : تفشي التظاهر بالغباء و عدم الفهم بين الناس لأنه لا يريد أن يعيش الواقع المؤلم الذي هو فيه فتجده دائما يحاول أن يعطي السارق الكبير الحجج والأسباب لأفعالة و أحكامه ليرضي ما في نفسه و يتقي شره .

السابع عشر :انتشار الكسل في الإبداع و الإختراع بسبب اختفاء الدعم الحقيقي لأنه يؤدي إلى ضرر المستعمر المتحكم في الأساس .

الثامن عشر:  تجد كل الدول المستعمرة دائما على شفا الإنهيار الإقتصادي حتى لو كانت دولة غنية بالموارد الطبيعية .

التاسع عشر : الشرف ,الكرامة ,الشجاعة , الأخلاق , الإحترام , الشجاعة , الوطنية , حماية الضعفاء , القدرة العسكرية الفائقة التي لا تقهر. تجدها من أكثر الألفاظ مستعملة في الخطابات و تكون غير موجودة لدى المستبد أصلا وخصوصا  عند مواجهة المستعمر .

العشرون: انتشار ظاهرة غريبه لدى الشعوب المنكوبة وهي أنه يفعل الشيء الخاطيء و يعلم أنه مخطأ و يكرر الخطأ وهو يعلم أنه على خطأ لكي يثبت أنه صح و المصيبة يجد معه أناس يشاركونه و يدافعون عنه بنفس الطريقه على الرغم أنهم يعلمون أنهم مخطئون .فقط للدفاع عن من هو أقرب الى مصالحه الشخصية

الواحد و العشرون: انتشار ظاهرة التكبر والغرور واالتباهي بالأنساب .

الثاني  والعشرون: انتشار استخدام المخدرات بين الشباب لا للبحث عن المتعة كما يفعلها أولاد و أحفاد الحكام المستبدين و أولاد النخبة الغير صالحة أخلاقيا ولكن للهروب من الواقع الأليم والعيش في الأوهام .

الثالثة والعشرون : انتشار ظاهرة الإتجار بالجنس مع تنظيم و ادارة على أعلى مستوى لدرجة أنه أصبح دخلا أساسيا في بعض الدول .

الرابع والعشرون : أصبح الدين الذي جاء به محمد عليه السلام الأكثر تقسيما من بين كل الديانات الأخرى على الرغم من وجود القواسم المشتركة الكبيرة فيما بينها إلا أن كل واحده منها تدعي أن الآخر هو على خطأ والأصل كلهم اختلفوا من أجل أن يحموا مصالح حكامهم  و مستعمريهم ليس من أجل دينهم و ولائهم لربهم .

الخامسة والعشرون : انتاج جيل خطير جدا من البشر  آمنوا  بكل ما في هذه الكتب و خرجوا عن سيطرة رجال الدين التابعين للحاكم المستبد و أصبحوا يطالبون بالوصول للحكم وهم جاهزون لدفع الغالي و النفيس لتطبيق القواعد المنصوص عليها في الكتب مع عدم الإكتراث بالنتائج السلبية التي تؤدي اليها من جور وظلم حتى على أنفسهم و على أولادهم فهم لا يفقهون ما يقرأون وأصبحوا يعثون في الأرض فسادا كيفما كان فهم لا يدركون أنهم دربوا و علموا  ليصبحوا جنودا بالمجان لمصالح غيرهم  في السيادة وسرقة أموال الضعوف الذين يعيشون تحت حكمهم.

السادس و العشرون : بسبب المحاولات اليائسة من وعاظ السلاطين في اخفاء النتائج السلبية التي جاءت بسبب توجيه الناس كيفما شاءوا الحكام أصبحوا يخرجون فتاوي جديدة و غريبة جدا هو تحميل الناس أنفسهم سبب تفشي الفقر والجهل وذلك بسبب عدم اتباع ما طلبوه من الناس في طريقة اللباس و دخول الحمام و الأكل والشرب وتزويج البنات صغارا في السن و عدم مخالطة الشعوب التي لا تتبع ملتهم فكأن الله لن يرزق أحدا سوى من يلبس ثوب قصير و يربي اللحى و يحلق الشنب و يتزوج أربعة و يزوج بناته عند السابعة و يأكل  و يشرب باليمين وتجلس النساء في البيوت و ممنوع أن تتعلم سوى ما تحتاجه في خدمة الزوج وعدم بناء البيوت سوى من الطين و أمور لا تدل سوى على الجهل و الغباء والكثير من الأمراض النفسية .

اجمالي القراءات 8435