اسئلة لن تحتاج منك الى إجابه لى أنا على الأقل!!

فوزى فراج في الثلاثاء ٠٨ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


كلما ادرت عينى على صفحات النت ومواقع النت , كلما قرأت ما يكتبه الأخوة والأخوات عن الأسلام والعقيده والعباده , كلما احسست بفرح وسرور لامثيل له, فأنا أرى سباقا غير معلن بين الجميع بلا استثناء , سباقا فى التدين والأخلاص والخشوع والخضوع لله , غالبيتهم العظمى ممن يكتبون او يعلقون تبدو عليهم مظاهر الورع والتقوى والإخلاص للدين مهما اختلفوا, واختلافاتهم ليست الا على الخير كما يعتقد الجميع, فكل منهم يريد للآخر ان ينهج نهجه , وكل منهم يود ان يصلح من اخطاء الآخر التى تخالف ما يعتقده هو وقد يلجأ بعضهم للعنف اللغوى وقد يتجاوز حدود اللياقه او الأدب الى ما يمكن ان يقع تحت صفة ((الوقاحة او قلة الأدب)) نفسها, فى محاولة ان يبرهن على صحة موقفه ومنهجه وعلى خطأ وشذوذ وانحراف الآخر, ولكن كل ذلك بالطبع من أجل غرض شريف ونبيل, اليس كذلك, يريد ان يكسب فى تقويمه للأخر( حسنه) عند الله !!


لم ارى واحدا يتحدى او يتباهى بأنه غير متدين, او انه لايؤمن بالدين او يسخر من تدين الأخرين ,ولقد رأيت فى القرن الماضى من كان يتباهى بمغامراته النسائيه وبكثرة عددها وبكم موعد غرامى حازه فى الأسبوع....الخ, اما الآن ماشاء الله, لو كانت تلك الصوره تمثل قطاعا عرضيا للمجتمع الاسلامى بصفه عامة, لكان ذلك مطمئنا لقلبى بأن حال الاسلام والمسلمين بخير بل بألف خير وبخير الخير ان صح هذ التعبير.


غير انى اود ان أسأل بعض الاسئله التى لا اطلب ولا اتوقع اجابة عليها, اسألها لكل من انطبقت عليه الأوصاف السابقه , كلها او بعضها, أسألها فى غير تحدى او نية سيئه, أسألها بضمير خالص, كم من الوقت تقضيه سيادتك على النت, كم من الوقت تقضيه فى قراءة المقالات والتعليقات, وكم من الوقت تقضيه فى كتابتهم, ثم كم من الوقت تقضيه (مجتمعا) فى صلواتك الخمسة اليوميه, او كم من الوقت تقضيه مع اسرتك ان كان لك اسرة واولادك وزوجتك, وهل هناك مقارنه , هل تعطى نفس الوقت لصلواتك اليوميه مجتمعة كالذى تعطيه للنت لكتابة مقاله واحده او لقراءة كل ماتقراه؟ هل تعطى ابنك او ابنتك الوقت الكافى للإجابه على سؤال سأله اياك, او زوجتك الوقت الكافى ان كان لديها مشكله ما تريد منك ان تساعدها فى حلها,لا تجبنى على ذلك فلست انتظر اجابتك, بل عليك ان تجيب نفسك بصراحة , وتذكر انك لا تخدعن الا نفسك بأى تبرير او مبالغه.


وعندما تؤدى الصلاه, فهل تسأل نفسك هل حقا اديتها كما ينبغى, هل حقا كنت تركز على الصلاة ولا شيئ غيرها, حل حقا لم تفكر اثناء ادائها فى شيئ أخر وانت بين يدى الله وفى صله معه,هل كنت متحفزا متيقظا وانت بين يدى الله تماما كما تكون عندما يستدعيك رئيسك فى العمل, هل حقا لم تفكر فيما كنت تنوى ان تفعله فورا بعد انتهاء الصلاه, هل كان من الممكن ان تؤديها خيرا من ذلك, وكن صريحا مع نفسك وليس معى , مرة اخرى , هل كان من الممكن ان تؤديها خيرا من ذلك,هل كان من الممكن ان تقرأ بدلا من الآيه القصيره أية اطو ل كى تبقى مدة اطول بين يدى الله سبحانه وتعالى ام كنت تسرع حتى لايفوتك شيئ ما مثل موعد مع صديق او يرنامج تلفزيونى تود ان تراه, هل حقا اديت تلك الصلاه بنفس حماسك وتركيزك لرؤية فيلم من أفلامك المفضله,او لقاء بعض الأصدقاء او الجلوس الى مائدة الطعام عندما تكون جائعا, او حتى مضاجعة زوجتك , هل قمت الى الصلاه على الفور فى موعدها وعند آذانها, ام انك لم تود ان تقطع البرنامج الذى كنت تشاهده او المحادثة الشيقه مع من كنت فى صحبته وقلت لنفسك لازال هناك متسعا من الوقت قبل حلول الصلاة القادمه. ولأنك تؤمن بالسنه وصلاة السنه, فهل أديتها بعد الصلاه, لم لا, هل كان من الممكن ان تؤدى عددا اخر من الركعات بعد صلاة العشاء, انت تعلم جيدا, ان ليس هناك حدا للصلاه التى تؤديها لله, ومن المستحبل ان يدعى انسان له ذره واحده من العقل ان الله سيعاقبك لأنك اكثرت من الصلاه, فهل قضيت وقتا فى الصلاه يعادل الوقت الذى قضيته فى مشاهدة التليفزيون, هل سألت نفسك تلك الأسئله يوما, وان لم تسألها فهل من الممكن ان تسألها الآن , لا تجيبنى ولكن عليك ان تجيب نفسك و لتعلم ان اجابتك لن تخفى على الله.

 
بالامس عندما كنت تمشى فى الشارع وشاهدت تلك المرأة وأحسست بالشفقه عليها وهى تمد يدها طالبه المساعده, هل رأيتها, ام تعمدت ان تنظر الى الجهة الأخرى وتتظاهر بانك لم تراها, هل رأيتها, نعم رأيتها وتعرف انك رأيتها, هل كان من الممكن ان تعطيها شيئا مما أعطاك الله, لماذا لم تغعل , نعم اننى لا أتحدث عن كل من يدعى الفقر ويمتهن التسول, ولكنى اتحدث عن تلك المرأة بالذات, التى كان يبدو عليها بالتأكيد انها لا تتظاهر, ومعها ثلاثه اطفال يبدو من ملامحهم البؤس والشقاء والعياء والجوع الذى لا يمكن لمن فى سنهم ان يفتعلوه, فلماذا لم تتصدق , هل حقا لم يكن معك ما تتصدق به, اه , تقول انك تصدقت عليها, حقا ؟؟, كم اعطيتها, هل كان ذلك كل ما تستطيع ان تعطيه, صراحة , هل كان ذلك كل ما تستطيع ان تعطيه !! أنت تعلم جيدا ان كنت تستطيع ات تعطيها اضعاف ذلك , لكنك لم تفعل, فلماذا, لا تجيبنى على ذلك, بل جهز اجابتك عندما يسألك من يحق له السؤال.

 
عندما ذهبت الى عملك اليوم, هل ذهبت فى الوقت المحدد , ثم تركته فى الوقت المحدد, هل قمت بالعمل الذى انت مكلف به على خير وجه, هل اكملته, ام قرأت جرائد اليوم كلها, ثم تحدثت فى التليفون مع اصدقاءك , بينما كنت تشرب قهواتك, عندما تقاضيت مرتبك المتفق عليه, تقاضيته كاملا, فهل اعطيت للعمل حقه كاملا فى المقابل, ان كنت لم تفعل,أفلا تعتبر هذه نوعا من السرقه, نعم , سرقه, لأنك قبلت ان تتقاضى مرتب الشهر كاملا, ولم تقل لأحد انك لم تعمل ما هو مطلوب منك فى مقابل ذلك المرتب. بالطبع ان لم يحدث اى مما ذكرته, فلاحاجة لك للإجابه عما سألته.


اما انت يا سيدى الفاضل يامن تعمل مدرسا, لقد تعلمنا فى صغرنا احترام المعلم حتى اننا كنا نحفظ شعرا عن ذلك, قم للمعلم وفه التبجيلا , كاد المعلم ان يكون رسولا, نعم لأن المعلم له رسالة بحكم وظيفته تكاد ان ترفعه الى درجة الرسول, فهل قمت بعملك اليوم, هل شرحت لتلاميذك الموضوع التى تدرسه شرحا وافيا , هل تأكدت انك فعلت ما فى وسعك كى يفهم كل منهم الدرس , هل أجبت على اسئلتهم بصبر دون ان تعنفهم وان تصغرهم وان تصفهم بالغباء. هل فعلت ذلك يا أستاذ, كم من تلاميذك سيحتاج الى (درس خصوصى) وكم منهم سوف تعطيه انت ذلك الدرس. ما نسبة من لا يحتاج الى درس خصوصى من سيادتك, هل تعتقد انك اديت الأمانه التى حملتها عند قبولك ان تصبح معلما, ام انك مثل ذلك الأخر الذى قال لى نكته عن العمال الروس عندما انهارت القيمه الشرائيه للروبل , وفقدت اكثر من 75% من قيمتها, فقالوا ان الحكومه (تتظاهر) بأنها تدفع لنا مرتبا, ونحن الأخرون( نتظاهر) بأننا نعمل, فهل وصلت لك تلك العدوى, لا تجيبنى سيدى , فمما اراه وما أسمعه من الأقارب والأصدقاء عن الدروس الخصوصيه وعن ساعاتها وعن تكاليفها, اعتقد انى اعرف الإجابه.


هل استمر فى مثل تلك الأسئله التى لست فى حاجة الى ان يجيبنى احد عليها, ام اتوقف هنا بعد ان اتضحت النقطه التى اود ان اطرحها تماما.


قبل ان تكتب مقالتك اوتعليقك القادم وقبل ان تعلنها حربا ضروسا على الأخرين بإسم الدين ويإسم إصلاح الدين , وبإسم ضميرك الذى لا يعلمه الا الله, وبكل الأسماء الأخرى التى لم أذكرها, فكر مرة او مرتين فيما قرأته هنا, فكر جيدا ما بينك وما بين ضميرك امام الله, فربما , ربما تغير من خطتك اليوم لإصلاح ذلك الشخص الأخر الذى لا تستطيع ان تنتظر كتابة مقالة لإصلاحه وتقويمه.

اجمالي القراءات 17844