هل المعركة فى الواحات فقط؟

خالد منتصر في السبت ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الضباع البشرية التى هاجمت قوات الشرطة فى الواحات وقتلت شهداءنا الأبرار، لم يكونوا مدججين ومسلحين بالـ«آر بى جى» والأسلحة الثقيلة فقط، ولكنهم كانوا مدججين ومحملين بأفكار سوداء ظلامية اعتنقوها وتوارثوها وجندوا بها آلاف الأتباع، إذا كان قائد تلك الخلية الإرهابية هو ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوى -كما يتردد- فمن يضمن لنا حتى لو قتلناه ألا يخرج لنا ألف عشماوى آخر؟، ما دامت تلك الأفكار ترعى فى حقولنا وتنتشر كالسرطان سينبت فى أرضنا هؤلاء العشماويون، تنظيمه اسمه «المرابطون»، لكن اتضح للأسف أننا نحن الذين ما زلنا مرابطين على نفس تراثنا المحنّط وأفكارنا القديمة وطرق مواجهاتنا الفكرية العقيمة، خرج علينا شيخ الأزهر أمس الأول بحوار يؤكد فيه قدسية «البخارى»، وأن الأحاديث هى وحى من الله!، فى نفس الوقت الذى انتقد فيه ملك السعودية شخصياً كثيراً من تلك الأحاديث وشكل لجنة لتنقيتها!!، عندما يستمع شاب إلى كلام شيخ الأزهر ويقدس حديث البخارى «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا منى دماءهم وأموالهم..»، يقدسه لأن شيخ الأزهر قال إنه وحى من الله، برغم أن الله صاحب الوحى والقداسة قال فى كتابه «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، ألم يقتنع هشام عشماوى وجماعته واستطاع تجنيد الآلاف منهم بحديث البخارى «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»، من المؤكد أن جماعة المرابطين وكيانها الأكبر القاعدة قد اقتنعت بقدسية هذا الحديث وبأنه وحى، الحديث الذى يقول «إن النبى صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعرى رضى الله عنه والياً إلى اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل رضى الله عنه، فلما قدم عليه ألقى أبوموسى وسادة لمعاذ، وقال: انزل، وإذا رجل عنده موثق، قال معاذ: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود، قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به فقتل»، لكن دماء شهدائنا ما زالت تنزف وتروى أرض الشرق والغرب، سيناء والواحات، لكن هذا عند بعض الدعاة لا يهم، فالمهم هو قدسية الأوراق الصفراء والأفكار المتحفية، المهم هو أن تحكمنا القبور، المهم هو أن نسجن من يتحدث ولو همساً بأنه يجب نسف تلك الأفكار حتى لا تنسف حياتنا، العالم يتقدم بأفكار الحداثة والحرية ونحن ما زلنا نلوك أحكام الردة ونصوص التكفير وذبح المختلف ومطاردة المرأة ووأدها والتجسس على هرموناتها ودفنها وهى حية، ما زلنا نتسول من المؤسسة الدينية أن تتعطف علينا وتجدد الخطاب الدينى، لكن هيهات، المعركة ليست فى الواحات إنها تحت العمامات!!.

اجمالي القراءات 7438