عن السحر

زكريا المغربى في السبت ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قال كيف لا تؤمن بالسحر و السحر مذكور في القرآن، قلت الإيمان لا يكون الا بالشيء الغيبي ، و السحر ليس غيبا ، بل هو علم معلوم ومعروف، و هو  مبني على الباطل و الكذب و الإيحاء فقط . قال و ما السحر ، قلت السحر هو مجموعة من البيانات و المعلومات و الأفكار التي يتشربها عقل الإنسان على أنها حقيقة ، فتستقر في أعماق عقله فيصبح أسيرا لها ضعيفا أمامها ، تلك الأفكار تفعل فعلها في الجهاز العصبي ثم الغددي ثم العضلي فتظهر العلل من تخيل أو أمراض ، إذن تفعيل السحر يأتي من داخل الإنسان و ليس من الخارج ليس هناك قوى خارجية ، ويتم التخلص من السحر بنسيان أو إهمال أو طرد تلك الأفكار السلبية .

 

قال و ماذا عن السحر في القرآن الكريم ، قلت حسب اجتهادي الحالي، أن السحر في القرآن الكريم نوعان .

النوع الأول : هو الوهم و التخيل ، بعد أن يعتقد الشخص في قدرة و قوة الساحر و يصاب بالذهول و الرهاب عندها يسيطر الساحر على عقله فيجعله يغفل عن الحقيقة و يتخيل أشياء لا وجود لها ، و هنا نستحضر قوله تعالى ( وخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) ( سحروا أعين الناس و استرهبوهم و جاءوا بسحر عظيم). و غالبا هذا النوع من السحر ينتج عن قصور في الفهم و الإدراك ، مثلا عندما يقدم لنا ساحر عملية سحرية ننبهر بها و نهتف هذا ساحر له خوارق فوق الطبيعة ، و بعد أن نتعرف على حقيقة اللعبة يزول الانبهار ونقول و الله خدعنا ، و تتكرر العملية مع غيره ثم نعترف بخداعنا و لا نتعلم لماذا لأننا لا نستخدم عقولنا و لا نريد إتعابها في تفسير أو إيجاد  حقيقة لهذه العملية(اللغز) أو هذه اللعبة السحرية .

 

النوع الثاني : هو الأخطر و هو باطل يراد به الحق ، يستقبله المتلقي يحسبه الحقيقة و يبني عليه حياته ، كما وقع لقوم سليمان عليه السلام (ولما جاءهم رَسُول مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَاتَّبَعُوا

مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْك سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ....) ، و قريش أيضا و هي تسمع إلى القرآن الكريم، قالت عنه سحر و هو الحق من ربهم ، قال تعالى  (وَقَالُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْر مُّبِينٌ)    (فقال  إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْر يوثر)   (الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب  ) (   وعجبوا أن  جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب    ) هنا نلاحظ اقتران  السحر بالكذب ، اعتبروا كلام الله تعالى سحرا وهو الحق من ربهم ، لماذا؟ لأن عقولهم محشوة بالأباطيل و لا يريدون تزكية و تطهير أنفسهم ، و لو علم الله في قلوبهم خيرا لأسمعهم .

 

 

قال و ماذا عن يفرقون به بين المرء و زوجه ، قلت التفريق لا يكون فقط بين المرء و زوجه ، بل أيضا بينه و بين أبيه، أمه ، أخوته ، أصحابه ، رب عمله ،خطيبته ، صديقه و......

قال ماذا تقصد ، قلت  و الله أعلم أن التفريق بين المرء و زوجه ، هو التفريق بين المرء ونفسه أو عقله أو ضميره ، فتتغير فطرة الله التي فطر الناس  عليها ، فيعيش الإنسان حياة غير سوية مضطربة ، يعيش على أوهام لا وجود لها وحياة لا حقيقة لها غافلا عن التمتع بالحقيقة التي فطرنا الله تعالى عليها ، و كما أن كل امْرِئٍ بما كسب رهين، فان كل نفس بما كسبت رهينة    

قال و كيف التخلص و الوقاية من السحر ، قلت هناك عقار فعال مذكور ، بمختبر بموقع أهل القرآن منشور ، للدكتور أحمد صبحي منصور ، تحت عنوان "أبو هريرة و الكلاب "، هذا العقار هو فكرة " لماذا " .يِؤخذ هذا العقار جرعة واحدة ، تجعل كلمة " لماذا " في مقدمة عقلك ، فهي مضادة للفيروسات الفكرية ، حتى لو تسربت الأفكار السلبية الى عقلك ، عقار" لماذا " يمنعها من التغلغل في العقل و  يجعلها دون تأثير .

و للتذكير فان من أعراض هذا النوع الثاني من السحر ، قول المسحور (الذي أشرب في عقله وقلبه زبد الأبقار) مهما تقول من الحق القرآني ،فلا تسمع الا ، بس حذثنا فلان ، بس أخبرنا علان ، بس ..... أما اذا تمكن السحرمنه،  مهما تبين ،  فلا تسمع الا هع هع هع .

اجمالي القراءات 14632