القاموس القرآنى : القيوم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : القيوم

مقدمة :

من أسماء الله الحسنى القيوم ، وقد ورد فى القرآن الكريم ثلاث مرات فقط ، وله تعلقات بأسماء أخرى من أسمائه الحسنى جل وعلا ، كما أن إسم القيوم يجيب على سؤال هام يراود أفئدة الكثيرين . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : المواضع الثلاث التى ورد فيها (إسم القيوم )

1 ـ جاء مرادفا لإسمه جل وعلا ( الحى ) ( أى الحى القيوم ) وكونه جل وعلا الذى لا إله إلا هو ، فى قوله جل وعلا : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) آل عمران )  

2 ـ وجاء شرح ( الحى القيوم ) فى قوله جل وعلا : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَلا يئودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة ). هو الحى القيوم الذى لا ينام ولا يغفل ، والشفاعة عنده بإذنه وبرضاه ، يعطيها لملائكة حفظ العمل لمن كان عمله صالحا ، وبناء على أنه جل وعلا هو الذى يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم . وبينما هو الذى يعلم ما بين أيدى الخلق  وما خلفهم فهم لا يحيطون من علمه إلا بما شاء هو جل وعلا ، وهو الذى يهيمن على السماوات والأرض ولا يتعب من حفظ سماواته وأرضه ، وهو العلى العظيم . أى جاء شرح إسم رب العزة ب ( الحى ) فى أنه الذى لا ينام ولا يغفل . وجاء شرح القيوم بالتحكم والهيمنة على يوم الدين فهو مالك يوم الدين ، والذى يتحكم فى الشفاعة فهو وحده الوالى الشفيع . وهو القيوم الذى يتحكم فى سماواته وأرضه والذى يعلم بما يجرى فيهما .  

3 ـ وعن هيمنة ( القيوم ) على اليوم الآخر يقول جل وعلا : ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110) طه ). هنا الهيمنة والتحكم والسيطرة لرب العزة جل وعلا على يوم الدين ، فهو جل وعلا ( مالك يوم الدين ) . الشفاعة عنده بإذنه وبرضاه  يعطيها لملائكة حفظ العمل لمن كان عمله صالحا ، وبناء على أنه جل وعلا هو الذى يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. بعدها يأتى (إسم القيوم ) المهيمن على يوم الدين :  ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) طه )، أى خضعت للحى القيوم وجوه المخلوقات يوم الدين .

ثانيا : بين ( القيوم ) و ( المهيمن )

1 ـ هنا يكون معنى ( القيوم ) مطابقا لاسم ( المهيمن ) . وقد ورد إسم ( المهيمن ) مرة واحدة ضمن أسماء الله الحسنى فى قوله جل وعلا :( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ)(24)الحشر). وربما لم يرد إسم ( القيوم ) لأنه إسم المهيمن يعطى نفس المعنى .

2 ـ ويجمع بين  ( القيوم ) و ( المهيمن ) وصفه جل وعلا بأنه ( إستوى على العرش ). فالاستواء على العرش يعنى الهيمنة والسيطرة وتدبير الأمر والتحكم فيه بين السماوات والأرض . وهذا ما جاء فى قول رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3) يونس ) (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِبِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) الرعد ) (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة )

3 ـ ويجمع بين ( القيوم ) و ( المهيمن ) تمام علمه جل وعلا بكل شىء ، قال جل وعلا : (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ ) ، ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الانعام ).

4 ـ وهذا يشمل البشر : فهو جل وعلا معنا أينما كُنّا : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد  )

5 ـ هذا لأنه جل وعلا (القيوم ) ، أى القائم على كل نفس بما كسبت . ف ( القيوم ) صفة مبالغة من ( قائم ) . والله جل وعلا هو القائم على كل نفس بما كسبت ، قال جل وعلا :( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )(33) الرعد ). هناك مئات البلايين من الأنفس البشرية ، خلقها رب العزة جل وعلا ، وهو جل وعلا ( قائم  ) على كل نفس منها . أى إنه ( قائم ) على كل نفس بما كسبت من عمل ، خيرا كان أو شرا . وعند النظر الى مجموع الأنفس البشرية فالحاصل أنه جل وعلا ( القيوم ) على أنفس البشر جميعا .

ثالثا : بين ( القيوم ) و ( القاهر فوق عباده )

1 ـ  ما هو مقدار الزمن الذى يمارس فيه الانسان حريته فى حياته الدنيا ؟ . الانسان يقضى ثلث عمره تقريبا فى النوم . ويصيبه مرض يعجز به الانسان عن ممارسة حريته الكاملة . ثم يبلغ أرذل العمر فيكون عاجزا جزئيا عن ممارسة حريته . أى لا يمارس حريته الكاملة فى نصف عمره تقريبا . هذه هى الحقيقة الأولى . الحقيقة الثانية أنه يفقد حريته مع لحظة الاحتضار ورؤية ملائكة الموت ، وبعدها يظل فاقدا لحريته بدءا من البعث والحشر والعرض أمام الله جل وعلا والحساب . من يدخل الجنة يتمتع بحريته فى جنات مفتحة الأبواب . أما من يدخل النار فيستمر فاقدا حريته من لحظة موته الى الخلود فى النار ، وفي هذا الخلود فى النار لا خروج منها ولا تخفيف من عذابها . فالحقيقة الثانية هنا أن الذى يختار بحريته فى حياته الدنيا أن يعصى ربه جل وعلا هو يتمتع بهذه الحرية نصف حياته الدنيوية فقط ، ومقابلها يظل أسيرا فاقد حريته من لحظة إحتضاره والى الأبد . الحقيقة الثالثة وهى الخاصة بإسم القيوم أن الله جل وعلا يعطى الفرد حريته فى حياته القصيرة المحددة فى هذه الدنيا ، ولكنه جل وعلا لا يتركه ، بل هناك ملائكة تسجل أعمال هذا الفرد ثانية بثانية. كل ما يطير من عمله يتم تسجيله أولا بأول .تخيل الساعة الرملية الجزء العلوى يصب الرمل الذى فيه فى الجزء السفلى ثانية بثانية ، وبمرور كل ثانية يتناقص الرمل فى الجزء العلوى ويتزايد بنفس القدر الجزء السفلى ، الى أن ينتهى الرمل فى الجزء العلوى ويمتلىء بالرمل الجزء السفلى . هو نفس الحال مع عمر الانسان ، كل ثانية من عمر الانسان تمر تنزلق الى كتاب أعماله تحمل عمله . فإذا وصل عمره الى آخر ثانية وانزلقت الى كتاب أعماله تم قفل كتاب أعماله ، وكانت وفاته بالموت ، وتم حفظ أعماله فى كتاب أعماله لتأتى به النفس يوم القيامة تحمله تدخل به الجنة إن كان عملها صالحا أو تدخل به الجحيم إن كان عملها فاسقا . فالحقيقة الثالثة هنا أن الله جل وعلا القيوم المهيمن منح الانسان حريته محدودة ومحددة ، والانسان فى هذه الحرية يتم تسجيل وحفظ أعماله . وهو لا يستطيع أن يهرب من حتمية الموت أو حتمية تسجيل العمل ، أو حتميات اليوم الآخر من بعث وحشر وحساب ، ثم جنة أو جحيم .  

2 ـ بهذا نفهم الارتباط بين القيوم و ( القاهر ) فوق عباده . يقول جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) الانعام ).

رابعا : ( القيوم ) الذى لا يغفل ولا يغيب

1 ـ من هنا فباطل ما يقوله بعض الفلاسفة أن الله جل وعلا خلق الكون ثم تركه غافلا عنه . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)المؤمنون).

2 ـ وباطل ما يظنه بعضهم إن الله جل وعلا غافل عن عملنا ، فقد تكرر فى سورة البقرة وحدها قوله جل وعلا :( وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (74، 74 ، 85 ، 140 ، 149 )، وجاء هذا مرتبطا بتمام قيومته جل وعلا ، قال جل وعلا :( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) هود ) ، ويقول جل وعلا عن حساب البشر وحساب الرسل يوم القيامة : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) الاعراف ).

3 ـ حين تنظر الى جرائم المستبد الشرقى وخصومه الارهابيين وما ينتج عنهم من حمامات دم فتتساءل ـ جاهلا ـ لماذا يتركهم الله جل وعلا ، أنت تنسى قوله جل وعلا عن أسلافهم الذين طغوا فى البلاد وأكثروا فيها الفساد : (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) الفجر )، وتنسى القاعدة الالهية فى معاقبة الطغاة فى الدنيا ، وهى قوله جل وعلا فى الآية التالية :(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) الفجر).

4 ـ إن الله جل وعلا ليس غافلا عمّا يفعل الظالمون ـ حاش لله جل وعلا . يكفى هذا التأكيد الثقيل فى قوله جل وعلا لنا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) ابراهيم ). يقشعر قلب المؤن حين يتدبر قوله جل وعلا عن ذاته : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ). وبقدر خطورة هذا التأكيد ومعادلته لظلم الظالمين فإن فيه إتهاما بالغفلة لمن يستهينون بإنتقام العزيز الجبار . وفيه أيضا تذكير بسرعة الانتقام الآتى يوم الدين . فحريتهم قصيرة فى هذه الدنيا ، وبمجرد موتهم سيدخلون فى برزخ لا إحساس فيه بالزمن ، حتى إذا جاء البعث للجميع إستيقظوا يظنون أنه ناموا أو ماتوا يوما أو بعض يوم . ويحل بهم عذاب شديد خالد لا خروج منه . أى بينهم وبين قيام الساعة ما تبقى لأحدهم من عمر يحياه ( بضعة أشهر أو بضعة أعوام ) + يوم أو بعض يوم فى البرزخ ، ما بين موته والبعث .

4 ـ هنا نفهم معنى ( الاستدراج  ) و( الإملاء ) و ( الكيد المتين ) فى قوله جل وعلا عمّن يكذب بحديث رب العزة فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) القلم ) . المحمديون وأئمتهم وسادتهم من الحكام والكهنوت هم أول من يستدرجهم رب العزة ويملى لهم من كيده المتين . فهم المكذبون بآيات القرآن الكريم ، قال جل وعلا :( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) الاعراف ). هم الذين لا يؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا . قال جل وعلا فى نفس السياق : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ).

5 ـ ودائما : صدق الله العظيم ..الحى القيوم القاهر فوق عباده .!!

اجمالي القراءات 6403