الصيام فى القرآن الكريم

عبداللطيف حسيب في الجمعة ٠٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المقدمة
الصيام فى القرآن الكريم
- فرض الله الصيام على كافة المسلمين المؤمنين والمسلمات المؤمنات البالغين العاقلين لقوله تعالى فى سورة الأحزاب: " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا(36). "سورة الأحزاب (35 – 36)
- وهناك نوع من صيام السابقين كان بالإمتناع عن الكلام فقط مثل صيام نبى الله زكريا حينما بشرته الملائكه بغلام ليس له سَمىَّ وهو نبى الله يحى فى حالة كونه قد بلغ من الكبر عتياً وكون زوجته عاقراً فطلب من الله آية تكون علامة على هذه الهبة فأمره الله بنوع مخصوص من الصيام وهو الإمتناع عن الكلام حين لقاء قومه لمدة ثلاثة أيام.
- وكذلك كان صيام السيدة مريم العذراء البتول حينما بشرها روح الله جبريل الأمين الذى تمثل لها بشراً سوياً بالحمل والولادة لنبى الله عيسى الذى هو معجزة من الله وآيته مكافئة لآية خلق آدم الذى خلقه الله من التراب من قبل. فنادها رسول الله عيسى بن مريم من تحتها فور ولادته أن عليها أن تصوم يوم ولادته عن الكلام.
- وهناك صيام فرضه الله على المؤمنين والمؤمنات كافة وهو صيام شهر رمضان تاماً فى كل عام بالإمتناع عن الطعام والشراب والنساء فى نهار رمضان إلا إذا كان الإنسان مسافراً او مريضاً فإن عليه أن يفطر ويعوض ما فاته بعد إنقضاء شهر الصيام وإنتهاء مرضه او سفره بأيام مكافئة للأيام التى أفطرها. وعلى من أفطر فى رمضان وليس لديه عذر من سفر أو مرض بأن يفدى نفسه بإطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التى أفطرها علاوة على قضاء الأيام التى أفطرها.
- وهناك صيام الكفارة والعقوبة فى بعض الحالات الخاصة بالإمتناع عن الطعام والشراب والنساء:
1- من اصطاد صيداً برياً وهو محرم بغرض الحج او العمرة فإن عليه إذا كان متعمداً فدية من الهدى المكافئ لما قتله او إصطاده بالغ الكعبة أو إطعام مسكين أو صيام أيام مكافئة لما قتل او إصطاد من صيد البر وذلك بناء على حكم أثنين من عدول المؤمنين.
2- فى حالة ظهار الرجل من إمرأته ثم حنثه من ذلك فإن عليه قبل أن يمسسها كفارة عبارة عن تحرير عبد وإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتابعين وإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكين.
3- كفارة الحنث فى اليمين هو إطعام عشرة مساكين من جنس ما يأكله الإنسان او كسوتهم او تحرير رقبة فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
4- إن من يقتل مؤمناً متعمداً فإن جزاؤه جهنم خالداً فيها أبداً وعليه لعنة الله. ولكن من يقتل مؤمن بطريق الخطأ فإن عليه تحرير رقبة مؤمنه وأداء الدية الى اهل القتيل إلا إذا عفوا عنه. وإذا كان القتيل من قوم أعداء لنا فتحرير رقبة مؤمنه هى الكفارة. وإن كان من قوم بينهم وبيننا ميثاق فعليه بالدية المسلمة لأهله وتحرير رقبة مؤمنه فإن لم يجد فعليه بصيام شهرين متتابعين.
5- فى حالة الحج والعمرة فإن على المؤمنين ألا يحلوا من إحرامهم بحلق الرأس حتى يبلغوا مكه محل الهدى إلا إذا كان الإنسان مريضاً أو به أذى من رأسه فإن عليه فديه صيام او صدقة او ذبح انعام. فعلى من شعر بالأمان وأتم وقته من بعد العمرة حتى بلغ موعد الحج فعليه ذبح ما تيسر من الأنعام فإذا لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة حين عودته الى موطنه حال كونه من الغرباء أما إذا كان من المقيمين فى البلد الحرام فعليه صيام عشرة أيام كاملة فى وقتها فى مكه.
* * * * *
فريضة الصيام فى القرآن الكريم
"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا(36). "سورة الأحزاب (35 – 36)
تبين الآية جزاء الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم وحفظ الفرج وذكر الله كثيراً فتذكر أن جزاء ذلك هومغفرة من الله وأجراً عظيماً وذلك بدخول جنة الخلد. وتبين الآية عاقبة هجران ذلك هو الضلال المبين الذى يتبعه العذاب الشديد بدخول نار الخلد. وتذكر الآية بأهمية طاعة الله ورسوله والخضوع لأوامر الله بالنسبة للمؤمنين والمؤمنات.
* * * * *
صيام السابقين
"كهيعص(1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا(3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا(5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا(7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا(8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا(9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)" مريم (1 – 11)
تذكرنا الآيات برحمة الله حينما دعاه النبى زكريا حينما ادركته الشيخوخه ولم ييأس من دعاء الله ويذكر النبى زكريا فى دعائه رغبته أن يكون له ذرية من بعده وخاصة أن امرأته عاقر ويطلب النبى من الله أن يكون ذلك الولد وارثاً له وللنبى يعقوب وأن يكون صالحاً. فنادته الملائكة بالبشارة بان الله سوف يهبه غلاماً إسمه يحيى لم يسمى احداً بإسمه من قبل فتعجب النبى من ذلك وقال كيف يكون لى ولد وإمرأتى عاقر وقد طعنت انا فى شيخوختى فذكرته الملائكة بقول الله تعالى وهو أن الله قد خلق زكريا نفسه من قبل وخلف الإنسان من العدم فإن خلق يحيى هو أهون وأيسر. فطلب النبى زكريا من الله علامة على تحقيق هذه الهبة والعطية فأوحى إليه الله أن يصوم عن الكلام لمدة ثلاث أيام فخرج على قومه موحياً اليهم ان يسبحوا الله صباحاً ومساءً، قبل شروق الشمس وبعد غروبها. فكذلك كان صيام النبى زكريا هو الإمتناع عن الكلام
بأمر الله.
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا17.فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا18.قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا19.قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا20.قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا21.قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا22.فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا23.فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا24.فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا25.وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا26.فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا27.فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا28.يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا29.فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا30.قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" (مريم 16 – 30)
يقص علينا القرآن حينما اعتزلت مريم أهلها وجاءها روح الله جبريل الأمين ففزعت منه وسألته بالله ألا يمسها بسوء إن كان يخشى الله. فذكر لها أنه رسول الله اليها ليبشرها بميلاد السيد المسيح فتعجبت كيف تنجب غلام ولم تتزوج ولم تمارس البغاء. فذكرها الروح الأمين بان ذلك أمر يسير على الله وأنه معجزة للناس ورحمة من الله وأمر الله واجب النفاذ. فلما حملت به ابتعدت عن الناس. وحينما جاءها المخاض وهى أسفل النخلة تمنت الموت قبل أن يحدث لها هذا الإختبار العصيب. إلا أن السيد المسيح نادها من تحتها قائلاً لا تحزنى فقد جعل الله من تحتك من يسرى عنك هذه الأزمة العصيبة وطلب منها أن تهز جذع النخلة فيسقط عليها منه البلح الرطب الطرى وطالبها بأن تأكل وتشرب وتقر عينها ولا تحزن. وطلب منها عندما ترى الناس فعليها أن تذكرهم بانها نذرت للرحمن صوماً عن الكلام فلا تستطيع اليوم التحدث مع أى إنسان. فذهبت به الى قومها وهى تحمله فقالوا لها يا مريم لقد أتيت بشئ عظيماً منكراً. وذكروها بأنها أخت هارون وأن أباها كان رجلاً صالحاً وكذلك امها سيدة طاهرة. فأشارت الى السيد المسيح فقالوا لها مستنكرين كيف نكلم طفلاً فى مهده فقال لهم إنه عبد الله وأنه نبى. فكذلك كان صيام السيدة العذراء هو الإمتناع عن الكلام.
* * * * *
صيام العقوبة والكفارة
- هو الإمتناع عن الطعام والشراب ومعاشرة النساء للتكفير عن ذنب او وفاءاً لعقوبة:
"لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ94.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ95.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنْكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لَّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ96.أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (المائدة 93 – 96)
تبين الآيات ان الله سبحانه وتعالى حرم على المؤمنين صيد البر وقت الإحرام لآداء شعيرة الحج والعمرة واحل لهم صيد البحر وطعامه وقت الإحرام. وتبين ان عقوبة من يمارس صيد البر أثناء الإحرام هو ان يقدم فدية من الأنعام مكافئة لما أصطاده ويقدم هذه الفدية عند الكعبة او يطعم مساكين او يصوم أياماً عن الطعام والشراب ومعاشرة النسلء مكافئة لعدد الأنعام التى إصطادها. وتبين الآيات أن الله قد عفا عمن ارتكب هذا الإثم ولكنه إذا عاود تكرار الإثم بالصيد وهو محرم مرة أخرى فإنه سوف يعرض نفسه لإنتقام وغضب الله. وقيمة هذه الكفارة سواء بالفدية او إطعام المساكين او الصيام يحكم بها إثنان من المسلمين ذوى الحكم الصائب.

"قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ2.الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ3.وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ4.فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن
يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ" (المجادلة 1 – 4)
توضح الآيات الخطأ الجسيم حينما يقول رجل لأمرأته انت حرام علىَّ كظهر أمى وتذكرنا بان هذا ظلم ومنكر وزور لان الزوجة ليست كالأم ولان الطلاق الشرعى فى خطوات اولها عظة الزوجة الناشز ثم الهجر ثم الضرب ثم إستدعاء حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة فإذا استحالت العشرة والتصالح كان الطلاق هو الحل وتبين ان من أخطأ بقوله لإمراته أنت حرام علىَّ كظهر أمى ثم راجع نفسه فى ذلك وأراد معاشرة زوجته فعليه عقوبة للتكفير عن ذنبه قبل معاشرة زوجته بعد هذا القول الزور المنكر واولى هذه العقوبات هو ان يشترى عبد ويعتقه فى سبيل الله وثانى العقوبات إذا تعذر تحرير رقبة هو صيام شهرين متتابعين وإن لم يستطع ذلك فعليه إطعام ستين مسكيناً. ويكون ذلك لكى يحسن الإنسان إيمانه بالله ورسوله بعد تنفيذ هذه العقوبة والإمتناع عن التعدى على حدود الله.وتهدد الآيات إن من يكفر بآيات الله يعرض نفسه للعذاب الأليم. والصيام هنا هو الإمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الجنسية.
"لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُّؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (المائدة 89)
إذا حنث الإنسان فى يمين قد حلفه بالله فإن ذلك يستوجب الكفارة وهى أن يطعم عشرة مساكين من جنس طعامه او ان يكسو عشرة مساكين او ان يعتق عبداً فإن لم يستطع ذلك فعليه بصيام ثلاثة أيام بالإمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الجنسية.
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا93.وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء 92 – 93)
تبين الآيات أنه لا يجوز قتل إنسان مؤمن إلا بطريق الخطأ ومن قتل مؤمناً متعمداً فى فإنما جزاؤه الخلود فى نار جهنم وغضب من الله ولعنة من الله والتعرض لعذاب عظيم من الله. وتبين الآيات جزاء من يقتل مؤمناً خطئاً بصفه عامة هو ان يفك رقبة مؤمن من الرق وأن يؤدى تعويض مادى لأهل القتيل إلا إذا عفى أهل القتيل عن القاتل ورفضوا الدية. وإن كان القتيل خطئاً من قوم آخرين وهؤلاء القوم أعداء لفريق المؤمنين ولكن هذا القتيل نفسه مؤمن فكفارة القتل خطئاً هو فك رق رقبة مؤمنه. وإن كان هذا القتيل خطئاً مؤمناً ولكنه من قوم بينهم وبين القوم المؤمنين معاهدات ومواثيق فعلى القاتل خطئاً كفارة دية مسلمة لأهل القتيل وفك رقبة من الرق فإذا تعذر تحرير الرقبة من الرق فعلى القاتل صيام شهرين متتابعين لكى يتوب الله عليه. والصيام هنا إمتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية.
"وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (البقرة 196)
فرض الله الحج فى مواقيت معلومة وكذلك العمرة وعلى المؤمنين إتمام الحج والعمرة فإن لم يستطيعوا التمام فعليهم تقديم فدية مما يستطيعون من الأنعام. وأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين ألايحلوا من إحرامهم بحلق الرأس حتى يبلغوا مكة التى هى محل الهدى إلا إذا كان الإنسان مريضاً أو به أذى من رأسه فعليه فدية صيام او صدقة او ذبح ما تيسر. فعلى من شعر بالأمان وأتم وقته من بعد العمرة حتى بلغ ميقات الحج فعليه ذبح ما تيسر من الأنعام فإذا لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة أيام حين عودته الى بيته إذا لم يكن من سكان البلد الحرام اما إذا كان من سكان البلد الحرام فعليه صيام عشرة أيام كاملة. وعلى المؤمنين دائماً أن يتقوا الله وان يعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف عن أمره. والصيام هو امتناع عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية.
* * * * *
صيام شهر رمضان
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ184.أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ185.شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ186.وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ187.أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ188.وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ189.يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (البقرة 182 – 189)
تذكر الآيات فريضة الصيام على المؤمنين فى شهر رمضان وذلك بالإمتناع عن الطعام والشراب وجماع النساء وذلك ما بين ظهور الفجر حينما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وحتى سواد الليل. وتبين الآيات فائدة الصيام وهو التقوى. وتوضح الآيات أنه فى حالات السفر او المرض فيمكن للإنسان ان يفطر فر رمضان على أن يعوض تلك الأيام بأيام مكافئة بعد رمضان حين انقضاء المرض او السفر. وتذكر الآية انه إذا أفطر الإنسان وهو قادر على الصيام فى غير مرض او سفر فعليه قضاء الأيام التى أفطرها علاوة على فدية إطعام مسكين ومن زاد فهو خير له. وتبين الآية أهمية الصيام وأن به خير للإنسان فى جميع الأحوال. وتحرم الآية إتيان النساء فى فترة الإعتكاف بالمساجد وتبين الآية أن القرآن قد انزل فى شهر رمضان بدايةً وان الله قد جعل الأهلة مواقيت للناس والحج.
* * * * *
أفكار البشر الخاطئة فى فريضة الصيام
- لقد أشاع الناس ظلماً وزوراً خبراً كاذباً عن السيدة عائشة انها قالت كنا نحيض عى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكنا نؤمر بتعويض الصيام فقط وعدم تعويض الصلاة.
- وهذا كذب وإفتراء نبرئ منه السيدة عائشة فالنبى لم يخالف القرآن بل أمرنا بإتباع القرآن والله سبحانه وتعالى لم يعطى تصريح بإفطار الحائض أو إمتناعها عن الصلاة. فكما أسلفنا أحل الله فقط للمريض والمسافر الإفطار فى رمضان ثم القضاء فيما بعد والحيض لا يعتبر مرضاً وإنما هو ظاهرة فسيوليوجية تمر بها النساء ولذلك لم يأمر اله بالإفطار فى فترة الحيض.
- والعنصر الكاذب الثانى فى هذا الزيف أن القرآن أيضاً حرم مضاجعة الرجل لزوجته الحائض فقط ولم يحرم على الحائض فريضة الصلاة والآية واضحة جداً.
".وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة 222).
- هناك عقيدة خاطئة عند بعض الناس إذا جاء رمضان فيجب الإمتناع عن معاشرة النساء تماماً وهذا خطأ شائع ومما أسلفنا فإن الله قد أحل معاشرة النساء فى ليلة الصيام.
" أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ" (البقرة 182 – 189)
- هناك عقيدة خاطئة عند بعض الناس ان العطر يفطر فى نهار رمضان وان المرأة بالذات إذا خرجت من بيتها متعطرة فهى زانية. وهذا يتعارض مع شرع الله الذى دعانا أن نكون من التوابين والمتطهرين والذى دعانا ان نأخذ زينتنا عند كل مسجد ومن الزينه حسن الملبس والتطيب بالعطر. والمنهى عنه فى نهار رمضان فقط هو الطعام والشراب ومعلشرة النساء.
"يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ32.قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ33.قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (الأعراف 31 – 33)
تحذير من أن يتقول أى إنسان على الله ما لم يأمر به الله ودعوى الى التزين.
- وبالنسبة للحقن الطبية فلا ضير فيها لأنها لا تتعارض مع الإمساك عن الطعام والشراب فالغرض من الإمساك عن الطعام والشراب المعاناة من أجل التعود على خشية الله ولكن الحقن الطبية ليس فيها إشباع. وإن كان هناك بعض الحقن التى تحتوى على مادة الجلوكوز فإنها تذهب الإحساس بالجوع فإذا كانت هناك ضرورة لهذه الحقن فمن الأفضل للإنسان أن يفطر ثم يعوض ما فاته فى رمضان فيما بعد فى أيام أخر بدلاً من الإحتيال على الصيام وهو مريض بتعاطى هذه الحقن.
- وهناك عقيدة خاطئة أيضاً عند كثير من الناس أن صيام رمضان قد فرضه الله علينا لكى يشعر الغنى بحرمان الفقير وفقره وجوعه وعطشه ولكن القرآن قد بين كما أسلفنا فى قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183) إن حكمة الصيام هى التعود على خشية الله وهم فى ذلك سواء، الغنى والفقير.
لقد أشاع بعض الناس ايضاً ظلماً وزوراً فيما زعموا كذباً وزوراً ان الرسول الكريم قال: "مازالت امتى بخير ما عجلوا الفطار وأخروا السحور" وهذا تعارض واضح وصريح مع قول الله تعالى "ثم أتموا الصيام الى الليل" كما اسلفنا فغالبية أهل السنة يتعمدون عصيان اوامر الله بان يفطروا قبل حلول الليل متناسيين ان الأصل فى الموضوع انك فى أحد طرفى النهار، والطرف الثانى هو غروب الشمس فإنك يجب أن تكون فى حالة صلاة فإذا ما انتهيت من الصلاة وحل عليك الليل فرغت لتناول طعام الإفطار لقوله تعالى: " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" (هود 114)
- اختلق بعض الناس قضايا جدلية لا أصل لها وهى إختلاف بداية الصيام فى الدول الإسلامية وظنوا انه يجب أن يوحدوا الصيام فى جميع الدول الإسلامية. ويبرع أحدهم فى إقناعك بأهمية الموضوع قائلاً لابد ان نصوم ونفطر مع السعودية وإذا سألته لماذا هذا يا أخى يقول لك حتى تتوحد فريضة الحج ايضاً. والحق فى هذا الأمر أن القرآن قد قال: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185)
- وهذا معناه ان على من علم بحلول شهر رمضان أن يبدأ الصيام وكذلك على من علم بحلول شهر شوال فعليه الإفطار. وشهد هنا بمعنى علم كأن رأى بنفسه أو علم من شخص آخر ثقة او بحساب فلكى او نحوه لأن كل ذلك إنما هو من وسائل شهود الشهر.
- ومن الطبيعى ان الله سبحانه وتعالى خالق الشمس والقمر والضباب والغيوم وكافة الظواهر الطبيعية يعلم انه لا تظهر الشمس ولا القمر لكل سكان الأرض فى موعد واحد فإذن هو يعلم ان حكمته اقتضت ان لا يتوحد موعد الصيام والإفطار لكل سكان الأرض وهى قض ية واضحة غير جدلية.
- اما حكاية توافق بدايات الشهور العربية فى كافة البلاد الإسلامية لتوحيد بداية شعيرة الحج فهذا لبث آخر. فالحقيقة أن على من ينوى ان يقوم بتنفيذ شريعة الحج ان يلتزم فى مواقيته بالكعبة المشرفة وليس بأى مكان آخر. وحيث ان الحج يتم الى البيت العتيق فلابد من التزام أوقات البيت وليس اى مكان آخر وليس له أى علاقة بضرورة توحيد بدايات الشهور العربية. وتوقيت مكه هو المحك فى فريضة الحج.
والله يقول ايضاً " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ
فِي الْحَجِّ" (الحج 197)
* واختلق بعض الناس أحاديث كاذبة تزعم ان صيام يوم عرفه كصيام الدهر كله، وبالغوا فى فضل صيام يوم عاشوراء، وهذا ليس له أى علاقة بالقرآن ولا بالدين الإسلامى. ولا يمثل اى فرضية لصيام هذه المناسبات.

-

اجمالي القراءات 81829