الكنز .. رائعة السينما المصرية

شادي طلعت في الأحد ٠٣ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

فيلم "الكنز" حملت صور إعلاناته بعض أبطاله، لكن بدون ذكر أسماء، ولم يغضب نجومه، فقد أدخلهم مخرج الفيلم المبدع/ شريف عرفه، ذاكرة تاريخ السينما العربية، بعد أن مروا ببوابة الكنز.

من يشاهد الفيلم، سيقف أمامه، أياً ما كان إهتمامه، فالفيلم .. سياسي - إجتماعي - فلسفي - تاريخي، وجميعها أشياء عديدة من الصعب أن تتجمع في فيلم مدته حوالي 3 ساعات، لكن إبداع شريف عرفه، تمكن من تجميع عدد من الأمور الحياتية، المادية والروحانية، والتي تحتاج كل منها لأفلام وليس فيلم، من خلال قصة رائعة، لا تخرج إلا من مبدع فنان.

وكما ذكرت آنفاً، كل من سيشاهد الفيلم، سيقف حتماً أمام جانب فيه، ففي قصة الفيلم المتفردة، والتي تدور أساساً حول رحلة الوصول إلى السلطة، وما يقابل الإنسان فيها، ستجد الخير والشر، الحق والباطل، العدل والظلم، ولكل مسمى فوائد وأضرار، لم ينحاز الفيلم لأي منها، بل عرض الجوانب بحيادية تامة، ليلقي بعبء الإختيار على المشاهد، ليعرف أي طريق سيسلك.

أروع ما في الفيلم .. قصته، والأروع من القصة الإبداع في الإخراج، فالتعرض لأربعة عصور مختلفة بشكل متوازي لا يجعل عقل المشاهد شارداً، بل متأهباً لمعرفة كل جديد في كل عصر، أمر لا يقدر عليه إلا مبدع، فمن العصر الفرعوني، إلى العصر العثماني، إلى عصر الملكية المصرية، إلى عصر إنقلاب يوليو 1952م، كان هناك قاسماً مشتركاً إنه الصراع على حكم مصر.

يكفي أن نذكر بعض الحِكَم من فيلم الكنز، قيلت إما صراحة أو ضمناً، ففي ذكرها حديث يغني عن السرد حول الفيلم، وصناعه :

- كلما كبُر الكرسي، كلما تأهبت لفعل أي شيء لأجل الحفاظ عليه.
- الحب خُلق للعوام من الناس، أما الحكام فقلوبهم لا تحب.
- لولا رجال الدين ما ثبُت حكم الظالمين.
- من يقترب من ثروات مصر ومقدراتها، سيدفع الثمن باهظاً.
- الفرعون في أعين الناس حقيقة، لكنه في الواقع خيال.
- من يرغب بالسلطة سيسحق كل من يقابله في طريقه، مهما كانت قرابته به.
- من الحكام من يكون من الوطن، لكن ولاءُه لأعداء الوطن.
- الناس قد تثور بشرط وجود قيادة، وقلة مؤيدة.
- إحذر ضعاف النفوس، فهم خونة.
- لا تثق بقوتك مهما عظمت، فالقدرُ خلفك سيغيير كُل شيء.

هنيئاً لكل من شارك في فيلم الكنز من الفنانين "محمد سعد - محمد رمضان - هند صبري - روبي - أحمد رزق - وغيرهم".
وهنيئاً أيضاً لكل من : المؤلف وكاتب السيناريو والحوار/ عبدالرحيم كمال، والمنتج/ وليد صبري، وصاحب الموسيقى التصويرية الفنان/ هشام نزيه، وشكر وتقدير للمخرج المبدع/ شريف عرفه، كل من هنأتهم هم أصحاب "الكنز" رائعة السينما المصرية.

في النهاية :
ليس الفيلم جيداً بنسبة 100 %، لكن علينا أن نعلم، أن عدم الإكتمال هو .. سر الجمال.

 

وعلى الله قصد السبيل

شادي طلعت

اجمالي القراءات 8443