يوميات مُصَلَي جُمعة ...

لطفية سعيد في الخميس ١٧ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

.
أقبل في هيئة بهية وقد تطيب بأحلى مطيبات (وقد خاصم مختلف البقوليات والثوم والبصل بفقد للشهية..
ذهب لصلاة الجمعة في أحلى وأشهى حلة 
ومختلف المطيبات تنتشر حوله   
الابتسامة النضرة ملأت قسماته، والعيون اللامعات تحكي سره
 ولكن سرعان أن تغيرت حالاته، وتبدلت قسماته ولفتاته..
فحل الشؤم محله والابتسامة دمعه .
وذهب الحزن به كل مذهب حتى أضحى إلى الخيال أقرب 
ماذا حدث يارجل سألته الزوجة ..سبحان مغير الأحوال  !! 
هل تعرضت لحادث مؤلم المرة، أم فقدت عزيزا في هذا النهار؟!
فأخذ يقص عليها حكايته ، وهي تسمع باهتمام لأزمته ..
وهو يقول في صوت معقول:   
  لقد ألقى الخطيب على مسامعي بعضا من الهول والثبور،
والكثير الكثير من فظائع الأمور ..
وأخذ يحذرني من كل زينة ،بعد أن أُصبح في القبر رميمة 
فكل العباد إلى فناااء ..ولم يبق لنا غير الدعاااء ..
 فقالت له الزوجة ابحث عن مسجد آخر يا رجل.. وإلا تركت لك الجمل بما حمل.. 
فبحث على الفور عن مسجد قريب ،يذهب إليه صديقه الحبيب 
وقد اصطحبه معه لما سمع بمفجعه  
وقد طمأنه أن الخطيب لا يكره الزينة لا  
ولا ينظرأصلا إلى المصلين
 فقد أصيب يا حرام بعاهة مستديمة..
فتشجع على الفور وذهب وقد اطمئن للقول
 وما هي إلا دقائق، وقد أصبح في المسجد رائق
ولكنه قد أخذ حيطه ..فما لا يأخذ كله، لا يترك كله ..
فسمع بحذر،  وقليل هو ما دقق النظر .
وبعد الديباجة المحفوظة ، والصلاة والتسليم..
 دخل الخطيب إلى الموضوع القديم .. فكل  جمعة كان الخطيب  يحدثهم عن شيء مختلف،
وهذه الجمعة لحظ أخينا المؤتلف
كان موعده للحديث عن الثعبان الأقرع، وما يحمله من عذاب وهوان أفظع.. 
فما هي إلا لحظات حتى صار الصديق في ثبات  ..   
ولم يفطن لأمره أحد الحضور ، فالكل مشغول بمنظر الثعبان وطوله وهيئته وسنه المسنون وفحولته..
وطول شارب الخطيب وعباءته القاتمة  وسواد نظارته .
وصوته الجهوري الذي أغناه عن استخدام المكبرات
 فهو بكل أريحية  يوزع على مختلف الجهات المعينة ..  
وعندما حان الوقت للإقامة ،فقط لاحظ الصديق تغيب الرجل عن مكانه ..
فلا يرد ولا يصد وهو جالس في الأرض ممدد.. 
وعندما أفاق طلب من زوجته أن تعد له ملابس وماء دافئ لشدة جاجته..
وبعد أن أكل وشرب ماءه ، وقد هدأ روعه ورجع قلب مكانه ..
عاد من جديد للحياة  فعود حميد بعد أن دخل مع الخطيب والثعبان في حديد...
اجمالي القراءات 10354