صدمات تاريخية

سامح عسكر في السبت ٠٥ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

1- كل روايات الإسراء قالت أنه لبيت المقدس وليس للأقصى، ذكر المسجد الأٌقصى في الأحاديث جاء فقط للتفرقة بينه وبين المسجد الحرام بينهم 40 سنة والأمر بشد الرحال.

2- كلمة بيت المقدس هي التسمية اليهودية للقدس ولمعبد سليمان، وتكتب בית המקדש وتنطق .."بيت همقدش"..حرف الهاء في العبرية علة والسين في العربية تقلب شين في العبرية، كذلك فالمَقدِس (بفتح أو كسر الميم) نطق عبري، أما في العربية كلمة المُقدّس (بضم الميم وتشديد الدال) تعني المُطّهّر وهي غير مستعملة إطلاقا.

3- بيت المقدس عند اليهود هو المدينة المقدسة أورشليم أوالمعبد/ الهيكل، فعندما يقول دخلت أحدهم بيت المقدس فهو يقصد المدينة وليس مجرد المعبد، عند العرب الآن الوضع اختلف، كلمة بيت المقدس أصبحت للأقصى تحديدا أو تجمع الحرم بما فيه قبة الصخرة، رغم أن سلف المسلمين قصد به نفس المعنى اليهودي.

4- تأثر المسلمون بتسمية اليهود لهيكلهم فأطلقوا على المكان نفس الاسم وهو.."بيت المقدس"..وظل هذا الاسم شائعا في كل الروايات الشفهية والمكتوبة طيلة 3 قرون بعد وفاة النبي، لكن بداية من القرن الثالث تم تأويل سورة الإسراء وإسقاطها على بيت المقدس عن طريق أحمد بن حنبل الذي اعتمد على رواية يتيمة لأستاذه الصنعاني.

5- الدليل على تأثر المسلمون بالتسمية اليهودية لم يُذكر الأٌقصى في تاريخ الطبري سوى مرتين، أما بيت المقدس فذكره الطبري 59 مرة..كذلك فابن الجوزي لم يذكر الأٌقصى إطلاقا إنما ذكر بيت المقدس 73 مرة ، كذلك فابن الأثير ذكر الأقصى 4 مرات بينما بيت المقدس 42 مرة ، والذهبي ذكر الأٌقصى 14 مرة بينما بيت المقدس 74 مرة ، وأخيرا: ابن كثير ذكر الأٌقصى 14 مرة بينما بيت المقدس 76 مرة.

هذا الإحصاء يهم دارسي السيمياء اللغوية للسلف، وهو علم يطلق عليه.."السيميوطيقا"..ويهتم بدراسة الألفاظ وتحليليها فيلولوجيا لمعرفة مصادر الكلمات ومعانيها عبر الزمن.

6- أول من توسع في استخدام كلمة المسجد الأٌقصى بدلا من بيت المقدس هم الحنابلة في القرن العاشر الهجري ومنهم.."مجير الدين الحنبلي"..وذكره 108 مرة في كتابه .."الأنس الجليل"..

7- مالك وابن هشام والطيالسي لم يقولوا أن الإسراء كان للأقصى بل لبيت المقدس، ومالك بالذات لم يذكر أي شئ عن الموضوع..فهل كان يجهل الإسراء وهو أقربهم زمنا للرسول في المدينة؟

8- أخطأ البخاري ومسلم في تصحيح حديث 40 سنة بين المسجدين الحرام والأٌقصى، فالمشهور –لديهم- أن الحرام بناه إبراهيم والأقصى بناه داوود وسليمان، وبين إبراهيم وداوود قرون كثيرة، مما استدعى الطحاوي - في القرن الرابع -للتعليق في كتابه.."شرح مشكل الآثار"..وقال أن الوضع غير البناء..يعني المسجدين كانوا في السماء قبل نزولهم للأرض حسب كلام الطحاوي..وهنا يتبين جهل مسلم وجهل البخاري وجهل الطحاوي أيضا..!

يتبين من هذه الصدمات أن العرب سموا الهيكل كما سماه اليهود، وقدسوه كما قدسه اليهود، واخترعوا أحاديث الإسراء له تأثرا بقداسته في وجدانهم، وعندما بنى عبدالملك بن مروان المسجد الأقصى نشر فقهاء بلاطه فضل المسجد ليكون بديلا عن الكعبة المحتلة من عبدالله بن الزبير، لكن بتقدم الزمن وبعد 150 عام جاء ابن حنبل وأسقط آيات الإسراء على مسجد عبدالملك، رغم أن الأقصى الحقيقي كان يعرفه المسلمون قبل ابن حنبل
اجمالي القراءات 7138