أكذوبة حديث بني الإسلام على خمس

سامح عسكر في الجمعة ٢٨ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

حديث بني الإسلام على خمس مشهور لكن:

أولا: الحديث لم يرويه سوى صحابي واحد هو .."عبدالله بن عمر".. فهل يعقل أن أركان الإسلام مع أهميتها لا يسمعها من النبي غير واحد فقط من 100 ألف صحابي؟

ثانيا: الحديث من كلام ابن عمر نفسه، ومن أوثق درجات الثبوت (نافع عن ابن عمر)..حديث رقم 4514 صحيح البخاري

ثالثا: في السند حكمه.."منقطع"..وفي 70% من طبقاته معنعن، قال المحدثون لكن المنقطع موصول إلا لو كان الراوي مدلس، والجواب: أحد رواته وهو.."عكرمة بن خالد".. مدلس عند الذهبي عن ابن حجر وولي الدين ابن العراقي، ومرسل عند العلائي.

رابعا : طريق آخر عند مسلم فيه.." سعد بن طارق وكنيته أبو مالك الأشجعي"..قال ابن عبدالبر ويحيي القطان: مختلف عليه والعقيلي قال : ضعيف، كذلك طريق آخر عن عاصم بن محمد بن زيد (مرسل) عن عبدالله بن عمر

خامسا: كما سبق يتبين أن الحديث ضعيف السند وإن ذكر في الصحيحين، لكن بعد البحث الموضوعي يسقط سنده، وإن اعتبرنا أنه موصول وصحيح فهو في النهاية خبر آحاد ظني الثبوت لا يعمل به في العقائد ولا يحاسب عليه الناس، فالسلفيون الآن يكفرون ويقتلون بمجرد مخالفة ركن من ذلك مع أن روايته ظنية

سادسا: في مصنف عبدالرزاق عن حذيفة للإسلام ثمانية أركان، الخمسة المشهورين إضافة للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفصل الشهادتين كل واحدة منهم ركن...(3/125) وفي نفس الكتاب أيضا عن ابن عمر أن للإسلام أربعة أركان حذف منهم الشهادة.

سابعا: في الصحيحين أيضا ذكروا أركان إضافية كالنصح للمسلمين، وكتب الأحاديث الأخرى ذكرت أركان إضافية كإكرام الضيف والسمع والطاعة للحاكم والحب والبغض لله والمنع والعطية لله والغسل من الجنابة وفراق المشركين والجهاد...والكثير من الأركان ربما يصل عددها لمئات..

ثامنا: أركان الإسلام تؤخذ من القرآن الكريم وليست من الأحاديث، عجيب أن يترك المسلمون مرجعهم الأول ويبحثون عن أركان دينهم من المرجع الثاني..

تاسعا: ليست هناك أفعال وقفية إذا تركها المسلم يكفر..هذا غير صحيح، الكفر عمل باطني وليس مجرد أقوال وأعمال شكلية، وهذا يعني أن القول بأن للإسلام أركان يقوم عليها فهو كمن يبني بيتا واهنا وضعيفا يسقط بمجرد عمل..ويحارب المؤمنون بعضهم بمجرد الظن أو التفاهات والصغائر، والانشغال بأركان وشروط الإسلام يجعل من الدين مجموعة قوانين صعبة ويختفي معها التدبر والتأمل والفكر..نفس ما حصل لليهود حتى سموا شريعتهم بالناموس يعني القانون.

عاشرا: إن جاز القول بأن للإسلام أركان فهي مجمل أوامر القرآن ونواهيه، لكن حتى أوامر القرآن فيها فسحة ورحمة من الله ، ويجب التفريق فيها بين ما يخص الله ويخص الناس، ويمنع باتا الخلط حتى لا يعتقد الإنسان بالوكالة الإلهية ويخلق الكهنوت السماوي بدون علم.

أخيرا: حديث الأركان الخمسة تسبب في شيوع دين شكلي خالي من مضمون الإسلام الحقيقي، وهو سبب أصيل في التناقض الحالي الذي جعل الأزهر يكفر مجتهدين كفرج فودة وإسلام بحيري بينما يقول بإيمان داعش، فبرغم فظائع داعش وشناعتها وإجرامها تظل مؤمنة لأنها تفعل الأركان الخمسة المزعومة، بينما مجرد مفكر يخرج عن القطيع ويبحث ويتأمل فهو كافر..ليس لأنه أهمل تلك الأركان ولكن لأنه هدم المنظومة التي جاءت بها

اجمالي القراءات 38969