هل كل الصحابة رضى الله عنهم

علي عبدالجواد في الخميس ٢٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

هذا المقال نشر فى جريدة اللواء الاسلامى و كعادة اللواء فقد حشد فقهاء النقل بدون عقل و هاجمونى بشدة خشية ان تقع الثوابت على رؤسهم حيث قالوا لا يجب ان تمس الثوابت و سوف اوضح ما قالوه فى مقال قادم ان شاء الله .

هل كل الصحابة رضى الله عنهم ؟
هل ابو جهل من الصحابة ؟
عودنا رجال الازهر على سماع مصطلح الصحابة و اطلقوا هذا المصطلح على كل من ولد فى حياة رسول الله و كل من رأى او سمع أوتكلم او سافر او عاصر رسول ال&aacuedil;لله حتى الطفل المولود حديثا اطلقوا عليه كلمة صحابى.
ثم عادوا وقرروا أن كل صحابى هوممن رضى الله عنهم و رضوا عنه ()رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:8)
و بذلك قدس المسلمون بدون تفرقة كل من عاش فى حياة النبى من المسلمين و اعتبروهم ممن رضى الله عنهم و رضوا عنه !
مع العلم بوجود منافقون من اهل المدينة مسلمون يصلون ويجلسون ويحاربون مع رسول الله و قد ذكرهم الله فى الاية () وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ )(التوبة: من الآية101) فهل كل اهل المدينة فى حياة الرسول من الصحابة ؟ طبعا لا !!
ولذلك فنحن ندعوا علماء الازهر الى اعادة توصيف مصطلح الصحابى بأنه كل من آمن بالله و بالرسول و لم يكن من المنافقين حتى لا يختلط الامر على عامة المسلمين و الدعاة و خطباء المساجد بل على اساتذة جامعات الازهر الذين لا ينفكون يطلقون مصطلح الصحابى على كل من عاصر حياة رسول الله بدون توصيف
و نحضهم على اختيار مصطلح آخر يعطى المعنى المطلوب حتى لا نقع فى مرحلة العجز عن ادراك التناقض و عدم القدرة على الاستنتاج لأننا نستخدم كلمة صحابى بمعنى التقى المؤمن المصاحب لرسول الله مع وجود عكس المعنى على صحابى اخر من المنافقين وهم لا يفرقون بين الصحابة المنافقين و الغير منافقين .
و لنضرب مثلا لمعنى الصحبة من القرءان الكريم فى الايات ()مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (لنجم:2) وكذلك ()وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) (التكوير:22)
فهنا يصف المولى عز وجل الرسول بأنه صاحب كفار مكة و بالتالى فيكون كفار مكة اصحاب الرسول بما فيهم ابو جهل و ابو لهب !فهل معنى الصحابى ينطبق على كفار مكة ؟
وحيث ان الصحبة هى اجتماع فردين او اكثر فى مكان واحد و زمان واحد كما ورد فى قصة سيدنا يوسف ()يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39) و هنا توضح الاية ان معنى الصحبة هو اجتماع يوسف مع اصحابه السجناء.
و يتضح من الآيات ان مصطلح الصحابى لا علاقة له بالتقوى و لا زيادة الايمان ولا تفضيل بعض الناس على بعض بل هو يدل على الرفقة و المصاحبة فقط مثل قول المولى عز و جل ()إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ)(التوبة: من الآية40) و معنى صاحبه هنا اى رفيقه و هذا يعطى معنى اجتماع الرسول مع صاحبه فى الغار و لا يزيد المعنى الى وصف الرسول و صاحبه بالتقوى و الايمان !
و كذلك اصحاب الكهف اى الذين جمعهم الكهف فهم من صحابة الكهف .
و كذلك اصحاب النار اى الذين جمعتهم النارفيها فكانوا من صحابة النار.
و كذلك اصحاب الجنة اى الذين جمعتهم الجنة فكانوا من صحابة الجنة.
و كذلك اصحاب الايكة()كَذَّبَ أَصْحَابُ لْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء
:176)
و اورد القرءان اصحاب موسى وهم الذين يتشككون فى موسى
)فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء:61)
)كَذَّبَ أَصْحَابُ لْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء:176)

فمن كل الايات نجد ان معنى الصاحب هو المرافق و هو الرفيق فقط
فكيف اختلط الامر على السلف الصالح فأعطى معنى الايمان و التقوى للصاحب و تبعهم فى ذلك كل علماء الدين الى وقتنا هذا ؟
و عندما ذكر القرءان اصحاب النبى قال ()مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) (الفتح:29) اى الذين مع النبى و على عقيدته وقد وصفتهم الاية و لم يذكر كلمة صحابة مثلما فعل مع اصحاب موسى الذين عصوه فقال ()فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء:61)

و السؤال الان ما هو المصطلح الذى يعطى معنى الايمان و التقوى و رضوان الله لأصحاب رسول الله الغير منافقين بدلا من مصطلح الصحابى المنتشر و الذى يسع كل المسلمين الصالح و الطالح فى حياة الرسول و الذى يدرس فى الازهر و الموجود فى كتب السيرة و التفسير و الفقه ؟ و الذى ينطبق على ابو جهل و ابو لهب و عبد الله بن ابى بن سلول شيخ المنافقين ؟
و نقول و بالله التوفيق أن الله امر المؤمنين بأن يكونوا انصار الله كما فى الاية ()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) (الصف:14) و هذ أمر من الله لنكون من انصار الله و من حزب الله الذين ينصرون الله و رسوله و مثلنا فى ذلك عيسى و الحواريون . و من الواضح ان كل من كان مع رسول الله قلبا و قالبا لنصرة الله و نصرة دين الله سواء بالجهاد مع رسول الله لتبليغ الدعوة اوبالامتثال لأوامر الله المنزلة فى كتاب الله هم انصار الله الى قيام الساعة .
و هذا هو المصطلح الربانى الذى تركه المتخصصون فى الدين و استخدموا بدلا منه مصطلح الصحابى الذى ينطبق على الكفار و المسلمين على السواء !
و حسبنا الله و نعم الوكيل !
اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم
لواء مهندس استشارى / على عبد الجواد
خطيب و مدرس معتمد من الازهر


اجمالي القراءات 29009