حضيض الكفر فى قولهم للنبى فى الأذان : ( يا نور عرش الله )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٦ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

حضيض الكفر فى قولهم للنبى فى الأذان : ( يا نور عرش الله )

فى مقال سبق منشور هنا أثبتنا أن الأذان فى الصلاة هو فقط : ( الله أكبر الله أكبر اشهد ان لا إلله إلا الله ، حى على الصلاة حى على الفلاح ) ، وليس فيه ذكر لبشر لأن ألأذان يبدأ ب ( الله أكبر ) . ثم ما لبث أن أضافوا اليه شهادة أن محمدا رسول ، ثم الصلاة على النبى عند السنيين ، واضاف الشيعة تمجيد ( على ) وليا لله ، و( حى على خير العمل ) ، وأضاف الصوفية السلام على الأولياء.

نتعرض هنا الى قولهم فى التواشيح بعد اذان الفجر : ( يا نور عرش الله )  ـ وفيها مدح الاله الذى أسموه محمدا بأنه نور عرش الرحمن .!!، ثم التغزل فى حُسنه وجماله بقولهم ( يا كحيل العينين يا أحمر الخدين ) .!!. ونعطى بعض التفصيلات :

اولا : مفهوم ( النور ) قرآنيا :

1 ـ فى الدنيا يأتى بمعنى الهداية : وصفا للهداية الالهية من رب العزة وهو جل وعلا نور السماوات والأرض ، يقول رب العزة جل وعلا : (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور  ) ويهدى رب العزة لنوره من يشاء من البشر أن يهتدى .

2 ـ ومنه جل وعلا نزلت الرسالات السماية نورا للهداية ، وخاتمتها القرآن الكريم ، ومن صفات القرآن الكريم أنه ( نور ) ، يقول رب العزة جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (174) النساء )( ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) المائدة )، (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (157) الاعراف )

ويأتى وصفا للتوراة التى أنزلها رب العزة جل وعلا : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ )(44) المائدة  ) ويأتى وصفا للإنجيل الذى أنزله رب العزة جل وعلا : ( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ  )(46) المائدة  )

3 ــ ويأتى ( النور ) مصاحبا لمن يستمسك بالقرآن الكريم ،ويأتى هذا أحيانا بالمقارنة بأصحاب الظلام والكفر ،  يقول رب العزة جل وعلا : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الانعام ) ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) الزمر )

4 ـ الرسول لأنه يبلغ الرسالة القرآنية النورانية فهو كالمصباح او السراج الذى يعكس النور ، يقول رب العزة جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (46) الاحزاب )

5 ـ ثم تتحول هداية المؤمنين فى الدنيا الى نور فى ألاخرة ، يقول رب العزة جل وعلا : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الحديد ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) الحديد ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم  ) (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) عبس )  

6 ـ اين هذا كله من الرجس القائل عن إله المحمديين المزعوم أنه ( نور عرش الله ).؟!!

ثانيا : مفهوم العرش ( قرآنيا ) :

1 ـ فى مقال لنا سبق قلنا إن عرش الرحمن ليس شيئا ماديا مثل عرش ملكة سبأ: ( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) النملَ ) (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا )(41)( فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ )(42) النمل ) أو عرش يوسف : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) (100)  يوسف ) .

2 ـ العرش الالهى ليس شيئا ماديا بل هو تعبير مجازى عن تحكم الرحمن فى ملكه وملكوته بعد أن خلق هذا الملكوت فى ستة أيام ، وهذا معنى قول رب العزة جل وعلا (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) طه ) فإستواؤه جل وعلا على العرش يعنى ملكيته لما فى السماوات والأرض وما بينهما وما تحت التراب ومعرفته بكل ما يحدث . ويقول جل وعلا أيضا عن خلقه السماوات والأرض وملكيته لهما وعن علمه بكل شىء : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)  الحديد ) .

3 ـ الله جل وعلا ترك للبشر فى هذه الدنيا مطلق الحرية  فى الدين فى الطاعة والمعصية، ولكنه جل وعلا هو معهم اينما كانوا ، إذ تسجل ملائكته أعمالهم وتحفظها ليتأسس عليها حسابهم يوم القيامة . وفى يوم القيامة تنعدم حرية البشر ويأتى التعبير المجازى عن تمام سلطة الرحمن على البشر يومئذ بأنه يحمل عرشه ثمانية . جاء هذا فى سياق وصف لليوم الآخر يقول فيه رب العزة جل وعلا : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) الحاقة  )  

ثالثا : الخلفية التاريخية لقولهم ( يا نور عرش الله ) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا :

 1 ـ أئمة السنيين تشاجروا وتصارعوا حول معنى ( الاستواء على العرش ) . أصحاب الحديث فى العصر العباسى الثانى صمموا على أن يكون المعنى حسيا ماديا ، فصنعوا لهم إلاها يجلس على كرسى العرش مثل الخليفة العباسى ، وجعلوه ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة فى الثلث الأخير من الليل يستجدى الناس بزعمهم أو على قول البخارى : (  ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر)  ،  وأنه يضع رجله فى النار فتنطفىء وتقول قط قط ، أو بزعم البخارى : ( ...فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ .. ). وسار على منهجهم ابن تيمية فى العصر المملوكى . ثم تمسك الوهابيون فى عصرنا بهذا المنهج . أما الأشاعرة ومنذ العصر العباسى الثانى فقد حاولوا الاقتراب من المعنى المجازى للاستواء على العرش بمعنى التحكم والهيمنة. وجاءا هذا تأثرا من أبى الحسن الأشعرى بخلفيته المعتزلية قبل أن ينشق على المعتزلة وينضم الى أهل السنة . ومع هذا فإن قسما هائلا من السنيين ـ وهم الحنابلة ـ رفضوا رايه وصمموا على صناعة إله مادى مجسم كالبشر . ولا يزال الوهابيون يؤمنون بهذا الخبل حتى الآن .!.

2 ـ فى العصر المملوكى إنقرض الأشاعرة كما إنقرض المعتزلة من قبل فى العصر العباسى الثانى , وسيطر الصوفية ( بالتصوف السنى ) بديلا عن السُّنّة ، وحملوا معهم رؤية عرش الرحمن على أنه عرش مادى . وصارت للبخارى قدسية هائلة ، يعقدون ميعادا سنويا يستمر ليالى شهر رمضان ، حيث يتلون البخارى تبركا به ، ويرددون خرافاته عن العرش وعن الآخرة . وزاد الصوفية فى العصر المملوكى الصلاة على النبى فى الأذان للصلاة ، ثم إخترعوا التغنى قبل أذان الفجر بما يسمى بالمديح النبوى ، والتواشيح . وفيها نشروا توسلهم بالنبى وقولهم له ( يا نور عرش الله ..يا خير خلق الله ) تأسيسا على أن عرش الرحمن شىء مادى مثل عرش السلطان المملوكى .

3 ـ  رسم البخارى وغيره صورا متناقضة للإله الذى أسموه محمدا ، جعلوه حينا مهووسا بممارسة الجنس يطوف على نسائه كل ليلة بغسل واحد ،وقد أوتى قوة اربعين رجلا فى الجماع.! وجعلوه حينا مهووسا بالقتل والاغتيال ، وأحيانا جعلوه أقرب الى النساء المدللات الغوانى؛ لا تفارقه مرآته ولا مكحلته كما زعم البخارى فى حديث ( خمس لم يكن النبى يدعهن فى سفر ولا حضر : المرآة والمكحلة والمشط والمدرى والسواك ) . وفى العصرين المملوكى والعثمانى شاع الشذوذ الجنسى بالغلمان أو ( المردان ) وصار شعيرة دينية فى دين التصوف المسيطر وقتها . وبإزدياد الكفر وطغيانه فى العصر العثمانى أضافوا فى التواشيح قبل أذان الفجر تغزلا بالنبى يقولون له ( يا كحيل العينين يا أحمر الخدين ) تأسيا بحديث البخارى سالف الذكر ، فتغزلوا فى جماله كما كانوا يتغزلون بالفتيان ( المردان ) الذين يفعلون بهم الفحشاء . وقد فصلنا فى هذا فى كتاب عن ( أثر التصوف فى الانحلال الخلقى فى مصر العصر المملوكى ) وهم منشور هنا فى موسوعة التصوف المملوكى . هذه هى الأرضية التاريخية لقولهم فى التواشيح قبل أذان الفجر ( يا نور عرش الله )

أخيرا : حضيض الكفر فى قولهم للنبى فى الأذان : ( يا نور عرش الله )

1 ـ  قلنا أن الأذان للصلاة يبدأ بأن ( الله أكبر ) ، فالمفروض ألّا يُذكر ( مخلوق ) الى جانب ( الأكبر ) وهو الله جل وعلا  الذى ما قدروه حق قدره .!!. ذكر مخلوق فى الأذان يعنى الوقوع فى الشّرك وتأليه هذا المخلوق ، ثم تتسع دائرة الشرك بإدخالهم الأئمة والأولياء وآل البيت والصحابة بحيث يتضاءل التقديس لرب العزة وهو الذى يجب أن يكون له التقديس خالصا . هنا حضيض الكفر من الناحية الكمّية ، أو ( الكم ) والعدد . حضيض الشرك والكفر من الناحية النوعية أو الكيف ألّا تكتفى بذلك بل ترفع المخلوق الذى جعلته إلاها ليكون ( اكبر ) من رب العزة جل وعلا . هنا الغُلوُّ فى الكفر .

2 ــ  قولهم ( يا نور عرش الله ) ليست فقط تفضّل إلاههم الذى صنعوه وأسموه محمدا على رب العزة بل تسىء صراحة الى رب العزة جل وعلا ، فحين تقول ( يا نور عرش الله ) فهذا يعنى أنه لولا إلاههم محمد لصار عرش الله مظلما . والغريب أن هذا فى سياق أذان يبدأ بقولهم ( الله أكبر ) . أى إنهم يقولون بألسنتهم الله أكبر بينما هم فى جوهر دينهم يجعلون إلاههم الذى أسموه محمدا ـ هو الأكبر . وليس الله جل وعلا ـ عندهم ـ هو الأكبر .  

أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)  الحج  )

ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 9745