من هم الأعداء الحقيقيون لله ورسله ؟
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان (31)]

ابراهيم احمد في الثلاثاء ٢٣ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أستكمالاً للمقال السابق الذي علمنا من خلاله حقيقة واعجاز ايات القران في دحض الأحاديث المفتراه ، و التناقض بينها وبين القران الكريم ، وهذا كان طبيعياً ؛ لأن تلك الأحاديث التي يقدسها الناس ليست وحي من الله ، فالله تعالى انزل الينا القران كاملاً ومفصلاً بذاته ، وبين سابقاً الأيات التي توضح عدم الأيمان بحديث مع القران الكريم ، ولا يمكن أن يجتمع الحق مع الباطل ، لكن السؤال الأن هو هل اطاع الناس كلام ربهم ؟؟هل اجتنبوا ما نهاهم عنه من وقوع في الشرك؟؟للأسف لا وكحال غيرها من النواهي التي تغافلوا واعرضوا عنها ..

1- فالله تعالى نهانا عن التفرقة في الدين ، وامرنا ان نتوحد ، ونعتصم بحبل الله { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} وامرنا ان نتعاون على البر وتقوى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } وان نتسابق فيما بيننا لفعل الخيرات {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } {۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ولم يخلق السموات و الأرض ويخلقنا لهواً ولعباً و عبثاً بل خلقنا ليجازينا اينا أحسن عملاً {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ورغم ذلك اعرضنا عن أوامر الله ، وركضت كل امة خلف شياطينها لتزرع وتنشر كل امة حقدها و بغظها وشر اعمالها على الأرض ، فاصبحنا نسارع بيننا اينا اسوء عملاً من الأخر ، ولا لزلنا نرى اثر سوء عملنا هذا على حال الأمم التي ضلت وتفرقت إلى مذهبية و الطائفيه في كل حين ، و النزاعات بينهم تزداد في كل يوم بعد يوم ، وكل امة تفتخر بما لديها ، وتتصور ان معها الحق وانها تمثل دين الله وانها تحسن صنعاً ، فايقومون على أساس ذلك الوهم في تكفير بعضهم ، ويدعون على غيرهم بالهلاك بينما الله تعالى يقول لنا {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ويقول تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فاها نحن تفرقنا من بعد ماجائنا القران المبين ... وسبب؟؟ ليس بالقران طبعاً ؛ بل في سير كل امة خلف هواها ، وخلف ما توحي اليها شياطينها {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ}.

2- الله تعالى امرنا بالأيمان بجميع الرسل ، و نهنا كذلك عن التفرقة بين الرسل ، وعدم تفضيل بينهم ، وعدم التطرق للحديث في الغيبيات ، كل هذا كان تحذيراً لنا من عدم الوقوع في الفتنه يقول سبحانه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } ، وحذر سبحانه التفرقة بينهم فقال {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} ،  ومع ذلك عصى معظم ناس اوامر الله ، و لا زلنا نرى ذلك العصيان واضحاً في غالبية المذاهب الذين يضعون للرسول محمد قدر اعلى عن غيره من الرسل ، فايضعون له القاب مثل امام المرسلين اشرف المرسلين سيد الأنبياء و و الخ من الألقاب مخالفين بذالك ايات الله ، ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا اسمه مقترن مع شهادة الله في الأذان وفي الصلاة ، ولتي من المفترض ان تكون خالصة لله وحده ، فاجعلوا منها شهادتين (لا اله الا الله محمد رسول الله) وزعموا بحسب احاديثهم المفتراه ان من لم يقل (لا اله الا الله محمد رسول الله) لن يدخل الجنة فاجعلوا الدخول الى الجنة بمجرد كلمه دون الحاجة للعمل ، وعليه فأن هذا القول اتهام للرسل السابقين واتهام للناس الذي اتبعوهم ، وأمنوا بهم بأنهم جميعاً كفار وفي نار ؛ بسبب انهم لم ينطقوا بشهادة محمد ، وهذا مخالف لقول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} و معروف ان الأصل في الشهادة هي (لا اله الا الله ) فقط ، ورسل جميعاً بعثوا على اساس هذا الأمر ، والله تعالى يقول {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } ويقول تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.

3- لكن هل اكتفوا اهل المذاهب بذلك ؟؟ لا بل ازدادوا في ضلالهم فااتت الشيعة واضافة إلى الشهادة ولاية علي فجعلوا الشهادة ثلاثية بقول (لا اله الا الله محمد رسول الله و علي ولي الله) و هنا يتحقق صدق قوله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } فالشهاده التي كان من المتفرض ان تكون خالصه لله وحده بنسبة مئة بالمئة طبقاً لقوله تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} اصبح لا مكان لقدر الله عند نفوس الناس وهذا هو الشرك بعينه فاهذه كانت ومازالت عادة البشر دئماً في تقديس البشر و الحجر و الشجر منذ القدم وحتى الأن ، فاكما وقع المسيحيين من رفع المسيح عيسى عليه السلام مكانه اعلى من باقي الرسل وتفرقوا الى مذاهب وقعوا في شرك بعبادته مع الله الواحد الاحد ، وها هم المحمديين المنتسبون للرسول محمد يضعون محمد انه هو الملك ، و هو من له كل المعجزات وهو الأعظم ، وهو الحق وهو الكل في الكل وهذا بالفعل ادى بهم الى الضلال فما ان لبثوا حتى قاموا بتقديس المزيد من البشر ابتداء بالنبي محمد ونتهاء بالرواه و المفسرين ، لأنك بمجرد ان فتحت المجال لبشر واحد بأن يدخل في شهادة الله سواء كان نبي ام رسول اذا انت فتحت المجال لتقديس البشر فامن الطبيعي ان يأتي اشخاص فايضعون بعد الرسول الخلفاء وبعد الخلفاء يأتي الصحابة و بعد الصحابة يأتون الرواة و المفسرين و و الخ حتى لا يبقى اي نسبه تقديس لله وحتى تنعدم شهادة الله التي سميت شهادة الوحدانية اي وحدانية خالص لله الذي يدل على كامل الوحدانيه في التصرف ولا شريك له في حكمه وليس توحيد الله مع البشر كما يفعل الدجالون

4- لكن هل اكتفوا اهل المذاهب بهذا الأمر ؟؟ بطبع لا فلا زالوا يرون في الرسول محمد انه المثل الأعلى و الأعظم من غيره من الرسل فا خذوا ينسبوا ويلقبون ابنائهم الية مثل عبد الرسول و عبد النبي وفي الشيعة عبد الحسين تماماً مثلما يلقب أبناء المسيح عليه السلام أنفسهم بأنهم عبد المسيح ، و أخت السنة و شيعة يتنازعون بينهم من جديد ليس فقط في تعاونهم على الشرك بالله وتفرقة بين رسله ، بل وصولاً بضلالهم كذلك إلى نزاع بين الخلفاء وصحابة فذاك يفضل معاوية على ابو سفيان وهذاك يفضل عمر على طلحه و عباس على عكاشة اي وصلوا الى حالة مزرية وضلال مبين و يصدق فيهم قوله سبحانه {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} ولا زال هذا الضلال مستمراً في ان جعلوا للرسول كل صفات الالوهيه فاهو من يراقب اعمال العباد وهو في قبره وهو من يشفع للأمه الإسلامية يوم القيامة وهو من يعلم السر و اخفى الخ حتى انهم قد خصصوا له وقتاً لزيارة وتبرك بقبره بعد الحج وخصصوا له مسجداً بأسم المسجد النبوي في المدينة وجعلوه ثاني الحرمين من بين ثلاث محرمات وهو المسجد الأقصى بحسب زعمهم ، و ما ان يذكر اسم النبي محمد في بالمجالس و المساجد الا ويتسارعون ويتسابقون فيما بينهم لأجل الصلاة عليه لنيل بركتة و شفاعتة لهم يوم دين بينما اذا ذكر اسم الله لا تسمع لهم همساً وهذا يصدق بقوله تعالى {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } فاهم لا يرضون ان يعبدوا الله وحده ويتصرون ان اائمتهم الذين يشركون بهم مع الله سوف يكونو عليهم شفعاءبينما الله تعالى يرد عليهم مقدماً فايقول {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }وقال {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }.

5- ولجراء أستمرارهم على هذا الضلال واستمرارهم في تقديسهم للرسول وتقديس كل من بعده من الخلفاء و الصحابة والاولياء وجعلهم جزء من الدين وشركاء في شرع الله يحللون ويحرمون بما تهوى به أنفسهم ، وتجد غالبية الشيوخ الضلال و خصوصاً اهل السلفية متمسكون دئماً بالأخذ بأقاويل اولئك الرواه والمفسرين و الصحابة و الاولياء ومن على شاكلتهم بحجه انهم اعلم الناس لأنهم عاصروا النبي فلا تسأله سؤال لأحدهم الا وبادر بالقول قال فلان وقال علان ، فاأصروا على ان يطغوا بأهوائهم على كتاب الله بتراثهم العفن وتفاسير اائمتهم الذي ضلوا واضلوا من بعدهم اجيلاً .. فاختلفوا كثيراً بينهم ووقعوا في نزاعات لكثير من القضايا بسبب اصرارهم على اتباع الهوى وظن رغم ان الله تعالى حذر من أتباع الظن وقال {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} و قال سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} وصدق الله العظيم .

وأذا كان هذا هو منهجهم في تدبر القران الكريم فلا عجب ان يختلفوا ويضلوا وان يواجهوا تصادمات وتناقضات ، ومن ثم يأتوا ليبرروا جهلهم وضلالهم في اتهام القران بأنه عسر وصعب ومضلل وحمال اوجهة ، كل هذا لا عجب منه لأن الله تعالى اكد هذه الحقيقة فقال سبحانه {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } وقال ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) وقال سبحانه {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا} وصدق الله العظيم .

6- في النهاية أكتب رسالة أوجهة إلى اولئك المساكين الذين يعانون من تلك الصراعات والإختلافات وتضاربات في فقة الائمة وعباد التراث ، واقول لهم بكل أختصار اذا كنت من متبعي تلك الأحاديث الشيطانية فلا تتعجب يا صاحبي من حصول هذه التناقضات وهذه التضاربات وتذكر قول المولا سبحانه تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } وهذا ماحدث بالفعل ، وجميع الناس تعيش الأن صراعات في اكثر من مسألة يحتارون فيها بين التصديق بالقران ام بتلك الأحاديث ، والحمدلله القائل في كتابة { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } ودئماً وابداً نقول صدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 6917