تلمودهم و تلمودنا
تلمودهم و تلمودنا

أسامة قفيشة في السبت ٢٢ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تلمودهم و تلمودنا

هو ما يصنعه و يكتبه شياطين الإنس وحياً و إيحاءً عن شياطين الجن , تصديقا لوعد إبليس من أجل غواية البشر ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) 82 ص .

فكلام الله جل و علا و صراطه المستقيم كان الهدف المنشود لإبليس (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) 16 الأعراف , و كي يستطيع إغواء البشر يتوجب عليه من اختلاق قولٍ يخالف قول الله جل و علا و يتم منح هذا القول القدسية و نسبته لنبيه المبعوث مرفوعاً لله جل وعلا , بل ورفعه فوق كلام الله عز وجل الوارد في كتابه المرسل .

هذا الافتراء على الله جل وعلا زوراً و بهتاناً هو إفكٌ عظيم , و هو قولٌ يخالف قول الحق جل وعلا ( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) 8-9 الذاريات .

التلمود هو كتابٌ بشريّ كتبه علماء الدين و جعلوه مرجعاً علمياً لم أراد دراسة الدين , و أصبح المرجع الأول الذي يأخذ منه التشريع و الفتاوى , فأمسى المصدر الأساس لكل تشريع ,

و منه تؤخذ جميع القوانين و الأحكام الشرعية , و نلاحظ أن كل الأديان لها تلمودها الخاص و إن اختلفت المسميات , فاليهود يدعون أن موسى عليه السلام هو من ألقى عليهم تلمودهم , و المسلمون يدعون بأن الأحاديث بشقيها ( النبوية و القدسية ) بأن محمداً عليه السلام هو من ألقاها عليهم .

و الجميع يدعي نفس الإدعاء من أجل أن يعطي كل فريقٍ منهم الصبغة الدينية على تلموده الخاص , و الكل يؤمن بأن تلموده الخاص هو وحيٌ آخر من عند الله جل وعلا ,

و من المصادفات المضحكة أن يدعي اليهود بأن موسى عليه السلام هو من ألقى على بني إسرائيل تلمودهم و تم حفظه شفوياً عند هارون عليه السلام ثم يوشع بن نون ثم إليعاز و هكذا إلى أن و صل الحاخام يهوذا حيث دونه بصورته الحالية , تماماً كما يدعي المسلمون بأن محمداً عليه السلام هو من ألقى على الصحابة تلك الأحاديث ثم وصلت للتابعين و تم حفظها شفوياً من راوي إلى راوي و هكذا إلى أن وصلت و دونت على يد الزهري ثم جاء كلٌ من البخاري و مسلم و ابن ماجه و أبي داوود و النسائي و الترمذي و دونوها بصورتها الحالية ,

و من المصادفات أيضاً أن يعتبر اليهود تلك النصوص بأنها المرجع و الكتاب و المصدر الثاني للتشريع تماماً كما المسلمين , و لكن المضحك في أمرهم جميعاً أن ادعائهم هذا باطل بل يعتبرون تلك النصوص المتواترة بعنعنتها هي فوق كتابهم السماوي , و حكمها نافذ و قاضي على كتابهم الأول و كما يعتبر كل منهم بأنها جزء لا يتجزأ من دينهم و هي ما يكمل ذاك الدين باعتباره القاعدة الأساسية لجميع التشريعات و الممارسات الدينية .

و المصادفة الأجمل حين سألت عن أصل كلمة ( تلمود ) في اللغة العبرية تبين بأنها مشتقه من  مصدر الفعل ( قال ) , فمن يا ترى القائل ! فذاك تماماً كما هو عند المسلمين , حيث نحد قبل كل نص كلمة ( قال ) , و يتم نسب القول للرسول عن ربه كي لا يستطيع أحد إنكاره ,

فهل تلمودنا هو النسخة العربية لتلمودهم ؟؟

كما يعتبر كلٌ من تلمودنا و تلمودهم بأنهما تقليدٌ شفويٌ متواتر , و وظيفة التلمود تكمن في التفسير البشري و التطبيقات العملية التشريعية و اعتبار ذلك حكماً شرعياً قاطعاً و نافذاً , كما يعتبر التلمود بأنه العامل المؤثر و الرئيسي في الإيمان و المعتقد .

و المضحك في كل ذلك ما وجدته عند اليهود بأنهم يعتبرون تلمودهم بأنه الحكمة التي تقوم على تنظيم الوصية و تطبيقها , تماماً كما يدعي المسلمون اليوم بأن تلمودهم هو ما آتاه الله جل وعلا من حكمة لمحمد عليه السلام .

و بما أن تلمود اليهود تم فرزه و تبويبه لعدة أبواب و تخصصات فنلاحظ باب النساء مثلاً و الذي يختص بقوانين الزواج و الطلاق و ما يتوجب على النساء , و باب الطهارة , و باب المقدسات , و باب العقوبات ... الخ , و كل باب له اختصاصه , فكان حتماً فرز تلمودنا لمثل تلك الأبواب و تلك التخصصات .

في تلمودهم تجد سوء الأدب مع رب العالمين و مع أنبياءه المرسلين و تجد الكبر و الانحطاط , فهل نجد ذلك في تلمودنا ؟ طبعاً أكيد .... ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) .

و عن أقوال الحاخامات يقولون بأن من احتقر أقوالهم استحق الموت أكثر ممن احتقر التوراة , و عن تلمودنا و أقوال علمائنا من أنكرها أو احتقرها فالويل له ثم الويل , و يجرم على إنكاره للسنة و توجه له تهمة ازدراء الأديان , أما إن أنكر ربه فتلك وجهة نظر .

يقول اليهود بأنه لا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود و عمل بالتوراة فقط , و يقول المسلمون بأن تلمودنا هو المكمل و المتمم للقرآن ,

يعتبر اليهود تلمودهم بأنه القانون الذي يرجعون إليه عند الاختلاف و يتركون حكم التوراة خلف ظهورهم , و نحن نعتبر تلمودنا قاضياً على القرآن , و بأن أحكام القرآن منسوخه .

من هنا نلاحظ بأن الحال واحد و إن اختلفت المسميات , و لا نجد أي اختلاف بين الأديان الأرضية جميعها , فمصدرها واحد ألا و هو شياطين الإنس و الجن (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) 20 سبأ ,

( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) 53 المؤمنون .

 

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا

سبحانك إني كنت من الظالمين  

اجمالي القراءات 6791