الأرض المباركة و الأرض المقدسة
الأرض المباركة و الأرض المقدسة

أسامة قفيشة في السبت ١٥ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأرض المباركة و الأرض المقدسة

بدايةً أود القول بأن الأرض المباركة ليست مقدسة و العكس صحيح ,

فالبركة تعني الخير و النماء و الزيادة و العطاء و تعود بالفائدة على الإنسان , أما القدسية فهي تعود لله جل وعلا و تخص ذاته و غيبه ,

و أما القدسية فهي لله الخالق جل وعلا وحده و لربما اكتسبت تلك البقعة من الأرض هذه القدسية راجع لتجلي الخالق سبحانه و تعالى للجبل هناك أو مرجع تلك القدسية لكلامه جل وعلا لموسى عليه السلام أو لتنزيل رسالاته و كتبه في تلك البقعة .

فمن خلال الآيات التي تتحدث عن الأرض المباركة نلاحظ بأنها تشير لأرض معينه بعينها , و الأرض المقدسة تشير لأرض معينه بعينها تختلف عن الأرض المباركة , و لكنهما متجاورتان .

الأرض المباركة هي تلك البقعة التي بارك الله جل و علا فيها , و بها يقع المسجد الأقصى و هي ما يعرف ببلاد الشام أو بأرض كنعان سابقا , و ورد هذا في الكتاب الحكيم خمس مرات :

1 - ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) 1 الإسراء ,

2 - (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) 71 الأنبياء ,

3 - ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) 81 الأنبياء ,

4 - ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) 30 القصص , هنا نلاحظ جيداً الفاصل المتلاصق للأرض المباركة و الأرض المقدسة , و بأنهما متجاورتان كما قلنا , و بينهما تلك الشجرة في المنتصف , و تلك الشجرة ترمز لنور الله جل وعلا و نور رسالاته ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) 35 النور ,

5 - ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) الأعراف 137 , و سنرى بأن المقصود هنا أرض كنعان و ليس أرض مصر .

أما الأرض المقدسة فهي أرض مصر بما فيها طور سيناء , و ورد التقديس في الكتاب الحكيم ثلاث مرات :

1 - ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) 21 المائدة , و سنرى بأن المقصود هنا هو طلب عودتهم لمصر و دخلوهم لها بعد هلاك فرعون ,

2 - ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) 12 طه ,

3 - ( إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) 16 النازعات .  

نبدأ منذ البدايات الأولى منذ يعقوب عليه السلام ( إسرائيل ) حيث كان مقيماً في أرض كنعان التي كانت جزءً من الأراضي التي تخضع لسيطرة الدولة المركزية للمملكة الفرعونية آن ذاك ,

قام يعقوب علية السلام بالانتقال و أبناؤه للعيش في قلب و عاصمة المملكة الفرعونية على أرض مصر ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) 100 يوسف,

أي أنهم هم من أسس هناك ما يعرف ببني إسرائيل عرقياً كونهم وافدون على مصر و ليسوا من أهلها الأصليين , و نلاحظ بأنهم كانوا مضطهدين و منبوذين من قبل الدولة الفرعونية و الشعب الأصلي المصري بعد سنين من تمكين يوسف عليه السلام هناك إلى مجيء موسى عليه السلام ( قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) 129 الأعراف,

و الجدير بالذكر هنا أن قوم فرعون لم يؤمنوا ليوسف عليه السلام ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ) 34 غافر , و هنا نستدل بأن يوسف عليه السلام لم يعاصر موسى عليه السلام كما يدعي البعض ,

و استمر الحال على ما هم عليه من تفرقه و عزله و عدم تقبلهم أو مساواتهم بالسكان الأصليين على مر السنين إلى أن بعث الله جل وعلا موسى عليه السلام مخلّصاً لبني إسرائيل من هذا الاضطهاد و الأذى و الظلم الذي يعايشونه على تلك الأرض كي يخرجهم مما هم فيه ( حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 105 الأعراف , و قوله سبحانه ( فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ) 47 طه .

و جاء الأمر الإلهي لموسى عليه السلام بالخروج من تلك الديار متجهاً صوب طور سيناء , فدعا من آمن من بني إسرائيل للخروج معه , علماً بأنه لم يؤمن به جميع بني إسرائيل ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ) 83 يونس , و نستنتج من هذا بأن هناك العديد الكثير من بني إسرائيل لم يؤمنوا بموسى عليه السلام و عليه فإنهم لم يخرجوا معه و آثروا البقاء في مصر,

ثم لحقهم فرعون مع عددٍ من رجالاته كي يعيدهم أو ليقضي عليهم , فكان التدخل الإلهي حاضراً كي ينقذهم من بطش فرعون ( رمسيس الثاني ) قال تعالى ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) 90 يونس,

فحدث الغرق لفرعون و من معه جميعاً ( فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا ) 103 الإسراء , و نجّا الله جل و علا موسى و من معه , هنا نتوقف قليلاً و نتساءل !

هل انهار نظام الحكم الفرعوني في مصر بعد موت رمسيس الثاني الذي كان في سدة الحكم ؟

لماذا لم يعد موسى و من خرج معه لمصر بعد موت رمسيس الثاني ؟ أم أن التهديد لا زال قائماً ؟

بعد التأمل في تلك التساؤلات نستنتج بأن موسى عليه السلام لم يرجع و ذلك لرفض بني إسرائيل العودة خوفاً من بطش و جبروت الدولة الفرعونية بقوميتها المصرية الواحدة ,

و الدال على بقاء نظام الحكم الفرعوني و سيطرته و عدم انهياره بعد مصرع الفرعون و عدد من جنوده هو جثمانه الذي حفظه الله جل و علا ليكون عبرة لمن خلفه ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) 92 يونس, فهذا الجثمان بعد العثور عليه من قبل قومه تم التعامل معه بمراسم تحنيط و تشييع و دفن بنفس طريقة التعامل مع الملوك الذين سبقوه أو الذين لحقوه , و تلك دلاله قاطعة بأن النظام الفرعوني المركزي لا زال قائما و استمر بالبقاء بعد موت رمسيس الثاني و رحيل موسى عليه السلام مع من آمن معه إلى سيناء ,

و لكن قد حدث انكماش للدولة الفرعونية و فقدان للسيطرة على أرض كنعان , و تم التدمير الإلهي لتلك السيطرة و ذاك التحكم ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) الأعراف 137 , فالتعريش هو السيطرة و التحكم و الإمتلاك , فكان فرعون مسيطراً متحكماً ممتلكاً لأرض كنعان , و يقال فلان يعرّش على الشيء أي يتحكم به و يسيطر عليه , فتم تدمير تلك السيطرة على أرض كنعان ( الأرض المباركة ) و تم توريثها كلها بشرقها و غربها لقوم موسى عليه السلام , و توريث الأرض لا يعني الامتلاك المطلق الأبدي , بل مرجعه الصلاح و العدل و التقوى .     

فبعد وصول موسى عليه السلام بر الأمان في سيناء مكث بها هو و من آمن معه ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) 93 يونس ,

و في هذه الفترة الزمنية كان الميقات ( وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) 142 الأعراف , و فيه اتخذوا العجل و عكفوا عليه ,

في هذا المكان الصحراوي حيث لا ينبت شيء كان الله جل وعلا رازقهم (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ) 80 طه , و كان سبحانه ساقيهم حيث قال جل و علا ( وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) 60 البقرة ,

و نلاحظ أيضاً بأن أتباع موسى عليه السلام قد انقسموا اثنا عشر قسما حيث قال ( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) 160 الأعراف , فبما أن يوسف عليه السلام و هو أصغر إخوته و لم يعاصر موسى عليه السلام يكون حتما بأن هؤلاء الأسباط الاثنا عشر هم أتباع أبناء يعقوب عليه السلام الرجل المؤسس لبني إسرائيل و كل سبط هو رأس قومه , و ليسوا أبناء يعقوب عليه السلام  , فانقسموا بناءاً على ذريتهم أي رجع كل منهم إلى جده الأول من أبناء يعقوب عليه السلام المؤسسين الأوائل لبني إسرائيل ,

و نلاحظ من الآيات بأن بني إسرائيل و هم تحت الاضطهاد الفرعوني كانوا منقسمين أيضاً بناءاً على ذلك التقسيم , و كان يبعث الله جل وعلا لهم الأنبياء , و لكنهم بسبب العداوة فيما بينهم كان كل طرف يقتل نبي الطرف الآخر ( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ) 70 المائدة ,  

و تسير الأيام و هم في سيناء و يسأم قوم موسى عليه السلام من طعامهم الذي أوجده الله جل و علا لهم ( المن و السلوى ) , فيطلبوا من موسى طعاماً مختلفاً ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) 61 البقرة , و في نهاية تلك الآية دليلٌ آخر على أنهم كانوا من قبل موسى عليه السلام يقتلون أنبائهم ,

و نلاحظ الأمر الإلهي لهم بالهبوط إلى مصر إن كانوا يريدون ذلك , و هذا الأمر يوازيه قوله جل و علا ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) 21 المائدة , أي أن طلبهم أصبح لزاماً عليهم , و انعكس أمراً في غاية الصعوبة من قدرتهم على تأديته و تنفيذه , و كل ذلك مرجعه لعنادهم و طغيانهم و كفرهم الداخلي و حقدهم الدفين الذي قسّمهم حينها إلى اثنا عشر فريقاً ,

و لكنهم لم و لن يفعلوا خوفاً من الدولة الفرعونية التي لا تزال قائمة مسيطرة هناك , و يتوالى الحديث في نفس سياق سورة المائدة في الآيات التي تلي تلك الآية فيقول جل وعلا ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) 22-26 المائدة ,

نلاحظ و نستنتج من تلك الآيات و تسلسلها ثلاث أمور :

الأمر الأول : القصص القرآني عن بني إسرائيل :

نلاحظ من القصص القرآني الذي يخبرنا عن بني إسرائيل بأن هناك قاعدة في التشريع و الأوامر الإلهية بحقهم و تفيد تلك القاعدة بأنه كلما زاد تعنت بني إسرائيل في تنفيذ الأمر الإلهي يزداد الأمر و الطلب الإلهي تعقيداً , فهم لا ينصاعون فوراً لتنفيذ الأمر الإلهي بل يناورون فيه و يتململون في تنفيذه فيطلب الله جل وعلا منهم ما هو أكبر و أعظم ,

أي كلما زاد عنادهم و تململهم في تنفيذ الأمر الإلهي زاد الأمر الإلهي لهم بشكل طردي , و من الأمثلة على ذلك قصة ذبح البقرة و تململهم في تنفيذ الأمر و جدالهم فيه مع تزايد الشرط الإلهي لهم بالتعقيد , فلو أنهم قاموا بذبح أي بقرة حين جاءهم ذلك الأمر لكان بإمكانهم ذلك دون شرط ,

فبعد أن عكفوا على العجل و تذمروا من الطعام جاء الأمر الإلهي لهم أكثر مشقه و تعقيداً و طالبهم بالهبوط إلى مصر حيث النظام الفرعوني و القتل المحتم ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) 54 البقرة , و هذا هو المعنى من ( فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ ) أي أنه جل وعلا كتب عليهم بدخول الأرض المقدسة و العودة لمصر كي يلاقوا مصيرهم المحتوم هناك و هو القتل فقال جل و علا لهم ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) 21 المائدة , و لكنهم لن يفعلوا و لن ينفذوا ذلك كعادتهم فقالوا لن ندخلها .

الأمر الثاني : القوم الجبارين :

لو كان أهل و سكان أرض كنعان هم الجبارين لما استطاع فرعون ( رمسيس الثاني ) من السيطرة و الهيمنة على تلك الأرض و على أهلها , بمعنى آخر لما استطاع من التعريش على تلك البلاد و أهلها , و كما نلاحظ بأن وصف ( الجبارين ) لا ينطبق في تلك الحقبة إلا على فرعون و أهله و نظام حكمه , ثم تأتي نصيحة الرجلان اللذان أنعم الله عليهما و دعوتهم للدخول عليهم من الباب و هذا يذكرنا بطلب يعقوب عليه السلام من بنيه حين طالبهم بالدخول من الأبواب ( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) 76 يوسف ,

الأمر الثالث : رفضهم القاطع للدخول :

أي أنهم لم يدخلوا تلك الأرض , فأي أرضٍ هي التي لم يدخلوها , و أي أرض دخلوها ؟

يخبرنا جل وعلا بأنه أورثهم الأرض التي بارك فيها ( أرض كنعان ) أي أن ذلك هو دليلٌ قاطع على دخلوها , و هذا مستنتج أيضاً من الفترة التي تلت زمن موسى عليه السلام و هي فترة نبي بني إسرائيل الذي لم يذكر اسمه في القرآن الكريم الذي ولى عليهم طالوت ملكاً و قائداً عليهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) 246 البقرة , و هنا نلاحظ قولهم بأنهم كانوا يرغبون في العودة إلى ديارهم ( مصر ) التي اخرجوا منها , كما نلاحظ أيضا بأنهم اخرجوا من ديارهم و أبناءهم و تلك دلالة أخرى على بقاء الكثير من بني إسرائيل في مصر تحت الحكم الفرعوني , و للتنبيه تلك الفترة تبعها فترة مجيء حكم داوود عليه السلام و توليه الحكم حيث كان من الواضح بأن داوود عليه السلام كان من ضمن جيش طالوت و تم الاشتباك مع جيش الدولة الفرعونية و قتل داوود عليه السلام جالوت فيها , فجالوت هو قائد ذاك الجيش و ربما يكون فرعون ذلك العهد و القائد الأكبر للدولة الفرعونية , و في اعتقادي الشخصي ربما كان ذلك هجوماً من الدولة الفرعونية على أرض كنعان مجدداً في محاولة فاشلة منهم لبسط سيطرتهم على أرض كنعان .

نعود مجدداً لسورة المائدة و الآيات المتتاليات التي أوردتها سابقا و التي استخلصنا منها تلك الأمور , حيث نلاحظ رفضهم القاطع بدخول تلك الأرض و من العودة إليها , و طالبوا موسى عليه السلام بالذهاب و القتال هو و ربه , فقال موسى شاكياً أمره لله جل وعلا بأنه لا يملك إلا نفسه و أخوه هارون فقط , أي أنه لا يستطيع الذهاب بمفرده ,

و لا ننسى بأن الله جل وعلا قد عفا عنهم ذلك الأمر لورود لفظ ( فتاب عليكم ) , و كان حكم الله جل وعلا بأن يتيهوا في الأرض أربعين سنة و حرمانهم من العودة لبيوتهم التي اخرجوا منها , ثم أورثهم الأرض المباركة و قال لهم ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) 161 الأعراف ,

و هو نفس الحدث في قوله جل وعلا ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) 58 البقرة , و القرية تعني المجتمع البشري , و كما نلاحظ ( فكلوا ) أي بناءاً على طلبهم و عدم اكتفائهم بالمن و السلوى و هم متواجدون في سيناء ,

و بعد دخلوهم الأرض المباركة قال جل وعلا ( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ ) 162 الأعراف , أي أن هناك عدد منهم نفذ الأمر و دخل ساجداً و قال ما طلب منه قوله , و منهم من بدل ذلك فأرسل الله جل وعلا على من بدل رجزاً من السماء ,

ثم تتوالى الآيات لتخبرنا ماذا فعلوا في تلك الأرض التي باركها الله جل و علا (  وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) 163 – 169 الأعراف ,

و يبدوا بأن موسى عليه السلام بعد كل هذا قد تركهم و غادر بعيداً عنهم هو و فتاه ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) 60 الكهف , إلى أن التقى عبداً من عباد الله الذي علمه الله جل وعلا , ثم تنقطع الأحداث لما حصل مع موسى عليه السلام بعد افتراقه عن ذلك العبد , و يبقى ذلك في علم الغيب الذي لم يطلعنا عليه المولى جل و علا .

فتسلسل الأحدث هو كما يلي :

1 - خروج بني إسرائيل من مصر ,

2 - غرق فرعون ,

3 - وصولهم سيناء و جبل الطور ,

4 - دعوتهم لدخول الأرض المباركة ,

5 - عصيانهم و صناعة العجل و العكوف عليه و تذمرهم من الطعام و تفرقهم اثنا عشر فريقاً ,

6 - أمرهم الله بدخول الأرض المقدسة أي العودة لمصر , و تم رفض ذلك ,

7 - حرمانهم من الرجوع إلى بيوتهم التي اخرجوا منها و التيه 40 سنة بسبب تصرفاتهم ,

8 - خرقهم الصيد يوم سبتهم و عتوهم عما نهو عنه جعلهم قردة خاسئين ,

9 - تأذن الخالق جل وعلا لمن كفر و جحد و اعتدى منهم بأن يبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب إلي يوم القيامة ,

10 - تقطيعهم في الأرض و تفرقهم فيها فمنهم الصالح , و منهم دون ذلك و هؤلاء هم من تأذن الله جل و علا بأن يبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب .

 

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا

سبحانك إني كنت من الظالمين

اجمالي القراءات 43293