ولا تركنْ إلى الدهر
لمن كان له قلب أو ألقى السمعَ وهو شهيد

الشيخ احمد درامى في الأربعاء ٢٩ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قصيدة  وعظية

من الكتاب:المقامات الحريري

لأبي عباس أحمد بن عبد المؤمن القيسي الشريحي الأندلسي (619 ه)

…………………………………………………………………..

يا مَن يدَّعي الفهْمَ     إلى كَمْ يا أخا الوَهْمِ

تُعَبِّيالذَنْبَ والذَمَّ     وتُخْطِي الخَطَأَ الجمَّ

تعبّي= تُجمّع/ وتُخطي= وتُساير

………………………….

أما بان لك العيْبُ       أما أنذرك الثَيْبُ

وما في نُصْحك ريْب     ولا سمْعُك قد سمّ

………………………….

أما نادى بك الموتُ      أما أسْمَعَك الصوتُ

أما تخشى من الفَوْتِ     فتحْـتاط وتَهْـتَمّ.

……………………………..

فكم تَسْدُرُ في السهْو     وتَخْتال من الزَّهْو

وتنْصَبُّ إلى اللهو       كأن الموتَ ما عمّ.

تتحير

……………………………….

وحتَّاما تَجافيك         وإبْطاءٌ  تلا  فيك

طباعًا جمعتْ فيك     عيوبًا شمْلُها انْضمّ

………………………….

إذا أسخطْتَ مولاك    فما تَقْلقُ مِن ذاك

وإن أخْفَقَ مسْعاك     تَلَظَّيْتَ من الهمّ.

…………………………….

                                   وإن لاح لك النقْشُ     من الأصْفر تهْتَشُّ=الدينار                                    

وإن مرَّ بك النَعْشُ      تَغامَمْتَ ولا غمّ.

الجنازة

………………………………

تُعاصِي ناصحَ البِرِّ    وتَعْتاصُ وتَزْوَرُّ

وتشمئز وتعرض

وتَنْقاد لمن غرَّ        ومَن مان ومَن نمَّ.

……………………………..

وتسعى في هوى النفس    وتخْتال على الفَلْس

وتـنسى ظُـلْمَةَ الرَمْـسِ     ولا تـذكــــر ما ثَـمَّ.

اللحد

………………………………..

ولو لاحَظكَ الحَظُّ      لمَا طاح بك اللحْظُ

ولا كُنْتَ إذا الوعْظُ      جلا الأحْزانَ تَغْتَمّ.

لو كان الحظ حليفك.  اللحظ: الدنيا

……………………………………

وتُذْري الدمَّ لا الدمْعَ     إذا عايَنْتَ ما الجمْعُ= ما المال

يَقِي في عَرْصَة الجمْع     ولا خالٍ ولا عمٍّ.

ساحة الجمع= يوم القيامة

…………………………………..

كأنّي بك تَنْحَطُّ       إلى اللَّحْد وتَنْغَطُّ

وقد أسْلمَك الرهْطُ     إلى أضيَق من سمّ

…………………………….

هناك الجسمُ ممْدودٌ          ليسْتَأْكِلُه الدودُ

إلى أن ينخَرِمَ العودُ      ويُمْسِي العظمُ قد رمّ

…………………………………

ومِن بعدُ فلا بدَّ     من العرض إذا اعْتُدَّ

صراطٌ جسْرُه مدَّ     على النار لمن أمّ.

…………………………….

فكم مِنْ مُرشدٍ ضلَّ     ومِن ذي عزةٍ ذلَّ

وكم من عالم زلَّ     وقال الخَطْبُ قد طمّ.=عظُم

………………………………..

فبادر أيها الغُمْرُ      لِما يَحْلو به المٌرُّ=(أي التوبة)

فقد كاد يَهيَ العُمْر    وما أقْلَعْتَ من ذمِّ

الغُمر= الغبي

…………………………..

ولا تركنْ إلى الدهر     وإن لانَ وإن سَرَّ

فتُلقى كمن اغترَّ     بأفعَى ينفُثُ السمَّ

……………………………….

وخَفِّضْ من تراقيك    فإن الموتَ لاقيك

وسارٍ في تراقيك     وما يَنْكل إن همّ

من زهوك وتكبرك / سار في تراقيك = جمع تُرقوةعظم في الصدر

……………………………….

وجانبْ صعَر الخدّ    إذا ساعدك الجدُّ

وزُمِّ اللفظَ إن نَدَّ      فما أسعد من زَمّ.

زمّ= شد حكّم/ ندّ الجمل= شرد

…………………………….

ونَفِّس عن أخي البثِّ     وصدِقْه إن نَثَّ

إن أفشي لك سره

ورُمِّ العمل الرَثّ    فقد أفلح من رَمّ.ترميما: أصلح

……………………………..

ورِشْ من ريشه انحَصّ     بما عمّ وما خصّ

ولا تأْس على النقص       ولا تحرص على اللَمّ= الجمع

……………………………………

وعاد الخُلُق الرَذْل       وعوّد كفك البذل

ولا تستمعِ العذْل    ونَزِهّها عن الضمّ.= الحرص

…………………………………

وزوّد نفسك الخيرَ     ودعْ ما يُعقب الضَيْر

وهيِّئ مركب السيرِ     وخَفْ من لُجّة اليمّ

………………………………….

بذا أوصيك يا صاحِ     وقد بًحتُ كمَن باحَ

فطوبى لِفتًى راح         بآدابي       يأتمّ.

…………………………….

 

 

اجمالي القراءات 6704