بيان لفظة "دكاء" في القراءن الكريم

عونى الشخشير في الأربعاء ٠٨ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بيان لفظة "دكاء" في القراءن الكريم

-----------------------------------

قال تعالى:"فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْم بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٩﴾" (سورة الزمر)

قال تعالى:"قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ " (سورة آل عمران)

قال تعالى:"قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴿٥٠﴾" (سورة سبإ)

 

في مقال سابق لي بعنوان "يأجوج و مأجوج  في التنزيل الحكيم"  حاولت أن أبين من تفصيل الله في كتابه مدلول لفظة "دكاء", و حرصا مني أن لا أقول عن الله إلا الحق , و أعوذ بالله من أكون ممن يقولون عليه سبحانه الكذب, فإن غايتي الوحيدة هي الخروج المستمر من الظلمات إلى النور إستعانة بالله العليم الخبير ليهديني صراطا مستقيما من كتابه الكريم. فإني ها هنا أعود محاولا تفصيل هذه اللفظة من كتابه الحكيم.

 

قال تعالى:"آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ " (سورة الكهف)

 

الهاء في قوله تعالى:"جَعَلَهُ نَارًا" تعود على ردم ذو القرنين  الذي كما بين تعالى أنه في بداية الأمر أستخدم ذو القرنين زبر الحديد للمساواة بين صدفي الشق البركاني ليأجوج و مأجوج , و الذي كما بينت في مقال سابق لي بعنوان "أشراط الساعة في التنزيل الحكيم" أنه من النوع الإنبثاقي "Fissure Eruption", و أسفلا لينك يبين هذا النوع ;

 

https://www.youtube.com/watch?v=WwBVG0Si7rs

 

فعندما جعل الله زبر الحديد نارا بتأثير يأجوج و مأجوج(حمم اللافا و الماغما), كما في قوله تعالى:" أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ ﴿١٧﴾" (سورة الرعد). فأفرغ عليه ذو القرنين القطر فأصبح سبيكة غير منفذه و غير قابله للنقب تحت تأثير ضغط المائع و حرارته  كما وضحت سابقا في مقالة "يأجوج و مأجوج في التنزيل الحكيم".

 

و أيضا الهاء في قوله تعالى:"جَعَلَهُ دَكَّاءَ" هي أيضا تعود على "الردم" , و هاهنا أبين معنى جديد لمفردة "دكاء" بما فتح الله علي;

 

"دكاء" هي من الفعل "دكأ" وليس من الفعل "دكك"  ,كما "هماز" هي من الفعل "همز", و كما "ظلام" هي من الفعل "ظلم", و كما "سحار" هي من الفعل "سحر"  , و كما "كفار" من الفعل "كفر",و كما "مناع" من الفعل "منع".

و هذه الصيغ تفيد المبالغة في القيام بالفعل, فمفردة "هماز" على سبيل المثال تعني من يبالغ في ممارسة "الهمز" .

 

و الفعل "دكأ" يعني تدافع و إزدحم (تاج العروس)

أي "دكاء" تعني المبالغة في التدافع و التزاحم لمادة ردم ذو القرنين عند مجيء وعد الأخرة و يأجوج و مأجوج  ينسلون من كل حدب. و اللينك أسفل يبين هذا الوصف( شاهد اللينك عند دقيقة 2:32, و لاحظ كيفية تدافع الماغما و تزاحمها على الجوانب, و الذي سيماثل سلوك مادة ردم ذو القرنين عند وعد الأخرة,  و الله أعلم);

 

https://www.youtube.com/watch?v=WwBVG0Si7rs

 

 

و عسى أن يهدينا ربنا لأقرب من هذا رشدا و قل ربي زدني علما.

اجمالي القراءات 7353