آراء فقهية معتبرة
كيف يُحرف القرآن تحت أنوفنا ونحن ننظر؟

نهاد حداد في الأربعاء ٢٢ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المحرمات كما أقرها المولى عز وجل في هذه الآية أربعة : باسم الله الرحمان الرحيم :" إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿115﴾ سورة النحل 16 آية 511 . 
حين يقرأ العاقل هذه الآية ، يفهم أن أكل الجِيَف حرام ( أي الحيوان الميت ، بسبب مرض أو غيره ، كأن يموت عطشا أو جوعا ، أو أن تكون هذه الميتة بقايا حيوان افترسته حيوانات ضارية وبقي منه ماهو صالح للأكل ، فأكل هذا حرام ) ! ونحن لن ندخل في تفاصيل هذا التحريم ، فحين يحرم علي رب العزة شيئا ، ليس لي أن أفهم أسبابه أو أتفلسف فيها ! هذا حرام وكفى ، ولكن الله عز وجل يأتي في آخر الآية بعد ذكر باقي المحرمات فيرأف بخلقه و يحل لهم ما حرمه حين الاضطرار ! 
وهذه الآية بينة كغيرها من الآي ولا يمكن أن يفهمها بشكل آخر إلا من يرغب الإلحاد في آياته عز وجل وهم وإن موهوا الدين فإن مايفعلونه ليس يخفى على رب العزة  : " إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ". 
لنعد للآية 16 من سورة النحل ، المقصود بالميتة هي الحيوان الميت ، لأن الإنسان لا يقتات إلا بالنباتات والأعشاب أو الحيوانات التي أحلها الله له سواء بحرية كانت أو برية ، ولا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تفهم على أن الله حرم علينا أكل الآدمي ، لأن الأصل في تغذيتنا بيِّن ! 
نحن لا نتغذى بالبشر كي يحرم الله علينا الأكل من ميتة البشر ! 
لكن تعالوا إلى هنا لنرى كيف يحرف السنيون الدين ويلحدون في آيات الله ! 
وسنورد هنا نفسير الطبري للآية أعلاه : 
" ثُمَّ إِذَا وَجَدَ الْمُضْطَرّ مَيْتَة وَخِنْزِيرًا وَلَحْم اِبْن آدَم أَكَلَ الْمَيْتَة ; لِأَنَّهَا حَلَال فِي حَال . وَالْخِنْزِير وَابْن آدَم لَا يَحِلّ بِحَالٍ . وَالتَّحْرِيم الْمُخَفَّف أَوْلَى أَنْ يُقْتَحَم مِنْ التَّحْرِيم الْمُثَقَّل ; كَمَا لَوْ أُكْرِهَ أَنْ يَطَأ أُخْته أَوْ أَجْنَبِيَّة , وَطِئَ الْأَجْنَبِيَّة لِأَنَّهَا تَحِلّ لَهُ بِحَالٍ . وَهَذَا هُوَ الضَّابِط لِهَذِهِ الْأَحْكَام . وَلَا يَأْكُل اِبْن آدَم وَلَوْ مَاتَ ; قَالَهُ عُلَمَاؤُنَا , وَبِهِ قَالَ أَحْمَد وَدَاوُد . اِحْتَجَّ أَحْمَد بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَام : ( كَسْر عَظْم الْمَيِّت كَكَسْرِهِ حَيًّا ) 
طبعا احتجاج احمد وداود لا يمكن ان يستند على قوله عز وجل :" ولقد كرمنا بني آد م " فكلام المولى عز وجل آخر همهم لانهم يعبدون محمدا ولا يعبدون الله . محمد الذي خلقوه وعبدوه ، إذ حاشى لله ان يكون من جاء مبلغا لرسالة ربه ينافس رسالة إلهه ووضع وحي من وحي خياله . 
وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يَأْكُل لَحْم اِبْن آدَم . وَلَا يَجُوز لَهُ أَنْ يَقْتُل ذِمِّيًّا لِأَنَّهُ مُحْتَرَم الدَّم , وَلَا مُسْلِمًا وَلَا أَسِيرًا لِأَنَّهُ مَال الْغَيْر . فَإِنْ كَانَ حَرْبِيًّا أَوْ زَانِيًا مُحْصَنًا جَازَ قَتْله وَالْأَكْل مِنْهُ . وَشَنَّعَ دَاوُد عَلَى الْمُزَنِيّ بِأَنْ قَالَ : قَدْ أَبَحْت أَكْل لُحُوم الْأَنْبِيَاء فَغَلَبَ عَلَيْهِ اِبْن شُرَيْح بِأَنْ قَالَ : فَأَنْتَ قَدْ تَعَرَّضْت لِقَتْلِ الْأَنْبِيَاء إِذْ مَنَعْتهمْ مِنْ أَكْل الْكَافِر. 
(الكافر هنا هو الذمي طبعا والاسير ايضا )! 
فقال  اِبْن الْعَرَبِيّ : الصَّحِيح عِنْدِي أَلَّا يَأْكُل الْآدَمِيّ إِلَّا إِذَا تَحَقَّقَ أَنَّ ذَلِكَ يُنْجِيه وَيُحْيِيه ; وَاَللَّه أَعْلَم .
ياله من جذل هادف ؟ 
تعالوا لنهذي قليلا مع هذيان هؤلاء ، ومن أجل الضحك فقط ، وقد صدق من قال أن شر البلية ما يُضحك ! 
ثُمَّ إِذَا وَجَدَ الْمُضْطَرّ مَيْتَة وَخِنْزِيرًا وَلَحْم اِبْن آدَم أَكَلَ الْمَيْتَة ! 
أنظروا كيف أُقِحمَ هنا أكل الآدمي مع أن الآية لاتذكر إلا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلٓ لغير الله به !
 وهنا نتساءل إن كان هؤلاء الفقهاء رجال دين أم ثلة من آكلي لحوم البشر ؟ 
وانظروا توفر الاختيارات ، تكون مثلا في مكان ما ، ويبلغ بك الجوع مبلغه ، ولديك ثلاث اختيارات ، الميتة والخنزير والآدمي ! 
يا لذكاء الفقيه ؟ يجب ان تختار الميتة ، الجيفة المليئة بالديدان والميكروبات عوض الخنزير الحي ، الذي وإن حرمه الله علينا فقد أحله لغيرنا من أهل الكتاب ، وعوض أن نصح ، نقتل أنفسنا بالعفن ! 
أما مايسمى بالتحريم المخفف والتحريم المثقل ، فثق بي أيها القارئ الكريم ، أنني بحياتي لم أقرأ شيئا أكثر عبثية من هذا الكلام ! وكأن هناك مثلا موت مخفف وموت مثقل ، أو قتل مخفف وقتل مغلظ . 
يا لعبثية الفقهاء ، حتى توقعاتهم بليدة ! 
تكون في مخمصة ومع ذلك تتوفر لك ثلاثة أطباق وثلاثة حلول ، ماهذا الهراء ؟ 
 على أي ، لقد عودونا على هذه التفاهات ولكنني في غمرة ضحكي الهستيري من هذا الغباء ، تذكرت منظرا بشعا رأيته على الانترنت  ، آلمني جدا ، رأيته بالصدفة فقط ، فأنا فعلا لم أعد أستحمل منظر الدماء والعذاب ! وللأسف ، حين نفتح مواقع التواصل الاجتماعي ، فان هاته المواقع تفرض عليك عناوينا وصورا ، حتى وان اخترت عدم رؤيتها فأنت تقرأ عناوينها و رغما عنك ، ترى مع العناوين الصور المرافقة ! 
كانت حلة فيها رأسين قطعتهما داعش ووضعتهما على النار ! تماما كما فعل جدهم خالد بن الوليد ! 
وهنا تساءلت إن كانت دموية وبلادة الفقهاء قد نسيت ما أهل لغير الله به ! معناه ، ان ما لم يذكر عليه اسم الله حرام ، فاقشعر بدني حين قام دماغي الرهيب بالربط بين ضحايا داعش التي تذبح خلق الله مع ذكر اسم الجلالة ! فما دام ما أهل لغير الله به حرام ، إذن فما أهل لله به حلال ، حتى وإن كان آدميا ! ولا يمكننا أن ننكر على داعش اهلالها لله بكل من ذبحتهم ! 
فهل كل ما أهل لله به حلال ؟ 
قد يشمئز القارئ من كلامي هذا ويرى بأنني أهذي !
فتعال و انظر ما الهذيان ؟ 
ولنعد إلى رأي الفقهاء في أكل لحم الآدمي :" وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يَأْكُل لَحْم اِبْن آدَم . وَلَا يَجُوز لَهُ أَنْ يَقْتُل ذِمِّيًّا لِأَنَّهُ مُحْتَرَم الدَّم , وَلَا مُسْلِمًا وَلَا أَسِيرًا لِأَنَّهُ مَال الْغَيْر . فَإِنْ كَانَ حَرْبِيًّا أَوْ زَانِيًا مُحْصَنًا جَازَ قَتْله وَالْأَكْل مِنْهُ . 
فهل سبق لداعش أن أكلت لحم بني آدم ، أم مازالت لم تُضطر في مخمصة ! من يدري ؟ 
ومع ذلك مازال حمير السلفية ينهقون بذاءاتهم عن التمسك بالأئمة والفقهاء والأخذ بآراءهم المعتبرة ! 
أي عبث بالدين هذا ؟ أي لعب على الانسانية وأي حقارة تلك ؟ 
والادهى مع كل هذا إكراه شخص على وطئ أخته أو وطئ غريبة ! الأقرب للدين هو وطأ الغريبة طبعا ( هههههههه) من ذا الذي ، ستأتيه فكرة معاقبتك بالوطئ ! 
ومع ذلك  لنهذ قليلا ولنعتبر الوطأ نوعا من العقاب ! ( ههههههههههه) ! ( لو كان الوطأ عقابا لوجدنا منظمة العفو الدولية عوض المطالبة بالعفو ستطالب بالعقاب ! ) 
ثم يُقدم لك في المخمصة اختيار بين أختك والغريبة؟ 
يا للهول ( no comment ) ! 
اذا استطعت ان تتحكم في اعضاءك تحت التهديد فجامع اختك ولا بأس ! 
هل عرفتم الآن ما الهذيان ؟ 
ومع ذلك يتهموننا بالكفر حين نرفض دخول ثرايا المجانين هاته ! 
أما أنا فأقول لهم ، لكم دينكم ولي دين ! 
 
 
اجمالي القراءات 9049