الصينيون .. عادات و تقاليد
الصين - شاهد شاف حاجات -

سعيد علي في الثلاثاء ٠٧ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الصين بلد ذو حضارة قديمة جدا تلك الحضارة أسست لثقافة يتميز بها الصينيون و يعتزون بها و هي حب الأرض و الإنتماء إليها هذا البلد الكبير المترامي الأطراف به كثافة سكانية هائلة حيث يعتلي قمة الهرم السكاني في العالم .

و عطفا على البلدان ذات الكثافة السكانية الهائلة كالهند مثلا يتبادر إلى الذهن حجم التلوث و سوء النظافة و قد يتبادر إلى الذهن مخاطر أمنية الناتجة عن الفقر و العوز !! و يتبادر كذلك حجم المتسولين و الأساليب الاجرامية كالنصب و الإحتيال و الإستغلال و كل هذا السواد من الإحتمالات يتلاشى للوهلة الأولى التي تطأ قدماك أرض ذوي العيون الضيقة !!

فالنظام و النظافة و الجمال تراها رأي العين و التعامل الراقي و كرم الضيافة و العناية و تبسيط الأمور تحس بها و تشعر بها و لا تملك إلا أن تخرج كل عبارات الدهشة و الإستغراب و الأسف في بعض الأحيان في حال جال بخاطرك أسلوب المقارنة !! فكيف ستقارن و من أين ستبدأ و إلى أين ستنتهي !! إنها الصين يا عزيزي ... بلد المليار و نصف .

إنهم يهتمون بتفاصيل التفاصيل ليجعلوا من بلادهم نظيفة و راقية فالمطارات قمة في النظافة و سهولة و إنسيابية الحركة و تبسيط الأمور المعقدة .

تنظيم راق لحركة المواصلات بحيث لا تشعر بالزحمة على الرغم من كثافة السكان فلا تشعر أنك في بلد المليار و نصف !! إهتمام هائل بالنظافة و إستغلال مثالي للارض بحيث تستوعب الكم الهائل من السكان .

إحترام رائع للوقت و إلتزام أروع بمواعيد العمل و الأكل .. شعب كريم و طيب و مسالم .

أعتذر عن تلك المقدمة الطويلة و لكنها من الأهمية بمكان لتوصيف حالة شعب و وضعية بلد لتحليل الأخلاق التي بها قامت الصين الحديثة كقوة إقتصادية هائلة معتمدة على أبنائها و سواعد رجالها و نسائها فكيف وصلت الصين لهذا المستوى ؟

سؤال يحتاج إلى مئات الصفحات من الاجابة و كشاهد ( شاف حاجة ) أقول : يكرمون الضيف إكراما فاق كرم حاتم !! يهتمون بثقافة الضيف فيعلمون تماما ثقافته و يتجنبون ما يكره – الأكل كمثال – يبسطون الأمور لك بحيث لا تجد صعوبة فيما تريد يعتمدون على الهاتف الجوال في ممارساتهم اليومية بشكل كبير جدا فهو الوسيلة التي ينجزون بها جُل أعمالهم أي لديهم ثقافة التجارة الإلكترونية بشكل واسع جدا .

لفت إنتباهي إلى إهتماهم الكبير بالأكل إهتماما قد يبدوا مبالغا فيه !! فهم يأكلون بشراهة !! و لا أبالغ إن قلت أن وجبة واحدة يتناولها الصيني تعادل وجبتين أو ثلاث مما يتناوله الإنسان العادي !! مما جعلني أسئل السيد الصيني عن هذه النقطة بدعابة فرد : أننا عشنا سنوات من الفقر و الجوع و قد مات ( ملايين ) الصينيين بسبب ( الجوع !! ) لذا فوجبة الغداء و العشاء لازمة و فيها يتناول الصيني طعامه بشراهة و كأنها آخر وجبة له !!!

و هنا أتسأل عن دولة بها مليار و نصف و الفرد الواحد فيهم يتناول ما معدله 3 – 4 من كميات الطعام و مع ذلك فهي دولة تصدر الغذاء للعالم !!! عن أي دولة نتحدث و عن أي إدارة و تنظيم نتحدث و عن أي سياسة إقتصادية جعلت من هذا البلد عظيما فعلا .

لم أشاهد أي سلوك ينم عن العبودية أو الإستغلال أو القهر فالعمال يعملون بجد و نشاط و فرح و مرح يحدثني السيد الصيني عن رواتب الصينيين – العمال – فيقول : كان العامل يتقاضي ما يعادل 29 دولارا قبل عشرين سنة و اليوم فمعدل الأجر الشهري للعامل الصيني هو 500 دولار هذا مع تكفل الشركة بالسكن و الغذاء له .

أيها القارئ إلتفت حولك فستجد حتما شيئا ما مكتوبا عليه – صنع في الصين – قوة هائلة تمتلكها الصين هي قوة الرحمة و العدل – هذا رأيي – و ليس صحيحا ما يقال أن كل ما صنع في الصين فاسداً أو رديئا !! فللجودة مستويات برع فيها الصينيون .

هل سمعتم بأعدادا هائلة من الصين تبحث عن فرصة عمل خارج الصين ؟ و هل سمعتم أن الصين تتسول من البنك الدولي طالبة قرضا بمعدلات فائدة عالية لتبقى رهينة سياسات البنك الدولي !! عنوان واحد يختصر هذه التسأؤلات هو : القمة الإفريقية الصينية الإقتصادية و التي جرت منذ عدة شهور لاحظ ( الصين ) مقابل ( قارة افريقيا ) .

كيف نهضت الصين ... سؤال لمن يهتم بإقتصاديات الدول و نهضتها من القاع إلى القمة !!

اجمالي القراءات 7566