الأكثرية بين القرآن والديمقراطية

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٦ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأكثرية بين القرآن والديمقراطية  

قال : أنت مفكر اسلامى تفترق عن الآخرين بدفاعك عن حقوق الانسان من داخل القرآن .

قلت : نعم .

قال : وتدعو للديمقراطية .

قلت :نعم ، أدعو للديمقراطية المباشرة وهى معنى الشورى قرآنيا .

قال : ولكن الديمقراطية سواء كانت ديمقراطية جزئية نيابية تمثيلية أو ديمقراطية مباشرة بلا تمثيل نيابى فهى تعنى حكم الشعب كله فى الديمقراطية المباشرة ، أو حكم أغلبية الشعب من خلال التمثيل النيابى فى الديمقراطية الجزئية .

قلت : نعم ، وما هو الضرر فى هذا ؟

قال : أنت لو ترشحت لأى منصب فى مصر أو أى بلد عربى رفضوك ، هذا إن لم يعدموك بحد الردة . يتفق الأغلبية على هذا ، وهم الذين تدعو لأن يكونوا مصدرية الحكم .

قلت: ما الذى تقصد بالتحديد ؟

قال : هنا تناقض مع القرآن .

قلت :كيف ؟

قال : الأكثرية ضالة طبقا للتأكيد القرآنى . هنا يتناقض ضلال الأكثرية مع مفهوم الشورى الاسلامية الذى يعنى الديمقراطية المباشرة وحكم الأغلبية . ألا تعترف بأن الأكثرية ضاله وفق ما جاء فى القرآن ؟  

قلت: نعم . أكثرية البشر لا يشكرون الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) يوسف ).وتكرر هذا فى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) البقرة )، ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (60 ) يونس )، ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) النمل )، ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) غافر )، وأكثرية البشر لا يؤمنون إيمانا صحيحا بالله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف)، ولا يؤمنون بالله جل وعلا إلّا جعلوا معه شريكا ، قال جل وعلا :  ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) يوسف ). ولا يؤمنون بالقرآن الكريم وحده حديثا . قال جل وعلا : ( إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) هود ) ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد ) ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89) الاسراء ) وأكثرية الناس لا تؤمن باليوم الآخر وقيام الساعة ، قال جل وعلا : ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) غافر).

قال : أرأيت ؟ أكثرية الناس ضالة .

قلت : بل أكثرية الناس مُضلّة ، لو أطاعها النبى نفسه لأضلوه ، قال جل وعلا لخاتم المرسلين : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) (116) الانعام )

قال :إذن أنت تتفق معى فى ضلال الأكثرية فكيف تحكم هذه الأغلبية الضالة المُضلّة ؟

قلت : أنت لم تقرأ الآية التالية ؟. قال جل وعلا : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام )، ثم قال بعدها : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) الانعام ). وتكرر هذا فى قوله جل وعلا :( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل ) (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى (30) النجم ) (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) القلم )

قال : لا أفهم .

قلت: الله جل وعلا يتكلم عن الاسلام القلبى وهو الإذعان والإنقياد والاستسلام والطاعة له جل وعلا وحده ، وعن الايمان القلبى بلا إله إلا الله دون تقديس لبشر أو حجر . وهو جل وعلا الذى يعلم من ضل ومن يضل عن سبيله وهو جل وعلا الذى يعلم من إهتدى . قال جل وعلا : (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم )، وقال جل وعلا :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً (84) الاسراء )

 قال : وماذا عن النبى محمد عليه السلام ؟

قلت :فى موضوع الايمان القلبى قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )(25) النساء )، . ولقد قال رب العزة جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة) أى كان هناك صحابة بالقرب من النبى وقد مردوا على النفاق ، ولم يكن النبى يعلم بهم فى حياته وقد توعدهم رب العزة بعذاب مرتين فى الدنيا ثم بعذاب عظيم فى الآخرة ، بمعنى أنهم بعد موت النبى سيرتكبون فظائع يستحقون عليها عذابا دنيويا مرتين ، ثم يموتون على كفرهم فيستحقون العذاب العظيم فى الآخرة ، كانوا الى جانب النبى وقريبين منه وتولوا بعده السلطة فإرتكبوا جريمة الفتوحات  فأفسدوا فى الأرض وأضاعوا الاسلام وشريعته وجوهره السلمى العادل . بكل ما فى قلوبهم من كُفر لم يكن للنبى محمد عليه السلام علم به . وحتى المنافقين الذين فضحتهم تصرفاتهم ونزل الوحى القرآنى يخبر عنهم ويحكم أنهم فى الدرك  الأسفل من النار شاركوا فى الشورى السياسية ، وفيما يخص عقيدتهم ومؤاخذتهم وعذابهم فهو موكول الى الله جل وعلا يوم القيامة .

قال :يعنى لم تكن للنبى سُلطة سياسية فى موضوع الايمان القلبى والاسلام القلبى ؟

قلت : مطلقا ، لأن هذا مرجعه لرب العزة وحده يوم القيامة ، وقد قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) الاسراء )، أى لم يرسله مسؤولا عن إيمان أحد أو وكيلا عن أحد ، فالله جل وعلا هو وحده الأعلم بما فى نفوسنا ، وهو وحده صاحب المشيئة فى الرحمة أو العذاب ، وما على النبى محمد عليه السلام سوى التذكير بالقرآن حتى لو إفتروا عليه الأكاذيب ، قال جل وعلا : ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق )، وحتى إن جادلوه  فعليه أن يعرض عنهم إنتظارا لحكم الله جل وعلا عليه وعليهم يوم القيامة ، قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) الحج )

قال :مالذى تقصده بإختصار ؟

قلت: بإيجاز : الأغلبية الموصوفة قرآنيا بأنها لا تؤمن بالله جل وعلا إيمانا صحيحا ولا تشكر الله جل وعلا لا شأن لها فى الحُكم فيما يخص الايمان بالله جل وعلا والايمان بالقرآن وباليوم الآخر . هذه مرجعه لرب العزة الذى سيحكم يوم القيامة فيما نحن فيه مختلفون . هذه الأغلبية لها الحكم فقط فيما يخص أمور الدنيا وما فيها من معاش وعلاقات، وهذا بالشورى فيما بينهم ، كما قال جل وعلا (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ   )(38 ) الشورى )، أى فكل أمر من أمورهم الدنيوية الى بها معيشتهم الدنيوى تكون شورى بينهم جميعا على قدم المساواة بلا تفرقة على أساس الدين والملة والمذهب ( لأن الدين مرجعه لله جل وعلا أما الوطن فهو للجميع وبالتساوى ) لا فارق حسب الجنس ( ذكورة / أنوثة ) أو العرق ( ابيض أسود ) أو الغنى والفقر . الشرط أن يكون الفرد مسالما لا يرفع السلاح معتديا ، أى الأغلبية هنا تحكم بالاسلام السلوكى الظاهرى وهو ( السلام ) و ( الأمن ) ، أى تتخصص فى حقوق العباد وحقوق الانسان فى هذه الدنيا ، وتترك ما يخص الآخرة الى الله جل وعلا وهو مالك يوم الدين .  

قال :بمعنى ؟

قلت: أن الديمقراطية الاسلامية المباشرة تستلزم أساسا ضمان الحرية الدينية المطلقة للجميع ذكورا وإناثا ، أفرادا وجماعات ، حرية الايمان والكفر والالحاد ، حرية التنقل بين الأديان ، حرية إقامة دور العبادة والشعائر الدينية وحرية كل فرد فى أن يدعو لدينه ومعتقده بشرط عدم الإكراه فى الدين وبالتالى عدم الدعوة لسفك الدماء باسم الدين . هذا هو الاسلام الحقيقى الدين العلمانى المؤسس على الحرية والعدل والسلام والرحمة وكرامة الانسان والذى لا مكان فيه للكهنوت والاستبداد .

 قال :كيف تساعد الحرية الدينية هذه فى إرساء الديمقراطية ؟

قلت : الكهنوت عندما يسيطر يستعبد الناس لصالحه ولصالح المستبد القائم فى الحكم ، ويتم خلط السياسة بالدين الكهنوتى ، ويكون من المحرمات التعرض للثوابت الدينية وما وجدنا عليه آباءنا ، وايضا يكون من المحرمات التعرض للحاكم بالنقد . أى يتحول المستبد والكهنوت ( التابع له أو المسيطر عليه ) الى آلهة وأنصاف آلهة . وهذا هو حال دول المحمديين . ولهذا فإن من يدعو الى الاصلاح بالقرآن يطارده المستبد والكهنوت معا لأنه خطر على نفوذهم .

قال :الحرية الدينية المطلقة كيف تقضى على تحكم الكهنوت الدينى ؟

قلت : تقرير الحرية الدينية للجميع يقلّص نفوذ الكهنوت لأن هذا الكهنوت قائم على الخرافة ولا يصمد للنقاش والنقد ، ولا بد أن يحتمى بالسلطة التى تفرضه على الناس بالقوة وتهدد من يناقشه ، وتفرض الإكراه فى الدين . الحرية الدينية للجميع يجعل رأس الكهنوت مساويا لأى فرد ، ويجعل من أى فرد حق مناقشته ، ولأن الكهنوت قائم على الخرافة والكذب فيمكن فضحه والقضاء على نفوذه . هذا من ناحية أخرى يزيل تقديس البشر وتقديس المستبد ، فطالما تم ذبح الأبقار المقدسة وفضح خرافات الآلهة المزعومة صار أمر المستبد هينا ، مجرد شخص يستمد قوته من خوف الناس منه ، إذا جرؤ الناس على مناقشته ومواجهته سقط وزال .

 قال : يعنى إن الحرية الدينية تؤسس الحرية السياسية وتهيىء الشعب لممارسة الديمقراطية فيما يخص أمور الدنيا من معاش وحقوق وواجبات ؟

قلت : نعم . الاصلاح الدينى هو أساس الاصلاح السياسى و التعليمى والاقتصادى. ولا بد أن يسبقهما إصلاح تشريعى يؤسس ويؤكد الحرية الدينية المطلقة لكل فرد وما يتبعها من حرية الفكر والقول والابداع والاعلام والصحافة . بهذا يسقط الاستبداد الدينى والاستبداد السياسى ، فالذى يركع يقبّل يد الشيخ أو القسيس لا يرى بأسا أن يركع ليقبل حذاء المستبد المتحكم فى الشيخ والقسيس.

قال : لماذا فى نظرك فشل الربيع العربى ؟

قلت: لأنه لم تسبقه تلك الحرية الدينية المطلقة التى نطالب بها . الربيع العربى أزاح بعض الحكام ، مع وجود الكهنوت الدينى الرسمى والشعبى ، يمثله مؤسسات رسمية كالأزهر وجماعات مذهبية دينية شعبية ذات نفوذ بين العوام كالوهابيين من إخوان وسلفيين . بسقوط بعض المستبدين ظهر أولئك يملأون الفراغ ، إستعان بهم العسكر كما فى مصر ، أو أشعلوا البلد بحروب أهلية كما فى العراق وليبيا . هم جميعا يشتركون فى سوأة الاستبداد ، ولا يرضون بغير ركوب الناس بديلا .

قال : وما هو الحل ؟

قلت : تأسيس الديمقراطية يستلزم تأسيس ثقافة الديمقراطية ، وتأسيس ثقافة الديمقراطية يستلزم حرية الفكر والعقل والنقد والايمان بالعدل والمساواة . وهذا ممكن بالاستعداد للتضحية فإن الله جل وعلا لا يغيّر ما بقوم خى يغيّروا ما بأنفسهم . لا بد من تغيير ما بالأنفس من أثرة وخضوع وخنوع للبشر الى العزة والكرامة بإعتبار أنه لا تقديس إلا للخالق وحده جل وعلا ، وأنه لا تقديس لمخلوق مثلى ومثلك . بهذا يمكن التخلص من نوعى الاستبداد معا ، الكهنوت الدينى والكهنوت السياسى .

قال : هذا يعنى نضالا طويلا مريرا ، فأصحاب السلطة لا يتنازلون عنها طواعية . أى لا  مفرّ من الدم .!!

قلت :  هناك طريقان : طريق الدم الذى لا نرجوه والذى سارت فيه أوربا فى تحررها من الكنيسة والملكية المستبدة وشعار ( أشنقوا آخر مستبد بأمعاء آخر قسيس ) . وهناك أمل فى يتعقل المستبد وينجو بنفسه ، ويرضى بالخروج الأمن ، وتأسيس حكومة مؤقتة تضع أسس الاصلاح المّشار اليها والتحول الديمقراطى .

قال : الشعوب تغلى .. وتقسيم المنطقة وتغيير الحدود على وشك الحدوث ، وهناك أنظمة حكم على وشك السقوط وهناك دول على أُهبة الحروب الأهلية وثورات الجياع . هى مرحلة الوصول الى عنق الزجاجة والاختناق الذى يسبق الانفجار والانتحار ..

قلت : ممكن تفادى ذلك لو تعقّل المستبد وأنقذ نفسه وبلده من مصير صدام والقذافى والعراق وليبيا .. 

اجمالي القراءات 8082