القاموس القرآنى : البنون والبنات

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : البنون والبنات

مقدمة : فى مقال سابق عن ( الحُب بين البشر ) تساءل الاستاذ سعيد على (لفظ البنين هو الذكور فماذا عن البنات ؟  ). وأردُّ بهذا المقال :

 أولا : السمة العامة أن الخطاب يأتى بالمذكر للبشر ـ من ذكور وإناث ـ تحت مصطلحات شتى مثل :

1 ـ ( بنى آدم ) قال جل وعلا : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)الاعراف). هذا خطاب عام فى التشريع للذكر والأنثى . وفى الحديث عن تكريم بنى آدم ذكورا وإناثا يقول جل وعلا :( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الاسراء )

2 ـ الانسان : يقول جل وعلا يخاطب الانسان ذكرا وأنثى  : ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) الانفطار )، ومثله فى الحديث عن الانسان ذكرا وأنثى  يقول جل وعلا : (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج )

3 ـ الناس :  يقول جل وعلا  يأمر الناس ذكورا وإناثا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) النساء ). وفى العبادات وسيلة للتقوى يقول للناس جميعا من ذكر وانثى  :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) ) البقرة )  هذا خطاب عام للذكر والأنثى . ومنه الحديث عن (بعض الناس ) من الذكور والإناث ، يقول جل وعلا : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8 ) البقرة )

4 ـ ( الذين آمنوا ): هنا خطاب عام للذكر والأنثى . قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ)(135)النساء). ومثله سائر العبادات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصلاة الجمعة ، يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)) الجمعة )

و( المؤمنون ) : يأتى هذا خطابا عاما للذكر والأنثى .قال جل وعلا : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)البقرة). وقال جل وعلا:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون ). ففى هذه الآيات ( المؤمنون ) تشمل الرجال والنساء الذين يتصفون بهذه الصفات ويستحقون الجنة ، وهم ( الذين ) يحافظون على فروجهم ( ذكورا وإناثا ) إلا على أزواجهم ( الزوج يعنى الزوجة أو الزوج ) أو ما ملكت أيمانهم يعنى من حق المؤمنة أن تتزوج من تملكه مثلها مثل المؤمن .

وبالتالى فالصفات الأخرى الايجابية والسلبية تشمل الرجال والنساء مثل الكافرين والمشركين والمنافقين والمجرمين والمسرفين والفاسقين والمتقين والمخبتين والصالحين والمحسنين  ..الخ .

5 ـ الوالدان : الذكر والأنثى يقول جل وعلا ::( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (151) الانعام ) ومثلهم الأقارب والجيران والأصحاب وابن السبيل واليتامى والمساكين ذكورا وإناثا، قال جل وعلا: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ  وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )(36) النساء).

6 ـ وبعد الحساب سيكون الناس فريقين : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ( 7 ) الشورى ). فريق السعير هم ( أصحاب النار ) الذين كانوا فى الدنيا ذكورا وإناثا ،  وفريق الجنة هم ( أصحاب الجنة ) الذين كانوا فى الدنيا  ذكورا وأناثا . عنهما معا يقول جل وعلا : ( بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة )

أصحاب الجنة الذين كانوا فى الدنيا ذكورا وإناثا يقول جل وعلا عن تنعمهم : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) يس ) .الأزواج هنا هم الحور العين المخلوقون من عمل أهل الجنة فى الدنيا حين كانوا ذكورا وإناثا . فى الدنيا كانوا ذكورا وإناثا ، وكل منهم آمن وعمل صالحا . يبعثه الله جل وعلا وقد تخلى عن جسده الترابى السابق ذكرا وأنثى ، يأتى يوم القيامة وهو ( نفس ) محايدة تحمل عملها الصالح . كلهم أصبحوا جنسا واحدا يحملون وصفا واحدا هو ( أصحاب الجنة ) . والذكورة والأنوثة الجسدية الترابية التى كانت فى الدنيا بهدف التناسل قد انتهت، أصبحوا جنسا واحدا ، يتمتع بنفس المتع الخالدة ، منها أن يُخلق لهم من أعمالهم الصالحة أزواج من الحور العين ، يقول جل وعلا عن تنعمهم : ( فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)الصافات ) .  فيما يخصُّ موضوعنا فهم ( اصحاب ) وليس ( صاحبات ) فالخطاب بالمذكر .

ثانيا : يأتى تحديد الذكر والأنثى فى التشريع فى الحقوق :

1 ـ يقول جل وعلا عن المرأة وزيها وزينتها فى تشريع يخص المرأة : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور )

2 ـ وأحيانا يأتى التشريع مختلطا بين الذكور والاناث ، وفيه التحديد ( ذكر أو أنثى ) والتعميم ( ذكر و أنثى ) ، ويكون مفهوما من السياق . ونعطى أمثلة :

2 / 1 : (الوالدان ) جاء الأمر بالاحسان اليهما دون تحديد الذكورة أو الأنوثة : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) الاسراء ).

ولكن فى تشريع خاص بالرضاعة للمرأة المطلقة يأتى تعبير بالتحديد للأنثى :( الوالدة ) وليس :(الوالد ) أى يأتى التحديد ( والوالدات )،  ومعه فى نفس الآية ( التعميم ) ( أولادهن ) ( المولود له ) ( الوارث ) كل هذا يأتى مفهوما من السياق. يقول جل وعلا :( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) (233) البقرة ).  هنا ( الوالدات ) أى الاناث تحديدا . أما ( أولادهن ) فيشمل الذكور والاناث بلا تحديد . ( المولود له ) أى الذكر تحديدا. سواء كان أبا أو جدا ، أما ( الوارث ) فهو بلا تحديد للذكورة أو الأنوثة ، أى إذا مات الأب وترك ولدا رضيعا مع مطلقته البائن تكون تكلفة الرضاعة على أقرب وارث . ذكرا كان أو أنثى . المرأة المطلقة التى إنتهت عدتها بالولادة وأصبح طلاقها بائنا خالصا لا ترث إذا مات زوجها السابق . ولكن يرث وليدها الرضيع ، وتكون تكلفة رضاعة هذا الوليد على أقرب وارث للأب المتوفى ، سواء كان والدى المتوفى أو أحدهما أو إخوته أو أحدهم .

2/ 2 : وفى تشريع الميراث يقول جل وعلا : ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7) النساء  ) .  هنا ( الرجال ) و ( النساء ) بالتحديد ، ولكن يأتى ( الوالدان والأقربون ) ليشمل الذكور والاناث بلا تحديد .

2 / 3 : وفى تشريع الميراث أيضا يقول جل وعلا :( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (11) النساء ) . هنا ( الأولاد ) يعنى الذكر والأنثى عموما وشرحه فى نفس الأية : (أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ).  ( وَلأَبَوَيْهِ ) للأب وللأم . (إِخْوَةٌ ) أى الذكر والأنثى . ( أخ و أخت )، ( آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ) يعنى الأب والأم والابن والبنت . وكل هذا مفهوم من السياق .

ثالثا : البنون : (عموما ) ذكرا وأنثى :

1 ـ متاع الدنيا هو فى الثروة وفى الجاه والسلطة ، أو فى الأموال والأولاد والبنين . وهنا ليس المقصود بالأولاد والبنين مجرد الذكور ، بل الذكور والاناث . فبإلاناث  تكون المصاهرات والتحالفات وتزايد الثروة وتزايد الجاه والقوة . وهذا معتاد فى المصاهرات بين عائلات الأثرياء وأصحاب النفوذ حاليا ، وكان هذا شائعا فى الأسرات الحاكمة فى العصور الوسطى .

1 ـ من هنا يأتى الارتباط بين الأموال والأولاد أو البنين ( ذكورا وإناثا ) ، منها :

1 / 1 : قول نوح عليه السلام  لقومه : ( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) نوح ) وقول النبى هود عليه السلام  لقومه عاد : ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)الشعراء ) . وابراهيم عليه السلام دعا ربه جل وعلا فقال :  ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء ) المال هنا مرتبط بالبنين ذكورا وإناثا .

1 / 2  ـ وعن بعض أصحاب الجاه والثروة من كفار قريش قال جل وعلا : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) المدثر ) وقال جل وعلا : ( أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15) القلم ) وقال جل وعلا : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون )، المال هنا مرتبط بالبنين ذكورا وإناثا .

  1 / 3 ـ وفى عظة لكل البشر ذكورا وإناثا يقول جل وعلا : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ). المال هنا مرتبط بالبنين ذكورا وإناثا .

2 ـ وقد يأتى مفهوما من السياق أن لفظ (البنين ) و( الآباء ) يعنى الذكور والإناث . مثل قوله جل وعلا  للناس : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) (72) النحل ) الأزواج والبنون والحفدة تشمل الذكر والأنثى . وقال جل وعلا:( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الأَوَّلِينَ (68) المؤمنون ) الوحى بالرسالة السماوية ينزل لجميع القوم ذكورا وإناثا . وقال جل وعلا : ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) الاعراف ). الآباء هنا تشمل الرجال والاناث ، فالفاحشة لايفعلها الرجال وحدهم أو النساء وحدهن بل يتشاركان فيها .

البنون بالتحديد : ذكورا فقط فى مقابل البنات :

1 ـ يستدعى السياق هذا التحديد فى مواضع خاصة . العرب فى جاهليتهم زعموا أن الملائكة ( بنات ) الله ــ تعالى رب العزة عن ذلك علوا كبيرا . وجاء الرد عليهم . يقول جل وعلا : ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمْ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) الصافات ) ، ويقول جل وعلا : ( أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمْ الْبَنُونَ (39) الطور )، و يقول جل وعلا : ( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (40) الاسراء ) ويقول جل وعلا : ( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَاصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) الصافات )ويقول جل وعلا : ( أَمْ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) الزخرف )

2 ـ وآخرون نسبوا لرب العزة إبنا كما نسب له آخرون بنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون . وجاء الرد عليهم بقوله جل وعلا : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الانعام ). 

اجمالي القراءات 7093