هل السيسي سلفي؟

سامح عسكر في الإثنين ٠٩ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بالنسبة لمن يقولون أن السيسي (سلفي)

رأيي قلته قبل ذلك وأكرره الآن

الرجل بالفعل سلفي ولكن متدين على طريقة العوام، لا هو مثقف ولا هو متطرف معا، شئ أشبه بالميوعة الفكرية المنتشرة بين الجمهور وشيوخ الأزهر..

والمايع لا بيحل ولا بيربط..فقط هو يستهلك الوقت

استطاع الرجل فرض هذه الرؤية على نظامه السياسي ، ومصر الآن محكومة برؤية متدين (منغلق) لا مفكر (متحرر) والقضاء الذي حكم على إسلام بحيري ، وقفل برامج المعارضة، ومطاردة أي صوت ناقد، ومواقف الأزهر الطائفية والتسامحية معا، وهذه الخلطة الغير متناسقة والمملوءة بالتناقض هي تجليات فكر السيسي المتخبط..

سيقول قائل: على أي أساس بنيت هذا الكلام؟

قلت: توجد دراسة للسيسي عام 2005 في أمريكا تبنى فيها آراء أقرب للإسلاميين ومضادة للعلمانيين..وفي الهوامش يمكنك تحميلها مع بعض التعليقات عليها من مفكرين أجانب..

وهذه مقتطفات منها

"الديموقراطية لا يمكن فهمها في الشرق الأوسط بمعزل عن فهم مفهوم الخلافة"

إن المصريين والعرب لن ينظروا إلى الديموقراطية نظرة إيجابية إلا إذا حافظت على القاعدة الدينية"

"الديمقراطية، ككيان علماني، يرجح ألا تلقى قبولاً بين الأغلبية الساحقة من سكان الشرق الأوسط الذين يلتزمون التزاماً قوياً بالدين الإسلامي"..انتهى

واضح اتجاهه الإسلامي الأقرب للجمهور السلفي، وفي المحصلة هو تفكيره (ديني) متطابق كليا مع السادات، وخلال العامين ونصف اللي قعدهم أثبت هذا الاتجاه.

كذلك في حواره لجريدة المصري اليوم قال زي ما أي متدين مصري بيقول، إنه متأثر بالنبي والصحابة والشيخ الشعراوي والشيخ صادق العدوي، والأخيران بالذات متأثرين (بالوهابية السعودية) الشعراوي مكث في السعودية أكثر من 20 عام ، كذلك العدوي نشأ في منطقة الخليج وأبو ظبي ، أي أن السيسي متشرب ثقافة الوهابية كأي مصري متدين..

فلا غرابة لما يكتبه..هذه قناعات داخلية أملاها على نظامه..

ثم أنا لا أعتمد فقط على ما كتبه وما قاله، فالقناعات تتغير ووارد إنه يكون تراجع عن أي من هذه الآراء، لكن أنا شخص واقعي أؤمن بالحتمية التاريخية، رجل يسجن المفكرين ويعطي مساحة للمتطرفين..إذن هو يرى المفكر بعيون محافظ منغلق يرى في الفكر خطورة على المجتمع ويلجأ غالبا لمنطق (سد الذرائع) وهو منطق سلفي تراثي بالأساس.

لكن لحساسية منصبه السياسي لا يمكنه التصريح ويفضل سياسة (الأيد الخفية) بتحريض أذرعه الإعلامية والأمنية لتنفيذ ما يؤمن به، ولذلك لما يطلع أحمد موسى يهاجم البرادعي –مثلا- إعلم أن هذه أوامر شخصية منه، ولما يطلع الأزهر يهاجم الحشد الشعبي العراقي والجيش اليمني ويعزي في جنود السعودية..إعلم أن هذا حدث بموافقته وتشجيعه ، ولما يتسجن إسلام بحيري تبقى رسالة للمفكرين (خدوا بالكم أنا مش زي ما انتوا فاكرين)..

البعض فهم هذه الدولة السيساوية (بضعفها وانغلاقها) والبعض لا زال في طور الفهم، والبعض رافض إنه يفهم، لكن في الأخير الأحداث وسرعتها أكبر من نظام السيسي الضعيف، توجهه السلفي سيفرض نفسه في الأخير ، الراجل يحاول الجمع بين الدولتين (العسكرية والدينية) وهذه محاولة لم تسبق في التاريخ، وعواقبها شنيعة جدا خصوصا في جانبي الحريات والاقتصاد.. واحتمال أن تنشأ الجماعات في عهده بلباس جديد..

باختصار: الرجل أخذ مساوئ السلطتين العسكرية والدينية، وهذا هو سر الفشل الذريع الذي تتعرض له مصر الآن على كل المستويات.

المصادر

حمل دراسة السيسي من هنا... http://bit.ly/2iV4OFV
حواره مع جريدة المصري اليوم 2013... http://bit.ly/2ja5OG7
اجمالي القراءات 10277