اقرأ
اقرأ

أسامة قفيشة في الأربعاء ٢١ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

اقرأ

هل تساءل أحدكم لماذا طالب الله جل وعلا في كتابه بالقراءة ؟

و لماذا لم يطالب بالكتابة ؟ فقال اقرأ و لم يقل اكتب ؟

هذا لفارق العلم من الا علم , و لفارق المعرفة من الا معرفة , لفارق الادراك من الا ادراك , و لفارق الوعي من الا وعي ,

لا يدرك الحق و اليقين بالكتابة دون القراءة , فالقراءة تسبق الكتابة دوما , و لولا القراءة لما كانت القدرة على الكتابة , حتي تكون الكتابة نابعة من المعرفة و العلم و الالمام كي يدرك الانسان الحق من الباطل , فينعكس الحق حقا في كتاباته و لا ينعكس جهلا عليها ,

على المرء أن يكتب ما يمليه عليه فكره و علمه و ادراكه و معرفته و وعيه , هذه هي مرجعيات الكتابة التي تنير الدرب ,

هذا الدين العظيم مبني على العلم مع الايمان , و لا يمكن الفصل بينهما , فبالعلم نصل للايمان و بالايمان نصل للعلم ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ,

نجد في مجتمعاتنا ثقافة استئجار القلم , و هذا هو المطلوب في هذه المجتمعات العقيمة , فنجد كل صحيفة و كل وسيلة اعلام تجمع حولها من لديه القابلية في الخضوع لاملاءات صاحبها , و ان يكتب ما يوافق هواه و مبتغاه , و ان لا تتعارض كتاباته مع نظرته ,

فيغيب التنوع الفكري في نفس الدائرة , فتنغلق تلك الدائرة على نفسها و يحكم عليها بالانحصار لا الانتشار ,

ان اغلاق افق الاختلاف الفكري و تحجيمه و تقزيمه ظاهرة سلبية مدمره , تفتك بالنمو و الازدهار و التقدم , تدمر الذات و تساعد على الانهيار ,

الاختلاف الفكري اكثر اهمية من التوافق الفكري , و هذا فقط في المجتمعات التي تؤمن بالتعددية الفكرية و التنوع الفكري تحت اطار الاحترام المتبادل و النظر و التفكر و النقاش الذي يسهم بشكل كبير في اكتساب الثقافة المتنوعة بكل الوانها و اشكالها ,

لهذا كان الاسلام مبني على ثقافة القراءة العلمية , كي يرتقي المسلم بعقله و ادراكه , و يكون ايمانه مبني على العلم و المعرفة , كي يتحقق اليقين العملي , الذي ينطلق منه في كل نواحي حياته ,

بعد الحث على القراءة و الالتزام بها بالشكل الفكري و العملي تأتي الكتابة بعد تحصيل كم لا بأس به من العلم و المعرفة , فنجد بعد ( اقرأ ) يأتي ( القلم ) كناتج تحصيل من القراءة , و لكن طبيعة النفس البشرية ستطغى لا محاله , فوجب التذكير بعودة تلك النفس لخالقها و رجعتها اليه و محاسبتها على كل افعالها و اقوالها ,

اكتفي بهذا و اترككم متأملين قوله جل و علا

قال سبحانه (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى* إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى* كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) سورة العلق .

 

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا

سبحانك اني كنت من الظالمين 

اجمالي القراءات 6238