هل يقبل الله دعوة المشرك
دعوة المشرك عند الله

محمد عبدالرحيم في الجمعة ١٦ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

   يقول الله تعالي "  قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ " (الأنعام 40 .. 41)


في الآيات السابقة من سورة الأنعام يخبرنا الله عز وجل أن بعض المشركين إن آتاهم عذاب من الله في الدنيا كغضب من الله أو لعنة منه أو أتتهم الساعة بغتةً ، فإنهم في هذه اللحظات ، ينسون ما يشركون ، ويدعون الله فقط . وهنا يأتي السؤال : هل يقبل الله دعوة المشرك ؟!



تتضح الإجابة علي السؤال السابق في قول الله تعالي " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ( البقرة 186 ) .



وهنا يجب أن نوضح أن لفظ عباد يشمل الموحد بالله و المشرك بالله ، فالموحد هو عبد لله ، و المشرك هو عبد لله . ويتضح ذلك أكثر في قوله تعالي " فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي " فلو أن الإيمان بالله شرطاً من شروط العبودية لله ، لما طلب الله من عباده المشركين أن يؤمنوا به بعد أن استجاب لدعائهم .

 
دليل آخر علي تقبل الله لدعاء المشركين , ويتمثل في قوله تعالى : " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ " ( العنكبوت 65 ) . وهنا يخبرنا الله بأنه يستجيب بمشيئته لدعاء بعض عباده , بالنجاة من الغرق في البحر , فإذا نجاهم الله , تجدهم يشركون بالله .

دليل آخر قوله تعالى : " قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ " ( الأنعام 63 ..  64 ) .

دليل آخر قوله تعالى : " وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ " ( الروم 33 ) . وهنا تبدأ الآية بالحديث عن الناس كافة ، الموحد والمشرك .


وأخيراً فإن قبول دعوة الإنسان ، سواء كان موحداً أو مشركاً ، هو حجة عليه يوم القيامة عند الحساب .



ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .



هذا وبالله التوفيق


محمد عبد الرحيم الغزالي

اجمالي القراءات 3824