مقال كتبته ( يوم الاربعاء 4 فبراير 2015 ) ونسيت أن نشره .
عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .!!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٧ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .!!

مقال كتبته  ( يوم الاربعاء 4 فبراير 2015 )  ونسيت أن نشره .

أولا :

1 ــ منذ شهور تعرض شاب أمريكى فى استانبول الى سبّ وشتم فقامت فى أمريكا الدنيا ولم تقعد لأن مواطنا أمريكيا فى الخارج قد تعرض لاعتداء لفظى . حماية المواطن الأمريكى مسئولية مقدسة يتحملها الرئيس الأمريكى و أجهزة الدولة الأمريكية . نفس الحال فى الغرب الأوربى ، وحتى فى اسرائيل التى يبلغ حرصها على المواطن الاسرائيلى اليهودى أنها تنقل رفاته بعد موته ، ليدفن فى وطنه . لذا يفخر المواطن فى هذه الأوطان بالإنتماء الى وطنه .

2 ــ يختلف الحال فى مصر ، حين تكون مواطنا صالحا ، بل أن تكون مفكرا إسلاميا ــ إستثنائيا ــ تكتب مئات المقالات والكتب تدعو لاصلاح سلمى ، وتؤكد أنك لا تفرض نفسك على أحد ولا تفرض رأيك على أحد ولا تطلب أجرا من أحد ، وأنك تتحمل الأذى بقدر المستطاع ، وأنك لا تسعى الى سُلطة و لا جاه ، ولا تنازع أحدا فى حُطام دنيوى . ثم تكون النتيجة أن تأتى أوامر من دولة أخرى لرئيس دولتك ( المصرية ) بإضطهادك ، فيطيع هذا الرئيس أوامر تلك الدولة الأجنبية ويضطهدك أنت وعائلتك ومن يؤيدك . عندها يجب أن تشعر بالعار طالما أنت مواطن حُرُّ كريم عزيز النفس يبيعك رئيس دولتك لدولة أجنبية. هذا ما حدث لى ، والذى لا أستطيع نسيانه . ولهذا أسمح لنفسى بإستخدام ما أراه مناسبا من التوصيف ، ليس سبّا ولا شتما بل هو توصيف عادل لمرتكبى الجريمة ، وهم الرئيس المصرى الواطى الحرامى حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر ( العاريّة ) ( نسبة الى العار ) والمملكة السدومية العمورية ( نسبة الى قريتى سدوم وعمورة : قوم لوط ) أى المملكة العربية السعودية . 

ثانيا :

1 ـ عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى : لأن الرئيس الواطى الحرامى الذى نهب البلايين حاربنى فى رزقى ، وجعلنى اعيش أوقاتا من الضنك كنت أتمنى أن أعود فيها الى السجن خجلا من الشعور بالعوز والحاجة والعجز عن الانفاق على أسرتى وأولادى . لازلت أتذكر : حين حضر الى بيتى ضيوف ولم تكن فى ثلاجة البيت طعام ، حين كنا فى مناسبة العيد ولم يكن لدى ما أشترى به ملابس وأحذية لأولادى ، حين نشف حبر القلم الجاف الوحيد الذى لا أملك غيره فلم يكن معى ما أشترى به قلما آخر. وكنت أكتب بحثا  وعدنى صديقى الراحل فرج فودة أن يعطية الى شركة نشر فى تونس ، وبعد أن اكملت هذا البحث كانت النقود إما أن تغطى أجرة المواصلات من المطرية الى مدينة نصر حيث مكتب د فرج فودة ،أو أن أقوم بنسخ نسخة من مخطوطة الكتاب . كان ممكنا أن أطلب من د فرج فودة أن يأمر الساعى فى مكتبه بنسخ نسخة من الأصل ولكن خجلت . ذهبت الى مكتبه وأعطيته أصل الكتاب، وسافر به وضاع الكتاب فى تونس ولم يتم نشره . الفقر الشديد منعنى من تصوير مؤلفاتى المخطوطة ، ومنها بحث عكفت عليه شهورا متفرغا له بعنوان ( شريعة الله وشريعة البشر ) وقبيل الانتهاء منه جاءوا للقبض علىّ تنفيذا لآوامر المملكة السدومية العمورية ، وصودر البحث ضمن مؤلفات أخرى تعبت فى كتابتها ولم يكن لدى جنيهات قليلة تفيض عن الحاجة لتصوير أصولها . هذا التجويع سبّبه لى هذا الرئيس الحرامى الواطى تنفيذا لأوامر المملكة السدومية العمورية . لهذا عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .!

2 ــ لأنه تنفيذا لأوامر المملكة السدومية العمورية تمت إحالتى الى المحاكمة داخل جامعة الأزهر فى 5/ 5 / 1985 بسبب خمسة كتب ألفتها ، ومن قرارات مصادرة حقوقى المالية ومنعى من السفر والترقية حتى ( أتوب ) ، وبعد أن تركت الجامعة أقفلوا فى وجهى سبُل الرزق الى درجة أن رضيت بأن أشارك فى ( مطعم فول ) فى منطقة شعبية ( أرض اللواء ) بعيدة جدا عن مكان سكنى فى المطرية . رضيت بهذا ، ولكنهم لم يتركونى فى حالى فقبضوا علىّ فى أول موجة إعتقال لأهل القرآن جاءت تنفيذا من الرئيس الواطى الحرامى لآوامر من المملكة السدوية العمورية . لهذا عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .

3 ـ لأنه تنفيذا لأوامر المملكة السدومية العمورية أمر الرئيس الحرامى الواطى بالموجة الثانية لاعتقال أهل القرآن ، قبلها تم غلق مركز ابن خلدون الذى كنت أعمل به فاضطررت الى فتح مكتبة قريبة من مسكنى باسم ( مكتبة سامح ) ورضيت بالارتزاق منها ، ولكنهم لم يتركونى فى حالى ، وجاءنى النبأ بموعد القبض على فسافرت قبله بيومين فقط هربا بحياتى وكرامتى ولأضع حدا لسنوات طوال عشت فيها أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .

ثالثا :

1 ــ فى أمريكا لا زلت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى مع أننى شرفت بالحصول على الجنسية الأمريكية. فى أمريكا عرفت معنى أن تكون حرا عزيزا ، حتى لو لم تكن تحمل الجنسية الأمريكية ، وحتى لو هاجمت السياسة الأمريكية داخل مؤسسات أمريكية وأنت مجرد لاجىء سياسى . عرفت فى أمريكا القدر الهائل من حقوقى المُهدرة حين كنت فى مصر ، والقدر الهائل من الذُّل الذى أعاشنى فيه الرئيس الواطى الحرامى تنفيذا لأوامر المملكة السمودية العمورية .

2 ـ لا زلت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى وأنا أرى النظام المصرى الحالى يتسول المعونات من المملكة السمودية العمورية ومشيخات الخليج ، وهذه تتمنع وتلك تتشرّط .

3 ـ لا زلت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى والرئيس السيسى وهو الذى يدير مصر منفردا ، قد قام خلال الأسابيع الماضية بتغليظ الحكم بسجن وعقوبة زعماء الثورة وبالافراج عن الرئيس الواطى الحرامى وولديه ، وترك الشرطة مطلقة العنان لتقتل المناضلة شيماء الصبّاغ حاملة الزهور ، ويفشل فى المراهنة على الملك عبد الله ( والتويجرى ومتعب ) ضد الجناح السديرى الذى كان واضحا أنه القادم فى حكم المملكة السمودية العمورية ، ويضاف لهذا الفشل فشل أفظع ، وهو العجز عن السيطرة على سيناء عسكريا ، يعنى ينجح فى السيطرة عسكريا على المصريين وينهزم أمام الارهابيين فى سيناء ، ثم يطلب من المصريين المقهورين مساعدته .. وفى ظل الارتفاع المذهل للأسعار و لسعر الدولار وإضطراب الأحوال ليس لديه إلا السفر والترحال فى قارات العالم ، هربا من فشل يلاحقه فى الداخل ، ولا يواجهه إلا بالكلمات المعسولة والحماسية .

أخيرا :

1 ـ الزعيم المصرى الشاب مصطفى كامل ت  1908  ، كان يقول : ( لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ) . وقتها كان عنده حقّ فى ذلك . صحيح أن مصر وقتها كانت مستعمرة بريطانية ، ولكن : كان المستعمر وقتها متحضرا ( قارن ما سمى بمذبحة دنشواى أو محاكمة دنشواى بالمذابح التى قام بها العسكر المصريون ضد المصريين بعد ثورة يناير 2011 ) ، وكانت مصر وقتها دولة ليبرالية ، لم تكن قد ظهرت بعد المملكة السدومية العمورية . وقتها كان ثمن 20 بيضة مليما واحدا ، وكان الكيلو الذهب يساوى 98 قرشا ، وكان الدولار الأمريكى يعادل عشرة قروش. وكان فى مصر مجلس نيابى وأحزاب منها الحزب الوطنى الذى أسسه مصطفى كامل . وقبلها كانت فى مصر ثانى خط سكة حديدية بعد انجلترة ، وثانى صناعة للسينما فى العالم ، وكانت القاهرة أروع من معظم عواصم الغرب . بعد أن وصل العسكر لحكم مصر عام 1952 كانت إنجلترة مدينة لمصر ب 55 مليون جنيها . بعد 63 عاما من حكم العسكر وصل الدولار اليوم ( الاربعاء 4 فبراير 2015 ) الى نحو 8 جنيهات ، ووصل سعر البيضة الى حوالى جنيه ، وأصبحت مصر مدينة بالبلايين للخارج وأضعافها فى الداخل ، وأصبحت عاجزة عن سداد فوائد البنوك ، باع الرئيس الواطى الحرامى غاز مصر الى إسرائيل ، ، وأصبحوا يشترون الغاز المصرى من إسرائيل ، وتنازل العسكر الآن عن حقوق مصر فى بترول البحر المتوسط لاسرائيل ، وأصبحوا عاجزين عن السيطرة عسكريا على سيناء . نجحوا فقط فى قهر المصريين وتجويعهم ، وفى التسول من (الشقيقة الكبرى) المملكة السدومية العمورية ، جعلوا ( أعرق دولة فى العالم : مصر أم الدنيا ) عالة على دولة من مواليد 1932 .

2 ــ لو عاش الزعيم المصرى مصطفى كامل فى عصرنا لأصبح رهين زنزانة فى سجون السيسى يتعرض للتعذيب والاغتصاب ، وعندها كان سيقول : (عشت أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .!! ). 

اجمالي القراءات 9128