( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٣ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ جاءنى هذا السؤال من الاستاذ مراد الخولى الباحث فى الاعجاز الرقمى فى القرآن الكريم : ( بخصوص أسماء الله الحسنى : هل (الأعلى) من أسمائه سبحانه وتعالى فى سورة  87 ءاية 1 ، الله هو الحق (المبين) سورة 24 ءاية 25 ، ( القادر) على أن يبعث سورة 6 ءاية 65 ، (القاهر) فوق عباده سورة 6 ءاية 18 ). الكلمات التى  بين قوسين هل هم من  أسماء الله الحسنى ؟ . ) .
2 ـ وبإيجاز اقول : إن كل وصف أطلقه رب العزة على ذاته هو من أسمائه الحسنى ، فهو جل وعلا وحده صاحب الحق فى أن يُسمّى ذاته ، وهو وحده جل وعلا الأعلم بجلال ذاته وما يليق بذاته من أسماء وصفات .

3 ــ يرتبط بهذا ثلاث قضايا :

أولا : أسماء الله الحسنى  بين الايمان بلا إله إلا الله وعبادة الله وحده :

1 ـ تعبير ( الأسماء الحُسنى ) يعنى أفضل الأسماء ، والتى لا يستحقها إلا الذى لا إله إلا هو . وهذا معنى قوله جل وعلا : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) طه ).

2 ـ ومناداته جل وعلا بأسمائه الحسنى عبادة ينبغى أن تكون موجهة لرب العزة وحده جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف ). هذا يعنى أن أسماء الله الحسنى خاصة به وحده ، لا يتم إطلاقها على مخلوق على سبيل التعظيم ، ومن يفعل ذلك فقد ألحد فى أسماء الله الحسنى .

3 ـ أسماء الله الحسنى تدخل فى عبادات التسبيح والصلاة والذكر ، ومنها قوله جل وعلا : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْبِ (24) الحشر )، وقوله جل وعلا : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة ).

4 ـ فى مجال العبادة والذكر فالدعاء بأسماء الله الحسنى سواء ، لك أنت تدعوه جل وعلا بأى إسم منها فى صلاتك وتسبيحك وذكرك له جل وعلا . يقول جل وعلا : ( قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ) (110) الاسراء )

ثانيا : الإلحاد فى أسمائه الحسنى جل وعلا :

 عودة الى قول رب العزة جل وعلا : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف )، لنتعرف على إلحاد المشركين فى أسمائه الحسنى ، ومن ملامح هذا الإلحاد :

  1 : أنهم يسمون آلهتهم بأسماء ( حسنى ) وتكتسب هذه الأسماء قدسية . قال جل وعلا لكل المشركين فى كل زمان ومكان : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ  ) (33) الرعد ) .

وقوم نوح سمُّوا آلهتهم بأسماء وقدسوا تلك الأسماء ، وتمسكوا بها ، وفى سبيلها رفضوا ( لا إله إلا الله ) التى دعاهم اليها نوح عليه السلام ، وقالوا لبعضهم : ( لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) نوح ).

نفس الحال مع قوم عاد الذين جاءوا بعد قرون من إغراق قوم نوح ، ومالبث أن عبدوا مخلوقات وسمُّوهم بأسماء وقدسوا هذه الأسماء ، وتمسكوا بتقديسها ، ومن أجلها جادلوا النبى هود عليه السلام ، فقال لهم : ( قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الاعراف ).

نفس الوضع مع المصرييين فى عهد يوسف عليه السلام ، وقد عبدوا آلهة مختلفة سمُّوها آمون (آمين ) و( رع ) وعزير وعزى ( أوزيريس ، أيزيس ) فقَالَ لهم يوسف عليه السلام : ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ).

وانتقلت عبادة ( عزى / ايزيس ) الى مكة باسم (العُزّى ) وانتقل عها عبادة الثالوث المصرى باسماء ( اللات والعزى ومناة الثالثة ). وقدسوا هذه الأسماء التى جعلوها ( حُسنى ) فقال لهم رب العزة جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)النجم ).

 2 : والمحمديون يسود بينهم تقديس أسماء البشر . لو وقفت فى الشارع ولعنت ( ابن برزدويه ) فلن يلتفت اليك أحد . ولكن لو لعنت ( البخارى ) لقتلوك ، مع أن البخارى إسمه الحقيقى ( ابن برزدويه ) . ولو أعلنت لعن ( على بن عبد الجبار ) ما إهتم بك أحد ، أما لو لعنت ( أبا الحسن الشاذلى ) وسط الصوفية الشاذلية فلن تنجو من الأذى ، ولو لعنت ( أحمد بن على بن ابراهيم ) بين أتباع ( السيد أحمد البدوى ) فلن يلتفت اليك أحد منهم ،أما لو إعترضت على ( السيد أحمد البدوى ) فربما تدخل المستشفى . السبب أن أسماء البخارى وأبى بكر وعمر وعثمان وأبى هريرة والحسين والبدوى والشاذلى والغزالى أصبحت مقدسة ذات رهبة ، ترتجف القلوب المشركة من سماع أى إنتقاد لها .

3 ـ تسمية رب العزة ما لا يليق به جل وعلا  مع رفع آلهتهم المقدسة الى مرتبة التقديس وأن يكونا عبيدا لها مثل عبوديتهم لرب العزة جل وعلا .

ينعكس هذا على تسمية البشر فى مجتمعات الشرك والكفر . قريش كانت تسمى عبد الله وعبد مناف و عبد العزى و عبد المطلب . والآن تنتشر فى مجتمعات المحمديين تعبيرا عن التصوف أسماء ( عبد الصالحين / عبد المقصود  / عبد الموجود ..) و ( عبد الستار / عبد العال / عبد المعبود ).

 ( المقصود ) ليس من اسماء الله الحسنى ، وهو رمز لأى وثن مقصود بالتقديس ، ( الموجود ) ليس من أسماء الله الحسنى ، بل هو كفر برب العزة جل وعلا ، فالموجود يعنى ان هناك من أوجده . ( الستار ) ليس من أسماء رب العزة جل وعلا ، لأنه من الستر والستارة بمعنى الحجاب . ( العال ) ليس من أسمائه الحسنى جل وعلا لأن البديل له من أسمائه الحسنى جل وعلا : ( المتعال ) و ( العلىّ ) . ( المعبود ) تعبير عن العبادة لمعبود . وليس هذا من أسمائه جل وعلا ، بل إنه يتكرر فى القرآن الكريم وصف المشركين بعبادة آلهة شتى ومسميات شتى ، كلها عندهم تدخل فى إطار ( المعبود ). هذا بالاضافة الى تسميات : و ( عبد النبى / عبد الرسول : تشبها بالمسيحيين فى التسمية بعبد المسيح ) و عند الشيعة تنتشر اتسمية ب : ( عبد على / عبد الحسين / عبد الزهراء )

ثالثا : أسماء الله الحسنى وإدراك البشر

لا يمكن لإدراكات البشر أن تتصور ذات الله جل وعلا ، ولا يمكن لألسنة البشر أن تعبر عما يليق بجلال الله جل وعلا . ورب العزة تكلم مع البشر بما يفهمه البشر فيما يخص الغيبيات التى لا تصل اليها مداركهم ، ومنها ذات الله جل وعلا وملائكته وعوالم البرزخ واليوم الآخر وما فيه من بعث ونشور وحشر وحساب وجنة ونار . ورب العزة تكلم مع البشر فى القرآن الكريم عن ذاته واسمائه وصفاته بطريقة تقترب من أفهامهم . ونعطى أمثلة من أسمائه وصفاته :

الحى :

 صفة للمخلوقات ، وأيضا صفة لرب العزة ومن أسمائه الحسنى ، والتعبير يأتى فى سياق يوضح الفارق بين المخلوق الحى الذى يموت والخالق جل وعلا الذى لا يموت .

1 ـ وصف ( الحىّ ) للمخلوقات تكرر فى نحو قوله جل وعلا : ( وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ  ) (31) يونس ).

2 ـ أما إسم (الحى ) للخالق جل وعلا فهو يأتى مرتبطا بالقيوم ، أى القائم على كل شىء من المخلوقات ، يقول جل وعلا : ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) طه )( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة )( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) آل عمران ).

3 ـ وبأنه الحى الذى لا يموت : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58) الفرقان

 الأعلى :

1 ـ يأتى وصفا لرب العزة ، مثل قوله جل وعلا : ( سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) الاعلى )  ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) الليل ).

2 ــ وتاتى صفة للمخلوقات ( فى المقارنة ) ؛ صفة للملائكة الكبار : ( الملأ الأعلى ) : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)  لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) الصافات )( مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) ص ). وموسى الذى كان (أعلى ) مكانة من فرعون :  ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) طه )،  والمؤمنون الذين هم (أعلى) مكانة من الكافرين ، حتى لو هزمهم الكافرون : ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) 139 ) آل عمران )ولأن الله جل وعلا معهم :( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) 35 محمد )، وهو وصف للمكان ( الأعلى ) : ( وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) النجم )

  المبين :

  1 : يأتى وصفا لرب العزة الحق المبين ، أى الحق المبين بذاته : ( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور )

  2 : ويأتى وصفا للرسالة السماوية المُبينة بذاتها : ( فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة ) ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف )( وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) الحجر ) ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) النمل )

 3 : وصفا للجنة برحمة الله جل وعلا : ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) الجاثية ) وهذا يعنى النجاة من عذاب النار ، وهو الفوز المبين : (مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)) الانعام )

  4 : وصفا للنار وخسران من يدخلها خسرانا مبينا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج )( فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر )

  5 : وصفا للأفق الاوضح المبين فى عالم البرزخ حين رأى النبى محمد عليه السلام بفؤاده جبريل فى الأفق المبين : (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (23) التكوير )

  6 : وصفا للفضل الذى أعطاه الله جل وعلا لسليمان وداود : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16 ) النمل )

  7 ـ وصفا لاختبار وإبتلاء ابراهيم عليه السلام :(  فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106)  ) الصافات )

القادر

1 ، يأتى وصفا وإسما لرب العزة جل وعلا : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الانعام ). ويتكرر وصف جل وعلا وإسمه بأنه (القدير ) وهى صيغة مبالغة من (قادر )، مثل : (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) البقرة )( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)(الانفال ).

2 ـ وبينما تقتصر صفة وإسم القدير على رب العزة فإن إسم القادر قد يشاركه فيه البشر كالمفهوم من قوله جل وعلا : (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) المرسلات ). ولكن يظل الفارق الهائل بين القدير على كل شىء ، والقادر من المخلوقات محدودة القدرة .

القاهر

1 ـ يأتى إسما ووصفا للرحمن القاهر فوق عباده  ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)(  الانعام ) (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) الانعام ).

2 ، وبالتالى فلا قاهر غيره . وحين زعم فرعون انه قاهر لبنى اسرائيل انتهى بالغرق : (وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الاعراف ). ومنشور لنا مقال هنا عن (الخليفة القاهر العباسى ) ومصيره ومصير من تلقب بالقاهر . و(القاهرة ) هى أكثر عاصمة تعرضت ـ ولا تزال ــ للقهر من محتل أجنبى أو محتل محلّى . هذا لأن صفة وإسم (القاهر ) لا يجوز إلا لرب العزة جل وعلا وحده لأنه وحده القاهر فوق عباده .

الخالق والفاطر :

1 ـ أى هناك أسماء حُسنى لرب العزة لا تُطلق على غيره ، مثل (القاهر ). ومنها أيضا ( الصمد ) الذى لا يحتاج الى غيره ويحتاج اليه غيره . ولنا مقال عن ( الصمد ) منشور هنا .

2 ـ وأبرز مثل فى هذا هو الفارق بين ( الفاطر ) و ( الخالق ). الفاطر هو الذى خلق من لاشىء . وبهذا فلا فاطر إلا الله جل وعلا . وبالتالى فبهذا المعنى لا خالق غير الله ، وهذا ما جاء فى بداية سورة (فاطر) : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)  فاطر )  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) فاطر ).

3 ــ ثم هناك من يخلق من البشر مثلا ، يقوم بالتصنيع من اشياء مخلوقة سلفا ، وبهذا يمتاز رب العزة بأنه أحسن الخالقين : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون ) ( أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) الصافات )

اجمالي القراءات 8511