أجمع المال هو الغرض؟
الذي جمع مالا وعدده

محمد خليفة في الأربعاء ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

لطائف الإحصاءات القرآنية  (16  / 1 )

نظرات متجددة حول تدبر الآية الثانية من سُورَةُ الهُمَزَةِ

 

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ  { وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ (١) ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ (٢) يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُۥٓ أَخۡلَدَهُۥ (٣) كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ (٤) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ (٥) نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ (٦) ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةِ (٧) إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ (٨) فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۢ(٩) } الهمزة

 

والآية المقصودة هي الآية التي تقول كلماتها   " ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ (٢) "

ويتصدر الآية " ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا ... "

وواضح من الإشارة التي وردت بالآية، أن الغرض هو جمع المال والشغف بهذا الجمع، فلم يقل الحق مثلا ( أنفق مالا ) أو ( إشترى وباع مالا ) أو ..أو

والمال لا يشترط أن يكون نقودا، بل هو يمكن أن يكون من الأنعام المتكاثرة، والتي توحي وتغري بالجمع والتجميع.

إذاً...الآية تشير إلى الرغبة العارمة في الجمع، فهو إذاً.. مجرد الجمع، وليس في مدى الإستفادة منه بعد الجمع، ولفظة المال تشير إلى الميل القلبي الشديد نحو هذا النوع من النعم.

بعدها سوف  نركز الضوء على آخر كلمات الآية "... وَعَدَّدَهُۥ "

فقد ذهبتفيهاالأقوال إلى ثلاثة أقوال

 

القول الأول :

"... وَعَدَّدَهُۥ " من العـَدْ وتكرار العـَدْ،

 فالمرء المصاب بهذه الرزيلة، يجد متعة كبيرة بل متعته القصوى في عـَدْ المال وتكرار هذا العـَدْ مرات ومرات.

 

القول الثاني  :

"... وَعَدَّدَهُۥ " من التعدد والتنوع،

والتعدد هنا قد يأخذ عدة أشكال، فلو كان المال من نوع النقود، فتعدد الأوراق النقدية والتي تنتمي إلى عدة دول فالدولار الأميركي ، والجنيه الإسترليني ، واليورو الأوربي... وهكذا

أما لو كان المال من الأنعام المتكاثرة، فيكون التعدد هنا هو مزارع للبقر وأخرى للأغنام وثالثة للخيل، ورابعة للدواجن...وهكذا

ويشتمل هذا القول القائل بالتعدد، على القول الأول القائل بالعـَدْ وتكرار العـَدْ ولا يعارضه، بل يعضده، فلا مانع من التعدد ثم في داخل كل فئة تكون متعة العـَدْ وتكرار العـَدْ.

 

القول الثالث  :

"... وَعَدَّدَهُۥ " من العـِدَدْ والخزائن،

وهذا المعنى يذهب إلى أن الشخص الذي أبتلي بهذا النوع من البلاء، يكون حريصا على تأمين أمواله النقدية بوضعها في عـِدَدٍ وخزائن مُؤمَنة، وأما الأموال الأخرى من الأنعام الحية، ففي حظائر محصنة، وأيضا يمكن لهذا المعنى أن يتضمن القولين السابقين فلا تعارض بينها.

 

م / محمد ع. ع. خليفة

الثلاثاء  29  نوفمبر  2016

           29  صفر    1438  هـ

اجمالي القراءات 14441