الجامعات الإسلامية تُخرجُ: إما دراويش، وإما غلاة وفتانين، وقليل منهم معتدل.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الإثنين ١٤ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الجامعات الإسلامية تُخرجُ: إما دراويش، وإما غلاة وفتانين، وقليل منهم معتدل.

 

عزمت بسم الله،

 

لماذا نجد كل الفتن في العالم تدعم نفسها بالدين؟

 

نحن نعلم أن دين الله واحد، من لدن نوح إلى محمد عليهم جميعا السلام، وآخر الأنبياء أنزل الله عليه كتابا جعله خاتم الرسائل، وجعله مهيمنا على ما سبقه من الكتب المنزلة وتولى الله حفظه بقدرته. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9).الحجر. لماذا تولى الله حفظه؟ الجواب حتى لا يضل عنه إلا من اختار لنفسه الضلال حبا في متاع الحياة الدنيا القليل. لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ(196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197).آل عمران.

فمن هم الذين كفروا؟ إنهم الذين يعلمون الحق فيكتمونه. ونجد هذا في غلاة الدين، فهم يدافعون عن ما رسخ في عقولهم وتحجر فيه، حتى لو كلفهم ذلك الاعتداء على من يخالفهم، والاعتداء يبدأ بالكلام إلى أن يصل إلى القتل المحرم على الناس إلا بالحق. قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33).الإسراء.

 

مع الأسف نجد المفسدين في الأرض يدعمون أنفسهم بالدين بمعناه الواسع، اليهود والنصارى يعتقدون أن دينهم هو الحق، وأنهم المفضلون على العالمين. وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18).المائدة.

والمسلمون يعتقدون أنهم خير أمة أخرجت للناس، ونسوا أو تناسوا أن خير أمة أخرجت للناس هي التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله وحده ولا تشرك به شيئا. قال رسول الله عن الروح عن ربه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ(110).آل عمران. 

 

أليس سبب الفتن بين المسلمين أنفسهم، وبين غيرهم هو الدين؟

أليست الجامعات الإسلامية هي الحاضنة والمغذية لهذه الفتن؟

ألا يُكَفر ( أهل السنة) بعضهم بعضا، ويكفرون الشيعة؟

ألا تكفر الشيعة مذاهب السنة؟

والفساد الأعظم في نظري هو من السلفية الوهابية السعودية، التي كانت ولا تزال تهدي بالمجان كتب عقيدة ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب التكفيرية، فزرعت الفتن في كل العالم، وفي عقيدتهم كل من يخالفهم حلال دمه وماله وعرضه.

 

بينما نجد أن الله تعالى يحذر رسوله وينزع عنه الوكالة، أو أن يكون فظا غليظ القلب أو مسيطرا عليهم، بل الله تعالى على كل شيء وكيل. يقول الله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62). الزمر. وقال سبحانه: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(102). الأنعام.

 

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا(54).الإسراء.

 

إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(41). الزمر.

 

وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(6). الشورى.

 

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(66). الأنعام.

 

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(12). هود.

 

فهل المتخرجون من الجامعات الإسلامية لهم الوكالة والوصاية على خلق الله فيحكموا على من يخالفهم بالكفر أو الردة؟؟؟

 

ختاما:

قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(13).سباء.

 

 

اجمالي القراءات 9450