قصة قصيرة
الشجرة

عامر سعد في الجمعة ٢٨ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تلك الشجرة العتيقة تنبت أوراقها من الأرض عريضة خضراء تحتضن أشعة الشمس ، تتدلى أغصانها الصغيرة لتلامس الأوراق ،

تتحد الأغصان الصغيرة فى أغصان أكبر،

تتحد الأغصان الصغيرة فى أغصان،

تتحد الأغصان الصغيرة،

تتحد الأغصان،

تتحد.

تتدلى الشجرة بجذعها الضخم القوى من السماء

 وعصفور يحمل جناحيه ويتوغل فى ظلمة البرارى الواسعة ، يروح ويغدو ، يجىء ويذهب ، صاعدا وهابطا ويعود قبيل الفجر لا يحمل بعينيه إلا صورا مظلمة واهية المعالم

أين كنت يا فتى ؟! هم ؟ سبقوك ومروا من هنا ولم يتركوا لك شيئا سوى آثار أقدام جيادهم تلك .. فلا تتوانى

 بندى يغسل بتلات الزهور كل صباح بكيت ،بقطرات مطر تسقطها الغيوم كلما اسودت بكيت ، بكيت وسارت دموعى أنهارا عندما رأتها تقبل من بعيد عادت الزروع تشعر بالعطش. 

فى المرة السابقة كان الليل دامس السواد وانطلق العصفور ضاربا جناحيه بقوة ومارقا فى الهواء كالرمح وإذا بجزع الشجرةفيصطدم العصفور و يسقط فى الماء مغشيا عليه ، تتقاذفه الأمواج ثم تلقى به على الشاطئ

(( ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ))

شمس يوم جديد تشرق ، يربت ضوءها الحنون على الجناحين المبتلين فيجفا ويداعب العينين اللتين أعمتهما الظلمة فتولى عنهما الأشباح هاربة ، يرفع العصفور جفنيه .. يتملى الشمس الصبوحة .. ينفض جناحيه ويطير

·أشد اللجام بكل قوة ويمتلئ صدرى نشوة فقد لاحوا من بعيد ، جيادهم بيض وتظلهم غمامة بيضاء

اجمالي القراءات 7102