الهلال مع الصليب كما يجب أن يكون !!

تلقيت دعوة من السيدة Carrie Sent لحضور مؤتمر عن اللاجئين في مدينة ( Norwich) داخل الكنيسة (St John the Baptist Cathedral, Norwich) ، المؤتمر كان مساء يوم السبت الموافق 27/09/2016 . 

ذهبت مع مؤسسة ( New Routes integration) بعد أن حضرت أوراقي وكلمتي التي سألقيها علي المستمعين بالمؤتمر بالكنيسة .

استقبلنا العاملين بالكنيسة بحفاوة وترحيب كبير، وبعد أن انتهيت من كلمتي احتضني بعض القساوسة ورهبان الكنيسة ورحبوا بي ترحيبا كبيرا ،ودعاني احدهم لرحلة نهرية مع اللاجئين والعاملين بالكنيسة صباح يوم الاحد 28/09/2016 ، رحبت بالدعوة بكل سرور وفرح .

كانت فرحتي بالغة وكنت اريد أن اصيح بأعلي صوتي لاصحاب المذاهب الارضية لاقول لهم : اذهبوا ببضاعتكم وأديانكم المزيفة المغشوشة واتركونا نعيش بسلام وتعاون واخلاص وحب .

كانت كلمتي عبارة عن مقدمة عن نفسي وعن انتمائي للفكر القرآني :

My name: Salah Elnagar , I am Egyptian Writer , I have been here in The UK ten Months , and I went to many cities; London, Birmingham , Ipswich and finally Norwich . I have been in Norwich five Months.

I came here as Refugee, I have persecution in Egypt Because What I believe, a writer, political demonstrations against the government in addition to I am very Related to Dr.Ahmed Subhy Mansour is an Egyptian American activist, whose website describes him as an Islamic scholar with expertise in Islamic history, culture, theology, and politics. He founded the small Egyptian Quranists sect that is neither Sunni nor Shia, was exiled from Egypt .

accepts the Quran as revelation, but rejects the religious authority, and or authenticity of the Hadith collections. Quranists follow the Quran alone. They believe that its message is clear and complete, and that it can therefore be fully understood without referencing the Hadith. They claim that the Hadith literature was forged, as it had been written 250 years after the death of the Islamic prophet Muhammad.

we are all equal brothers and sisters, and the Lord has made us differ in colors and languages in order to learn about each other, not to fight and destroy each other. The interface of cultures is what drives us onwards, towards the horizons of the mind, and affirms our humility.

‘Some of us rank themselves above others,’ ‘based on colour, wealth, power and social class, but the true classification is one’s righteousness.’ The most honoured those who are most righteous. Righteousness is a consistency in doing good deeds that benefit society. True Rightness is meaning how to live with tolerance and love.

انهيت كلمتي وفوجئت بالترحاب الكبير ودعاني احد القساوسة للصلاة الخبر معهم يوم الأحد ، رحبت بالموضوع جدا وذهبت لمنزلي وأنا في غاية السرور وماعكر صفو فرحتي ما تذكرته من الفتن الطائفية بين المسلمين والاقباط بمصر. مشاهد دموية بينهم لاتنتهي وما تنتهي إلا لتبدأ ثانية . وما يثير انتباهي ويشرد ذهني الفقراء الذين يخرجون ومن كل فج عميق غير مبالين بطفح المجاري والامراض المزمنة المستعصية ولايجدون فتات لخبز لاطفالهم ولانفسهم ، يقومون بحرق الكنائس بحجة الغيرة علي دينهم الذي لايحث علي بناء كنائس علي ارض مسلمة !!

ظلمات من فوق ظلمات ان تخرج يدك لن تراها من شدة الظلام ، ومن يشغل هذه الفتن شيوخ الفتن وأعوان الشيطان الذين يسوقون للناس أحاديت الافك والكذب ، وصدق الله العظيم اذ يقول (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) .

احاديث ظالمة كاذبة لدين الله جلا وعلا القيم ( زخرف القول) ابتليت بها الامة الاسلامية حتي أصيبت بالكساح والرعاش الاخلاقي وصرنا سرطان وإيدز العالم الذي يجب القضاء عليه . اكثر من خمسة دول بالشرق الاوسط السعيد جدا سقطت في الحضيض حتي النخاع والباقي ينتظر ولم يلتفت أحد لهذا ولايبالي أحد بهذا ، وشيوخ الافك يزعجوننا ليلا ونهارا بفتاوي لحوم الشيطان واحاديث التبرك ببول النبي ورضاع الكبير في القرن الواحد والعشرين !!

ذهبت للنوم بعد تلك الخواطر المئلمة واستقظت مبكرا وتهيأت لرحلة البحرية مع القساوسة والعاملين بالكنيسة . امتطينا عدد من المراكب النهرية وغمرتنا السعادة والفرح وصارت بيننا احاديث جانبية للتعارف والترحاب .

لم اعرف يوما معني الانتماء للوطن لطالما سمعنا صراخ الاغاني تتغني بحب الوطن والانتماء واغاني عبدوو حريقة ( لو سألوك انت مصري )!!( عيني علي اهل كايروا )!! ( اصله ماعداش علي مصر )!! لرائعة شادية ، لكن بعد كل ذلك الكم الهائل من الاغاني التي سمعناها ليل نهار لو سألت كلاب وقطط وفئران مصر هل تريدون البقاء بمصر أو الهجرة ؟ لاجابوك جميعا طبعا نريد الهجرة !!

الانتماء، هو حالة شعور الإنسان والشخص إلى الانضمام إلى مجموعة، وهو عبارة عن علاقةٍ شخصيةٍ حسيةٍ ايجابية، يبنيها الفرد مع أشخاصٍ آخرين أو مجموعةٍ ما، أما مفهوم الانتماء إلى الوطن فيعني تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقةٍ ايجابيةٍ مع الوطن، وتكوين علاقةٍ قويةٍ تربطنا بالوطن، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص للوطن. لمعرفة مدى انتماء المرء لوطنه، عليه أولاً أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم أن يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، من خلال استعداده النفسي لأنْ يسلك كل السلوكيات الايجابية والتي من واجبها أن تخلق فيه شخصاً منتمياً، محباً، مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه من أي عدوٍّ أو ضرر.

هذا هو الانتماء الذي افهمه وهذا ما شعرته هنا بالمملكة المتحدة ، كنت اتحدث مع القساوسة ولبّي شارد متذكرا السنوات المريرة والمئلمة التي عشتها بمصر حتي اكرمني الله جلا وعلا بالهجرة عملا بقوله جلا وعلا 

(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) ، نعم رأيت الموت بأم عيني بحثاً عن الحرية وحقوق الإنسان والحمد لله جلا وعلا صبري لم يضيع سدي وصدق ربي جلا وعلا إذ يقول {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].

انتهينا من الرحلة البحرية واتجهنا للكنيسة القبطية الارزوكسية الكبيرة والعريقة بالمدينة ذات أحدي عشر قرناً من الزمان ، هناك قابلت عدد من الصحفيين وقابلني واحد منهم وعرفني بنفسه وطلب مني الحديث معه ، رحبت به جدا واعطيته مايريده ونٌشر هذا الحديث الذي دار بيني وبينه بعدد من الصحف الانجليزية .

بعدها ذهبت مع القساوسة لتأدية صلاة الخبز ; وهو عبارة عن كيفية عمل الخبز مع قراءة وآيات من الانجيل واقوال السيد المسيح ، تذكرت قول ربي جلا وعلا (۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) ، وقوله جلا وعلا ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ))[آل عمران:64] ، وقوله جلا وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) .

فسؤالي لاصحاب الدين السني السلفي هل لديكم قرآن غير الذي بين أيدينا ؟!!

دار بيني وبين أحد القساوسة حديث جانبي أثناء عمل الخبز عن الأديان حيث قال أنني أرفض بشدة وصف المسلمين والاسلام بالارهاب ، نعم هم فئة ضئيلة جدا من الارهابيين لديهم اجندة سياسية للفساد في الارض تعمل لصالح حكومات اخري لتستولي علي بترول وكنوز بلاد الشرق ، قلت له نعم سيدي هذه هي الحقيقة . سألني عن نفسي ، قلت له ، قلت له  أنا مسلم كفر بكل أديان المتأسلمين الأرضية وأعبد الله جلا وحده بما أمرني به القرآن ، محاولا فهمه من خلال آياته وحده ، مجتدها في فهم آياته من خلاله هو لاغيره . 

قلت له أيضا أنا مسلم قرآني اؤمن بالقرآن وحده ، وأنا انتمي للفكر القرآني الاصلاحي التنويري الذي يؤمن بأن كل إنسان مسالم لايعتدي علي أحد هو إنسان مسلم مسالم بغض النظر عن معتقده ودينه ، وأن الإسلام والاديان عموما هي علاقة بين الإنسان وربه ولا يحق ولا يجوز لأحد ان يتدخل في هذه العلاقة أو المعتقد .

اندهش مما سمع وطلب مني معلومات عن القرآنيين الذي لم يسمع عنهم من قبل ، قلت له هو فكر حرّ اتتشر في مصر منذ عصر النهضة علي يد الإمام محمد عبده المتوفي 1905م وتجدد علي يد خالي  د. احمد صبحي منصور منذ ثمانيات القرن الماضي ، وكل شئ موجود بالانترنت اذا اردتم الاستزادة والمعرفة ، شهادت علي وجه السرور والبهجة واعطيته ( Website) أهل القرأن .

ذهبنا لمكان آخر بالكنيسة لمناقشة آيات من كتاب الانجيل; وكانت الآيات تتحدث عن السيدة مريم عليها وعلي النبيين السلام والحديث الذي دار بينها وبين الرسول جبريل عليه السلام .

تناقشنا في الآيات مع الرسم الموضح بالصور ، وما أن انهينا النقاش حتي قلت للجميع أن هذه الآيات والحديث المفصل بين السيدة مريم وجبريل عليه السلام موجود بأكمله في آيات القرآن الكريم وبالتفصيل 

في اوائل سورة مريم ، حيث يوجد بالقرآن سورة اسمها سورة مريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21).

قرأت لهم الآيات باللغة العربية وترجمتها بالانجليزية وتحدثت معهم في جوانب أخري من شخصية السيدة مريم عليها السلام كما جاء بالقرآن الكريم ، أعجب الحاضرين بسماع آيات من القرآن الكريم تتلي عليهم ومسلم محبّ لدينه يتناقش معهم ويجالسهم ويصلي معهم ، وانتهي يومنا بسلام وبفضل من الله جلا وعلا ورحمته .

هذا هو الاسلام الذي افهمه يا أرباب الدين السنّي والشيعي والصوفي !!