أعياد أصلها وثني
أعياد أصلها وثني

ايمن حمزى في الثلاثاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

لا نجد في التوراة " العهد القديم" والأنجيل " العهد الجديد" والقُران الكريم  أي أساس للعديد الأعياد الدينية والدنيوية الشائعة في مناطق عديدة حول العالم اليوم, وللأسف الشديد نرى بعض الناس لا يقتنعون الا بالتُجار الذين يتاجرون بعواطفهم. فما هو اذاً أصل هذه الأعياد؟ 

عيد ميلاد المسيح: ما من سجل يُشير الى اقامة احتفال رسمي بميلاد المسيح عليه السلام في الخامس والعشرين من ديسمبر كانون الأول حتى القرن الرابع حين كانَ قسطنطين أمبراطوراً على روما, اذ لا تذكر الأناجيل السَنة التي ولد فيها المسيح عليه السلام وطبعاً لم تُحدد الشهر ولا اليوم, اذاً كيف جاء هذا العيد؟ ان هذا العيد وفقاً للرأي الشائع جاء نتيجة تحوير عمدي لعيد زحل والأعياد الوثنية الأخرى بغية أعطائها طابعاً مسيحياً, وكانَ هدفَ قادة الكنيسة أقامة أحتفال واسع النطاق بـ " مولد المُخلص " حين حددوا تاريخ الميلاد في اواخر ديسمبر كانون الأول في وقت أعتادَ فيه الناس على اقامة الأحتفالات وشراء وتقديم الهدايا, وحتى منتصف القرن التاسع عشر صارَ الأهتمام مُركزاً على الروح التجارية التي تعتمد على المظاهر البراقة للأحتفال في هذا العيد. 
  
عيد رأس السنة الميلادية: ان تاريخ عيد رأس السنة الميلادية والعادات المُرتبطة به تختلف بأختلاف البُلدان, وعن أصل هذا العيد تقول دائرة معارف الكتاب العالمي بالأنجليزية: " أسس الحاكم الروماني يوليوس قيصر, ألاول من يناير كانون الثاني كعيد لرأس السنة في 46 ق م. وكرسَ الرومان هذا العيد للاله يانوس, اله البوّابات والأبواب والبدايات. وشهر يناير كانون الثاني سمّي بأسم يانوس الذي كانَ له وجهان: " الواحد ينظر الى الأمام والاخر ينظر الى الوراء". لذلك فان اصل عيد رأس السنة الميلادية هو وثني.

عيد القيامة المسيحي وعيد الفصح اليهودي: في الكثير من " ترجمات لُغات المجتمعات المسيحية ", غير الأنجليزية والألمانية والسلافية, يشتق عيد القيامة من كلمة " فسح", وهو الأسم العبري لعيد الفصح اليهودي, أذ يعتمد عيد القيامة المسيحي على عيد الفصح اليهودي, ليس فقط في بعض من معانيه الرمزية ولكن أيضاً في موقعه في التقويم. تقول دائرة المعارف البريطانية بالانجليزية " ليس هنالك ما يدل على حفظ العيد الكبير- عيد الفصح- في العهد الجديد -الأنجيل-". وما هو اصله اذاً؟ ان اصل هذا العيد هو وثني, حيث كانَ التقليد اليهودي القديم يحتفل بـ " فصل الربيع" في ليلة أكتمال القمر بعد الأعتدال الربيعي في شمال فلسطين في الحادي والعشرين من مارس اذار. ومع ذلك ومنذُ القرن الرابع جرى تعديل تاريخه وأسمه ليكون بأسم " عيد الفصح " في منتصف شهر ابريل نيسان من السنة اليهودية, وأحياناً يكون هذا العيد في نهاية الشهر عند أكتمال القمر الثاني بعد الأعتدال الربيعي. صحيح ان غاية المسيحيين المُعلنة هي الأحتفال بِذكرى "قيامة يسوع المسيح", الا ان العادات المُرتبطة به لا تمتّ الى الديانة المسيحية بصلة. مثلاً, تُخبر دائرة المعارف الكاثوليكية بالانجليزية عن ارنب الفصح: " الارنب هو رمز وثني وكان دائماً شعاراً للخصب". 

عيد هالووين: تقول دائرة المعارف الأمريكية " يرجع أصل العادات المتعلقة بهالووين الى طقوس مارسها الدرويديون " الكهنة السلتيون القدماء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا" في ازمنة ما قبل المسيحية. فقد كانَ السلتيون يحتفلون بأعياد لالهين رئيسيين: اله الشمس واله الموت العظيم, الذي كانَ يُقام عيده في الأول من نوفمبر تشرين الثاني, رأس السنة السلتية. وقد أُدمجَ عيد الأموات تدريجياً في الشعائر المسيحية ليكون في ليلة الحادي والثلاثين من أكتوبر تشرين الأول من كُل عام بأسم عيد القدّيسين"

عيد الحُب:عيد يحتفل به الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير شباط من كل سنة, اما أصله فهو وثني. يذكر البرفسور جاك بي أوريوتش من جامعة كانساس في دراسة أجراها حول هذا الموضوع, انه قبل عصر تشوسر لم تكن هناك أية صلة بين القديسين الذين كانوا يحملون اسم فالنتينوس وبين الحب الرومانسي, وفي التقويم الأثيني القديم, كان يطلق على الفترة ما بين منتصف يناير كانون الثاني ومنتصف فبراير شباط اسم " شهر جامليون " نسبةً إلى الزواج المقدس الذي تم بين زوس وهيرا. وفي روما القديمة, كان لوبركايلي من الطقوس الدينية التي ترتبط بالخصوبة, وكان الاحتفال بمراسمه يبدأ في اليوم الثالث عشر من شهر فبراير شباط ويمتد حتى اليوم الخامس عشر من نفس الشهر. ويعتبر لوبركايلي أحد المهرجانات المحلية الخاصة التي كان يُحتفل بها في مدينة روما. أما الاحتفال الأكثر عمومية والذي كان يطلق عليه اسم " جونو فيبروا " والذي يعني " جونو المطهر " أو " جونو العفيف ", فقد كان يتم الاحتفال به يومي الثالث عشر والرابع عشر من شهر فبراير شباط. وقد قام البابا جيلاسيوس الأول " الذي تولى السلطة البابوية بين عامي 492 و496" بإلغاء احتفال لوبركايلي. ومن الآراء الشائعة أن قرار الكنيسة المسيحية بالاحتفال بالعيد الديني للقديس فالنتين في منتصف شهر فبراير شباط قد يعبر عن محاولتها تغطية احتفالات لوبركايلي الوثنية بطابع مسيحي. رُغم ذلك لم تستطع الكنيسة الكاثوليكية أن تمحو احتفال لوبركايلي الوثني. 
  
عيد الأم: عيد وثني كحال عيد الأب تحتفل فيه العديد من البُلدان في أيام مُختلفة من السنة. أبتدعَ العيد من خلال يوم كان مخصصا لعبادة الأم في اليونان القديمة, والتي حافظت على مهرجان سيبل, وهو مهرجان لتكريم أم كبير آلهة اليونان. وللأسف يحتفل الكثير من الناس في البُلدان العربية في هذا العيد الوثني في يوم الحادي والعشرين من مارس اذار مِن كل سنة على الرغم من ان الاسلام جعلَ الأهتمام بالأم على مدار أيام السنة, وليس مُرتبطاً بيوم مُحدد, ويكفي ان نقرأ قوله تعالى في القران الكريم سورة الأسراء أيات 23-24: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا, وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري, ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن وعطلة رسمية في ايران والهند وباكستان والعراق والبحرين ولبنان. يقول المُستشرق أي. جي . وينسينك أن كلمة " عاشوراء " مُشتقة من كِلمة " أسور " العبرية للنهاية الأرامية الحاسمة, ويُضيف بأن العُرف اليهودي واضح في هذا الطقس وقد وردَ في العهد القديم " التوراة " سفر لاويين أصحاح 16 أية 29: " وهذه تكون لكُم سُنةً دهرية: في الشهر السابع في العاشر من الشهر, تُذللون نُفُوسكم ولا تعملُون عَملاً". وجاءَ ذلك لوصف " اليوم العظيم ", " يوم الغُفران ", في اليوم العاشر من شهر تشريه, الشهر الأول في التقويم اليهودي, ويبدأ الاحتفال بهذا اليوم او العيد قبيل غروب شمس اليوم التاسع من تشري, ويستمر إلى ما بعد غروب اليوم التالي, أي نحو خمس وعشرين ساعة, يصوم اليهود خلالها ليلاً ونهاراً. ولوحظَ في صيام هذا اليوم أي "يوم عاشوراء" بأنه يبدأ من غروب الشمس الى غروبها, وليس كما هو حال المسلمين بالصوم في النهار فقط. 

اجمالي القراءات 15746