التاريخ الدموي للإسلام : شمال أفريقيا والأندلس نموذجا
التاريخ الدموي للصحابة : شمال أفريقيا والأندلس نموذجا

ايمن حمزى في الثلاثاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بدأ الفتح العربي لإفريقية مع عبد الله بن أبي السرح

طلب الخليفة (عثمان) من عبد الله بن سعد بن أبي السرح أن يغزو بلاد إفريقية فإذا إفتتحها الله عليه فله الخمس من الغنيمة نفلا . ابن الأثير الكامل 3/46
أرسل عبد الله بن سعد بن أبي السرح ان يغزو بلاد إفريقية فسار إليها في عشرة ألاف فافتتح سهلها وجبلها وقتل خلقا كثيرا من أهلها. ابن الأثير الكامل 3/46 ابن كثير البداية والنهاية 7/166 النويري نهاية الأرب 19/413
فلما رأى ذلك البربر فرقوا و فروا كفرار القطا وأتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالا كثيرة وسبيا عظيما وذلك ببلد يقال له سبيطلة وكان ذلك سنة 27ه . ابن الكثير البداية و النهاية 7/166 , 167 
وبعدها خفتت موجة الغزو تلك وقد انشغل المسلمون بالفتنة الكبرى وقد خير عبد الله بن أبي السرح اعتزالها ... أتى بعد ذلك عقبة بن نافع اللذي ولاه معاوية على إفريقية ليمعن في سفك الدماء بعد ان خلعت تلك الشعوب يد الطاعة عن الحكم الاسلامي ولم يكن الاسلام حينها قد جاء ليقاتل احد الطغاة الجاثمين على صدور تلك الشعوب ولا لقتال جيوش من المرتزقة تعمل لصالح احد الطغاة ... بل جاء المسلمون ليقاتلوا اهل البلاد وشعبها 

يروي لنا المؤرخون ان عقبة لما دخل قد وضع السيف في أهل البلد .. وكان كلما غادر قادة جيوش المسلمين احدى القبائل الا وارتدت عن الاسلام بعد زوال خطر السيف فيعود بعدها هؤلاء القادة للاشراف على تنفيذ حد الردة .. الطبري ج3 صفحة 324 الكامل لإبن أثير ج3 صفحة 110البداية والنهاية ج7 صفحة 154
يروي ابن عذاري المراكشي في كتابه :البيان المغرب عن عقبة بن نافع :"... فقاتلهم قتلا ذريعا ,فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء"؛... "فوصل عقبة إلى إفريقيا فافتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل ويأسر أُمّة بعد أُمّة وطائفة بعد طائفة" ويضيف إبن عذاري في ص27 " وغزوته للسوس الأقصى... فقتلهم قتالا ما سَمِعَ اهل المغرب بمثله حتى هزمهم وقتل منهم خلقا عظيما". 
عزل معاوية بعدها عقبة و ولى "أبو المهاجر دينار" على افريقية .. ورغم مواصلة هذا الاخير سياسة الابادة والتوسع والاحتلال الا انه قد استطاع تقريب الصلة بين العرب والمسلمين وانتصر في معركته ضد كسيلة ثم عفى عنه واتخذ منه صديقا بعد اسلامه ... ثم توفي معاوية وولي ابنه يزيد الذي يتفوق دموية على والده خليفة على المسلمين .. فعزل ابو المهاجر دينار وولى عقبة من جديد الذي ما ان وصل افريقية حتى قام بتصفيد "ابو المهاجر دينار" بالحديد فاعادها شعواء مرة اخرى بين العرب المسلمين وشعوب شمال افريقيا ...

سنة 64 هجري دارت معركة بين عقبة و كسيلة إنتهت بإنتصار كسيلة و مقتل عقبة وكانت تلك المعركة نهاية لمرحلة من الفتوحات الإسلامية بالمغرب باستيلاء كسيلة على القيروان ومكث في القيروان حاكماً لمدة خمس سنوات... وهكذا انتهى امر عقبة بمقتله ضد كسيلة وبذلك يكون قد دفع ثمن جرائمه وساديته وغطرسته ... بعدها عاد زهير بن قيس البلوي لينتقم و يخوض حربا جديدة إنتهت بمقتل كسيلة ...

وأتى بعد ذلك حسان بن النعمان ليواصل حملة الغزو والاحتلال تلك فسار إلى إفريقية وكان اول امير شامي يدخلها أيام الأمويين على رأس جيش قوامه 40 ألف رجلا حاصر الروم بقرطاجنة "وخرب المدينة حتى صارت كأمس الغابر" ابن عذار المراكشي البيان ، ج1، ص35. ثم سأل عن مكان تواجد معظم الأمازيغ بإفريقية فدلوه على مكانهم وكانت زعيمتهم "الكاهنة" سار إليها حسان معلنا الحرب والتقى الفريقان ودارت بينهما معركة هزم فيها حسان بن النعمان ثم لاحق الأمازيغ العرب حتى أخرجوهم من إفريقية ... ثم عاد حسان لإفريقية مرة اخرى ليشن حربا جديدة إنتهت بمقتل الكاهنة و إنتصار العرب وإختفاء كل أشكال المقاومة ...
تى موسى بن النصير ليتجنب أخطاء عقبة ومن خلفه في افراطهم في سفك الدماء فعمل على نشر الإسلام بين السكان الأصليين وضم الالاف منهم الى جيوش المسلمين للقضاء على احتمالية قيام ثورات اخرى مستقبلا إلا أنه قد واصل سياسات الاستعباد فغنم من غزواته في ثلاثمائة ألف أسير بعث خمس هؤلاء الأسرى إلى الخليفة بالشام ... و سار بعدها ليفتح الأندلس :"وسار موسى إلى مدينة سرقسطة ومدائنها فافتتحها وأوغل في بلاد الفرنج يقتل و يسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس..." جرجي زيدان ج5 ص23 إبن الأثير الكامل ج3 ص272 

ليجعل بعدها المسيحيون أفعال موسى بن النصير و أتباعه ذريعة للإنتقام من المسلمين و إنشاء محاكم التفتيش باسبانيا ... ولك ان تتخيل ماذا دون المؤرخون المسيحيون وماذا دونت الكنيسة وماذا روت الشعوب المعتنقة للمسيحية عن الغزو العربي للاندلس من جرائم ومذابح وهدم للكنائس وخطف وسبي للنساء بشكل مبالغ بلا شك اذا كان المؤرخون المسلمون قد دونوا هذا منحازين الى صف الغزاة بلا شك !!

هذه قطرة من فيض لجرائم الفتوحات الاسلامية .. فلا تعجب حين يطلق مجموعة من المتطرفين الاسلاميين اسم عقبة بن نافع على كتيبتهم التي تشن حربا على الجيش التونسي .. والعجيب ان هؤلاء المتطرفون ومسانديهم في مقالاتهم وكتب مراجعهم ورموزهم يلعنون كسيلة لغدره بعقبة ... وكأن العمليات الارهابية التي تقودها الحركات الاسلامية اليوم مسبوقة باعلان عن الحرب !!
اجمالي القراءات 10738