مباراة حربية بين إيران والسعودية

سامح عسكر في السبت ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تصاعد التوتر بين الجارين في الخليج على إثر اتهامات بالكفر واللعن بين البلدين، واتهامات السعوديين لإيران بالتدخل في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والبحرين، قرر عن إثرها الملك سلمان سحب السفير السعودي وطرد القائم بالأعمال الإيراني، وردت إيران بخطوة مماثلة وهي طرد القائم بالأعمال السعودي وسحب البعثة الدبلوماسية الإيرانية من جدة والرياض..

في المقابل اتهمت إيران السعودية برعاية الإرهاب في إقليم بلوشستان الإيراني، ودعم مجاميع إرهابية متطرفة تعمل على قتل الإيرانيين على حد وصفهم..

تدخلت بعض دول الجوار كالكويت وعُمان وقطر لنزع فتيل الأزمة، وتهدئة الأوضاع، لكن الأمور صعبت بعد مزاعم (أمريكية) بتزويد إيران لليمن بصواريخ بالستية متوسطة المدى من طراز (بركان واحد) كان على إثرها أن هدد الحوثيون مدن الطائف وجدة والرياض، وكذلك مراكز تحلية مياة البحر والبترول والموانئ الهامة في المملكة.

بالتوازي تصاعدت الأزمة بين العراق والسعودية، وقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي طرد السفير السعودي لتدخله (السافر) في الشأن العراقي، وعبر عن دعم بلاده لإيران حكومةً وشعبا، وكذلك لها بالامتنان عن مساعدتهم إياه في القضاء على داعش، بينما اجتمع مجلس التعاون الخليجي وفشل في إصدار بيان دعم مطلق للسعودية ضد إيران بعد تحفظ قطر وعُمان على البيان الختامي القائل بضرورة مشاركة دول المجلس في تحالف عسكري ضد طهران، في حين عبرت القاهرة عن دعمها للرياض حكومةً وشعبا، وهدد السيسي بالتدخل العسكري إذا لزم الأمر..

أنباء عن توغل كبير للحوثيين جنوب اليمن وأصبحوا على مشارف نجران وجيزان وأبها، ومعلومات أن سقوط هذه المدن أصبح مسألة وقت، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجتمع بوزير الدفاع السعودي ووزير خارجيته في محاولة لدراسة واحتواء الأمر، وإصدار بيان أمريكي أن واشنطن لن تتخلى عن حلفائها، وأوباما في المقابل يطالب بضبط النفس بفتح صفحة جديدة بين البلدين ، في إشارة أن أمريكا ستبقى على الحياد، وأن تدخلها سيكون محدود

نصائح من روسيا لإيران والسعودية بتجنب الحرب..وجهود دبلوماسية لنزع فتيل الأزمة، الصين دخلت على الخط وباكستان كوسطاء لتقريب وجهات النظر، وأنباء عن فشل الوساطات بعد مناوشات بحرية بين البلدين في الخليج العربي، فقد تواترت أنباء عن هجوم صاروخي إيراني أخطأ مدمرة سعودية في الخليج، وإيران تحذر قطع البحرية السعودية بالاقتراب من المياة الإقليمية لإيران، والأمير تميم بن حمد أمير قطر يبذل جهود غير عادية في هذه الأثناء لتهدئة التوتر..

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن هجوم صاروخي سعودي على إحدى قطع البحرية الإيرانية، ردت إيران بهجوم مماثل استهدف ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، مما أدى لتوقف حركة التجارة والشحن، ردت السعودية بهجوم مماثل بصواريخ .."دونج فينج".. الصينية بعيدة المدى على ميناء بندر عباس المطل على الخليج، ردت إيران بهجوم أكبر على موانئ الدمام ورأس الخير والجبيل المطلين على الخليج أيضا..

أنباء عالمية عن فشل منظومات باتريوت الأمريكية وإس 300 الروسية في التصدي للصواريخ البالستية لكلا البلدين..وهذا يعني أن المنظومة الصاروخية في الحرب تعمل بكفاءة، وتقارير عسكرية أن إيران لديها قوة صاروخية أكبر من المملكة، وأن حرب الصواريخ ستربحها إيران بعد معلومات عن امتلاك إيران آلاف الصواريخ من طراز .."عماد وفجر وشهاب وسجيل"..وهي صواريخ متوسطة المدة قادرة على ضرب أي مكان في السعودية، في المقابل تمتلك السعودية بضع مئات من صواريخ .."دونج فينج ورياح الشرق"..الصينية وهي أيضا قادرة على ضرب أي مكان في إيران..

خبر عاجل في وكالات الأنباء عن تصدي السعودية لصاروخ باليستي إيراني كان يستهدف الرياض، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع الإيراني عن إطلاق أول صاروخ باتجاه العمق السعودي من طراز سجيل 2 وأنه أصاب هدفه بدقة، ردت السعودية بإطلاق صاروخ رياح الشرق والإعلان أنه أصاب هدفه بدقة أيضا..

حتى الآن لا توجد معلومات عن نتائج الضربة الصاروخية ، ولا يستبعد أن هذه الإعلانات المتبادلة تدخل في سياق الحرب النفسية..

الحوثيون يكثفون هجومهم في الجنوب السعودي، وأنباء عن اقترابهم حسم المعركة باحتلال كافة مدن الجنوب، والرياض تشكل خلية أزمة باستدعاء وزير الدفاع المصري والسوداني بعد رفض باكستان الحضور بحجة أنها دولة محايدة.

الآن يتواتر الحديث في مصر عن رفض الدولة إرسال جيشها للمملكة بحجة أن الحرب الآن صاروخية ولا يوجد اجتياح بري، وأن وجود مصر كقوة عسكرية في هذه المعركة سيكون خارج كل الاعتبارات، بينما وافق وزير الدفاع السوداني على إرسال أول دفعة جنود تشمل 10 آلاف جندي يتم توطينهم في منطقتي الظهران وحفر الباطن بالمنطقة الشرقية والشمالية، في المقابل أنباء عن 3 مليار دولار منحة سعودية تسلمها البنك المركزي السوداني..

جدل في مصر والسعودية عن صدق نوايا السيسي، واتهامات للحكومة المصرية أنها تدخل حربا عبثية ليست في صالح المصريين، وأن على مصر التوسط وعدم الانحياز بدلا من إهلاك الجيش المصري في حرب مذهبية لا تخصه، والصحافة السعودية لأول مرة تتهم السيسي بالتقاعس عن دعم المملكة، ومطالب بوقف الدعم المالي السعودي للقاهرة، في المقابل نشاط من الصحافة المصرية بين موقفين، الأول يطالب بإرسال الجيش المصري كجزء من رد الجميل السعودي، والثاني يرفض كجزء من حماية الأمن القومي المصري وعدم الزج بجيش الدولة في حرب عبثية..

في هذه الأثناء ضربة صاروخية سعودية تصيب طهران وتقتل 100 إيراني، ردت إيران بضربة أخرى استهدفت مراكز المؤسسات السيادية والتعليمية في الرياض وجدة، فقد تم استهداف وزارة الدفاع السعودية في الرياض، وكليتي الملك خالد والملك عبدالعزيز في الرياض أيضا، وعدد الضحايا يتجاوز ال 80 قتيل من بينهم كبار الضباط في الجيش السعودي، ردت السعودية بضربات صاروخية على مدن .."طهران وأصفهان ومشهد".. ولا أنباء عن ضحايا، بينما نقلت قناة العربية أن الصواريخ قتلت 1200 إيراني، ردت إيران بضربات صاروخية متزامنة ومتتالية على مدن .."جدة والرياض وحائل وتبوك والخبر"..والإعلام السعودي ينقل كارثة بشرية حيث قتل ما لا يقل عن 4000 آلاف ما بين سعودي ومقيم في أكبر ضربة صاروخية منذ بدء الحرب..

تصريح من وزارة الدفاع الإيرانية بأن الضربة الصاروخية الأخيرة شملت أكثر من 20 صاروخ باليستي من طراز عماد وسجيل، وأن إيران تحذر الرياض من مغبة الرد بضربة أوسع، ردت الرياض بضربات صاروخية على مدن .."أصفهان وقم وتبريز"..في حين نقل الإعلام السعودي عن 2000 قتيل نفت وزارة الدفاع الإيرانية ذلك وأن الدفاع الجوي الإيراني أسقطت معظم الصواريخ بنظام إس 300 الروسي وباور 373 الإيراني، وأن الضحايا بلغوا 80 قتيل..

في هذه الأثناء هجوم بري واسع للحوثيين على مدن الجنوب السعودي، ووزارة الدفاع في المملكة تنقل آلاف الجنود الإضافيين لمواقع الاشتباك، ومفاوضات مع عمر البشير بإرسال جنود سودانيين لحماية جنوب المملكة..

اجتماع لمجلس الجامعة العربية وخلافات بين الدول الأعضاء وتحفظ على البيان الختامي الذي دعى لإرسال قوة عربية مشتركة لجنوب السعودية، وقادت دول العراق ولبنان والجزائر وعُمان وتونس محاولات رفض إرسال هذه القوة، بينما القاهرة تشترط إرسال كل دول الأعضاء لقواتهم كي ترسل الجيش المصري، وبعد موقف السيسي يزداد سخط الإعلام السعودي على مصر ويتهمها بالمسئولية عن أرواح السعوديين التي زهقت في الحرب الصاروخية مع إيران، وحجتهم أن الجيش المصري لو هب لمساعدتهم ما تجرأت إيران على ضربهم..أو الحوثيين على اجتياح الجنوب..

تساؤلات من خبراء عسكريين عن سر عدم استخدام السلاح الجوي حتى الآن، والإجابة سريعة حيث تمتلك السعودية نظام باتريوت الأمريكي للدفاع الجوي، وهو نظام يكفي لحماية أجواء المملكة من الطيران المعادي، كذلك إيران تمتلك نظام إس 300 الروسي ونظامي باور 373 الإيراني وصياد الإيراني..وهي نُظم دفاعية جوية كافية أيضا لحماية أجواء إيران، وبالتالي لا فرصة لاستخدام السلاح الجوي..

صحا العالم على خبر دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد بشكل عاجل، واجتماع بين كيري ولافروف لاحتواء الموقف، وبيان مشترك بضرورة وقف إطلاق النار في التو واللحظة، ومساع إقليمية تقودها قطر لإيقاف الحرب، وبالفعل كللت المجهودات بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار..والدولتين تستجيبا للقرار ..

حتى الآن لم يحدث احتكاك بري، وكل ما جرى مناوشات بحرية وضربات صاروخية متبادلة، وفي التحليل العسكري أن الحرب البرية في هذه الأجواء غير واردة، بل سيتم الاكتفاء بسياسية الضربات الصاروخية والبحرية، وهذه السياسة تزيد من عدد الضحايا، حيث لا فرصة لتجنب أهداف الصواريخ من قبل المدنيين..بل من قبل العسكريين غالبا، وهذا يعني أن الضربات الصاروخية لفظاعتها كافية لإخضاع الدول والإذعان للهزيمة..

في الجزء القادم نكمل المباراة الحربية ..وهل ثمة اندلاع حرب برية أم لا..وكيف ستحدث حيث لا حدود برية مشتركة، وهل السعودية قادرة على الحرب البرية مع جيشين (يمني وإيراني) في وقت واحد، وهل المملكة ستنجح في صد الغزو البري للحوثيين من الجنوب..والإيراني من الشمال (لو حدث)؟..وهل السعودية ستعلن التعبئة العامة والنفير إلى الجهاد؟..وهل إيران في المقابل ستستدعي الاحتياط وتعلن جاهزية الحرس الثوري؟

تابعوا المباراة في الجزء الثاني..

اجمالي القراءات 5569