لماذا فشلت الحرب على سوريا؟؟

سامح عسكر في الجمعة ٠٩ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
لأنها قامت على كذبتين:

الأولى: أن الجيش السوري شيعي يحارب السنة..وهذا خطأ.. وزير الدفاع سني ،وزوجة الرئيس سنية، ونائب الرئيس سني، ورئيسي المخابرات العامة والحربية سنة، وقادة الأفرع والأسلحة غالبيتهم سنة، والمجندين كذلك..حتى دار الإفتاء السورية تدعم الجيش..وهي المتحدث الرسمي باسم سنة سوريا..

حتى بشار الأسد نفسه علماني (لا يعرف مذاهب) والقصة هناك ليست هكذا إطلاقا، ومنذ 4 سنوات اجتهدت في توصيل هذه الحقائق، والآن بدأت تتضح

التشخيص كان خطأ..فطبيعي تكون النتائج مختلفة، والأهداف الأصلية غير متاحة

الثانية: أن الثوار يطالبون بالحرية، بينما هم يطالبون بتطبيق شريعتهم السلفية من قتل المرتدين ورجم الزناة، وقطع الرقاب والأيدي والأرجل..الثوار لا يؤمنون بالديمقراطية وظهرت طائفيتهم البغيضة منذ اليوم الأول بتهديدهم للأقليات الدينية، حتى رموزهم -وقادتهم الروحانيين- شيوخ متطرفين كالقرضاوي والعريفي والعرعور ..أي لا فرصة أبدا في الإصلاح لافتقارهم آلياته..

في سوريا الجميع كان على خطأ

فالنظام لم ينشر التنوير ولم يهتم بالعلمانية كثقافة، ولكن اهتم بها كشكل من أشكال السلطة، فضلا أنه استبد بالحكم ولم يسمح للمعارضة بالتعبير عن رأيها والعمل في الشارع بحرية..وهذا أنتج في الأخير مجتمع سوري (جاهل وعدواني) ومتعطش للدماء فور أن تحين لحظة الانتقام..وقد حدثت..

الثوار طالبوا بإسقاط النظام..وهذا مطلب غير ممكن مع الأسد لأن شعبيته كبيرة، فضلا أنه يحمي السلطة العلمانية بتكافؤ فرص الجميع بمن فيهم العلويين والمسيحيين، وفور ظهور (هوية الثوار الإرهابية) انضموا لجانب الأسد بصفته المدافع عنهم وعن حقوقهم..

كذلك فالأسد ممثل لهوية وأيدلوجية مقاوِمة لإسرائيل، أي أن العمل على إسقاطه سيفسر فورا أنه لصالح إسرائيل، وقد حدث بتحالف حزب الله وإيران ومعظم الفصائل الفلسطينية معه..عدا حماس التي غلبت عليها عاطفتها المذهبية..

كذلك فالأسد هو آخر حبات عنقود اليسار العربي، وآخر ممثل للتيار الاشتراكي، وهذا سيدفع باليسار العالمي لدعمه، واليسار العربي كذلك..وقد حدث..

سوريا حدثت فيها أخطاء كثيرة..لكن المعارضة تتحمل الجزء الأكبر بصفتها (صاحبة الفعل) كذلك المجتمع الدولي لم يفطن لحقيقة ما يجري في سوريا وغلبت عليه عاطفته المعادية (للدكتاتوريين) رغم أن الأسد كان قد بدأ خطوات إصلاح سياسي من الممكن أن يتعاونوا معه في سبيل إكمالها، أما الآن فقد أصبح الأسد رمز ليس فقط لمؤيديه وللجيش وللدولة..بل للهوية السورية بأكملها بعد أن شعر –حتى بعض المعارضين- بأن هوية سوريا في خطر..
 
اجمالي القراءات 6252