لسنا ولن نكون شيعة
في طريق البحث عن الحق

عبدالوهاب سنان النواري في الثلاثاء ٠٦ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا- في طريق البحث عن الحق:

في بداية مشوارك البحثي عن الحقيقة وسط ركام الغموض والحيرة والفساد العقيدي والسلوكي للأمة، ستواجه مئات السلفيين السنيين الذين يحذرونك من استخدام العقل، وسيقولون لك أنك شيعي أو أنك بهذا تشبه الشيعة، وهي استراتيجية سنية هابطة يلجأ أهل السنة إليها حينما يقفون عاجزين أمام العقل.

بتتالي الإتهامات لك بأنك شيعي أو أنك تشبه الشيعة ترتسم في مخيلتك صورة جميلة ورائعة عن الشيعة، فتتخيل أنهم أهل عقل ومنطق وحجة مثلك، فتبادر بالإلتحاق بأقرب فرق الشيعة إليك.

هذه الوسيلة السنية الهابطة، التي درج عليها أهل السنة، ليست في صالحهم - علی فكرة، لأنها تسوق الكثير من الشباب نحو التشيع.

علی كل حال، وبعد إلتحاق الشاب في فرقة شيعية يصبح أمام مفترق طرق: فإما أن يتغلب عليه الشيعة بأساليبهم الخطيرة، وينجحوا في تجنيده وتوجيه طاقاته ومواهبه في صالحهم - والشيعة هم سادة الدهاء والعمل السري. وأما أن يصاب هذا الشاب بخيبة أمل كبيرة.

الباحث الحقيقي سيصاب بخيبة أمل مرعبة، فخرافات الفكر الشيعي ليس لها مثيل، ناهيك عن عنصريتهم وفسادهم السلوكي. وهنا يصبح الباحث أمام مفترق طرق من جديد.

في الغالب ينجح الشيعة في تجنيد الشباب المراهق فكريا، وفي حالات نادرة يتجه الشباب نحو الإلحاد، ولهم مبرراتهم ودوافعهم القوية، خاصة إذا كان توجههم مادي بحت، وعلی فكره: الإلحاد أهون من السلفية بجناحيها السني-الشيعي، بكثير بكثير.

أما الباحث الحقيقي والذي يمكن أن نطلق عليه تسمية (الباحث المؤمن) فترسو به سفينة البحث عن الكنز علی شاطئ المعرفة القرآنية.

والوصول إلی شاطئ المعرفة القرآنية ليس نهاية المطاف طبعا، أنها محطة إستراحة بسيطة يلتقط فيها الباحث القرآني أنفاسه بعد أن وجد الراحة والطمئنينة، ليبدأ بعدها مشواره البحثي الجهادي اللامتناهي.

أحبتي أهل القرآن، نحن لا نزال علی شاطئ المعرفة القرآنية، والطريق أمامنا شاق وطويل، والأخطار محدقة، فشدوا أحزمتكم، وأبذلوا قصار جهدكم - في سبيل الله، ومع الله، وإلی الله.

 

ثانيا- لسنا ولن نكون شيعة:

الظريف في الإخوة السلفيين السنة أنك حتی لو بشرت بالمسيحية أو دعيت إلی الإلحاد أو عبدت البقر، فسيتهمونك بأنك شيعي وتعمل لصالح إيران.

سيطرت فزاعة إيران علی عقولهم وأصبحوا مصابين ب (فوبيا إيران) ، حتی الإخوة البهائيين المساكين الذين تضطهدهم الحكومة الإيرانية وأذنابها، يتهمونهم بأنهم شيعة ويتبعون إيران.

نحن الموحدون القرآنيون لم نسلم من هذا الإفتراء، خاصة والإخوة الحوثيين الشيعة شطحوا في مرحلة من المراحل وزعموا أن مسيرتهم العنصرية المذهبية الطائفية الرسية، مسيرة قرآنية.

وحجة الإخوة السلفيين السنة أننا نوجه معظم نقدنا وهجومنا واستهزائنا نحو التراث السني، وأننا لا ننال من التراث الشيعي إلا فيما ندر. وهنا نقول لهم:

أننا ننطلق بوعي وبصيرة قرآنية ومن خلال معطيات الواقع، والواقع أن السنة هم الغالبية العظمی من حيث العدد، وأن تراثهم هو الأكثر دموية من غيره، وعليه فيجب أن يتوجه معظم النقد والسخرية نحو تراثهم.

الشيء الآخر هو أن خرافات وخزعبلات وشركيات التراث الشيعي غنية عن التعريف، فيكفي أن يشاهد المرئ إحدی قنوات الشيعة كي يموت من الضحك، ويشعر بالغثيان.

والأهم من هذا كله هو أننا نعيش في وسط سني وبين متشددين سلفيين ولسنا نعيش في إيران، وهذا معناه أننا أكثر فهما ووعيا للمجتمع والتراث السني الذي نستهدفه، ونجهل الكثير من عادات وطبائع وتراث المجتمع الشيعي.

وهذا لا يعني أننا لا نستهدف التراث الشيعي مطلقا، فلنا العديد من المقالات والبحوث التي تفنده وتكسر ظهره وتضعه أرضا.

وكم كان فرح السنيون كبيرا عندما تركنا التشيع وهاجمناه في بداية الأمر، فلما سمعوا واحسوا دوي نقدنا يطال آلهتهم وثوابتهم عادوا لضلالهم القديم.

وهنا استبشر الشيعة واستهلوا فرحا، وظنوا أننا نتقرب بذلك إليهم، غير أنهم لم يلبثوا غير بعيد حتی احسوا بأسنا، ووجدوا أن أهل السنة أرحم عليهم منا.

للفريقين أقول: نحن لا نزدري تراثكم وعقائدكم الخرافية الشركية فحسب، ولكننا نلعنها ونتقرب بلعنها إلی الله تعالی.

 

ختاما:

كان الله جل وعلا في عوننا، وعون كل باحث عن الحق.

اجمالي القراءات 8777