موضوعات في الحج
الحج

عبدالوهاب سنان النواري في الثلاثاء ٠٦ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الواقع أنه لا يسعنا في مقال أو مقالين أن نحيط بكل ما يتعلق بالحج، ولكننا سنتطرق هنا إلی أهم القضايا المرتبطة به، وذلك حرصا منا علی عدم الإطالة:

أولا: أن الواحد الأحد الفرد الصمد جل وعلا، ليس له إلا حرما واحدا هو بيت الله الحرام، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالی: أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا (العنكبوت 67) .

والمسلم الحقيقي ليس له في هذه الدنيا إلا قبلة واحدة وحرم واحد، هو بيت الله الحرام، ومن يؤمن بأن هناك أكثر من حرم، فقد خرج من دائرة التوحيد.

ثانيا: أن الله جل وعلا جعل بيته الحرام قياما للناس كافة، وفي ذلك يقول سبحانه: جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس (المائدة 97) .

وفي تفصل وتوضيح أكثر، بأن الحق تبارك وتعالی جعل بيته للناس كافة ودون فريق، يقول سبحانه وتعالی: والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (الحج 25) .

إذن فبيت الله الحرام ملك الناس جميعا وليس ملكا للمسلمين دون غيرها، وليس ملكا للعرب دون العجم، وليس ملكا لآل سعود دون العرب، لذا لابد أن تديره شركة عالمية محايدة.

كما أنه لا يصح أن يمنع من دخول المسجد الحرام إلا المشركين سلوكيا، أي المجرمين المعتدين، وفي ذلك يقول سبحانه: إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا (التوبة 28) .

ثالثا: أنه قبل الدعوة إلی الحج، لا بد من تطهير البيت الحرام من آل سعود، ومن كل الأوثان والأنصاب، بإزالة ما يسمی نصب الشيطان، وستائر الكعبة، وفضح الخرافات التي ارتبطت بالحجر الأسود، وماء زمزم، وتغيير ملابس الإحرام الحالية الخليعة بملابس محتشمة تغطي العورة .. الخ.

فالله جل وعلا لم يأمر الخليل (ع) بأن يؤذن في الناس بالحج، إلا بعد تطهير البيت، نفهم ذلك من قوله تعالی: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ، وأذن في الناس بالحج (الحج 26-27) .

رابعا: بعد كل هذا يصبح الحج واجبا، ولكن علی من يستطيعون إليه سبيلا، وفي ذلك يقول سبحانه: ولله علی الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا (آل عمران 97) .

وبهذا فالحج يسقط علی من لم يستطع الحج، وبموت الإنسان يقفل كتاب أعماله، فلا تصدقوا النصابين وتجار الدين، الذين يأكلون أموال الأيتام بالباطل، علی أساس أنهم سيحجون للميت أو يقرأون له الفاتحة.

خامسا: إن موسم الحج أشهر، وليس عشرة أيام، وليس يوما واحدا كما يفعل الجاهلون، وفي ذلك يقول سبحانه: الحج أشهر معلومات (البقرة 197) .

وأشهر الحج هي الأشهر الحرم، أي أربعة أشهر وفي ذلك يقول سبحانه وتعالی: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم (التوبة 36) .

وهذه الأشهر متتابعة ومتصلة مع بعضها وليست منفصلة ومتطايرة كما هو سائد بين الجهلة، والدليل قوله تعالی: فإذا انسلخ الأشهر الحرم (التوبة 5) .

خامسا: بالنسبة للعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، هي ليست كل شيء كما اسلفنا، هي بتعبير عصرنا (بداية الموسم) وبتعبير القرآن الكريم (يوم الحج الأكبر) .

سادسا: بالنسبة لما يسمی بالأضحية والتي أصبحت حملا ثقيلا إلی جانب أعباء العيد، والتي حولت العيد إلی يوم هم وكربة، فالأضحية أو بتعبير القرآن (الهدي) ليست واجبة علی الجميع، وإنما هي واجبة علی من نوی الحج (فرض علی نفسه الحج) ثم منعه مانع، هنا يقوم بذبح ما استيسر له، ويقوم بتوزيعه علی البائسين الفقراء، نفهم ذلك من قوله تعالی: وأتموا الحج والعمرة لله فإن احصرتم فما استيسر من الهدي (البقرة 196) .

سابعا: خاتم النبيين لم يأت بدين جديد، فما هو إلا متبع لملة إبراهيم، والناس كانوا يمارسون ملة إبراهيم من قبل أن يخلق خاتم النبيين، ولكن مع الأيام أصابها التحريف.

ومنهج القرآن في التعامل مع ملة إبراهيم هو توضيح ما أصابه الخلل، والسكوت عما هو سليم.

ومثلا فقد اختلف الناس في موضوع الصفا والمروة، هل هي من شعائر الله أم لا، فنزا القرآن بالبيان، جاء ذلك في قوله تعالی: إن الصفا والمروة من شعائر الله (البقرة 158) .

 

أخيرا:

هذا غيض من فيض، وقطرة من مطرة، وللمزيد من المعلومات عن الحج، اقرأوا كتاب الحج لوالدي الدكتور/ أحمد صبحي منصور، وهو منشور في موقعنا أهل القرآن

اجمالي القراءات 7203