فضيحة قيادي حركة التوحيد و الاصلاح بين التقاليد الاصيلة و التاويل السلفي للاسلام
فضيحة قيادي حركة التوحيد و الاصلاح بين التقاليد الاصيلة و التاويل السلفي للاسلام

مهدي مالك في الأحد ٢٨ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

فضيحة قيادي  حركة التوحيد و الاصلاح بين التقاليد الاصيلة  و التاويل السلفي للاسلام

مقدمة                                                  

حقيقة انني ظلت أتحاشى ان أخوض في مثل هذه المواضيع الحساسة  لاسباب خاصة للغاية غير ان طبيعة هذه الفضيحة الاخلاقية  و ابطالها الذين ليسوا كايها الناس بل هما قيادي بارزان في حركة التوحيد و الاصلاح ذات النزعة السلفية حيث اخترت ان أعنون هذا المقال الناري بعنوان عريض الا و هو فضيحة قيادي حركة التوحيد و الاصلاح بين التقاليد الاصيلة و التاويل السلفي للاسلام بحكم اننا نعيش في زمن الخلط بين السلفية و الاسلام القراني الصحيح لان الخطاب الديني السائد في معظم الدول الاسلامية هو ذو نزعة سلفية واضحة بدون ادنى شك .

 و بحكم انتشار تيارات الاسلام السياسي في معظم الدول الاسلامية و الحاملة لافكار عودة الخلافة القرشية الى حيز الوجود كما اسميها كحد اقصى و تطبيق الشريعة الاسلامية كما فهمها علماء السلف منذ 1200 عام على واقعنا الراهن كحد ادنى حيث ان هذه الاحلام المستحيلة تحقيقها بالنسبة لنا  كدول وحديثة لها دساتير و اتفاقات دولية و لها  جمعيات حقوق الانسان التي تناضل من اجل محاربة كل مظاهر التمييز بسبب الجنس او الدين و اللون الخ   ..

 علينا ان نكون موضوعيين و واقعيين و نقول ان الخيانة الزوجية هي عادة منتشرة في مجتمعنا المغربي سواء عند العلمانيين او عند السلفيين بحكم ان الخيانة الزوجية في تقديري الخاص هي خطا انساني عظيم مهما كانت السياقات التاريخية او الاجتماعية او العقائدية ...

لكن هناك راي غالب في المجتمعات الاسلامية برمتها الا و هو ان الغرب المسيحي يعتبر المسؤول الاول و الاخير عن فساد اخلاق المسلمين منذ عقود من الزمان بفعل الاستعمار و الغزو الثقافي الحامل لتصورات هذا الغرب الكافر و الفسق اخلاقيا حسب منظور اغلب السلفيين في عالمنا الاسلامي باعتبارهم حماة الدين الخاتم و الاخلاق الاسلامية من قبيل العفاف و الشرف و الوقار المجتمعي..

غير ان هناك الحقيقة المؤلمة التي قد تم تجاهلها من طرف دعاة السلفية و جل العلماء في الشرع الاسلامي تقول بصريح العبارة ان فقهاء السلف قد شوهوا الاسلام عبر تحويله الى دين يقدس التقاليد العربية ما قبل الاسلام و جعلها في صميم الاسلام وفق التاويل السلفي  من خلال اعادة السبي و هتك الاعراض حيث كان من الطبيعي في عز الخلافة الاسلامية  ان يمارس الرجال الجنس دون اي عقد شرعي مع الجواري و مع السبايا بدون اي حدود بمعنى ان في عز دولة الخلافة العادلة حسب وصف دعاة السلف اي الدولة الاموية و الدولة العباسية الخ من دول المشرق العربي كانت تمارس الدعارة في واضحة النهار امام الجميع من خلال اسواق النخاسة حيث تعرض لحم النساء و البنات للبيع و الشراء تحت سند ديني كاذب الا و هو ملك اليمين و هذا كله يتم  بمباركة الفقهاء باعتبارهم اهل العلم الشرعي و باعتبارهم خلفاء على الدين بعد وفاة الرسول الاكرم .

و اليوم في المغرب على اقل ظلت نخبتنا الدينية الرسمية صامتة صمت الجبال حيال هذه الحقائق في التاريخ الاجتماعي للمشرق العربي بعد الاسلام ترى لماذا و الجواب في اعتقادي المتواضع هو ان التاويل السلفي للاسلام يقدس العروبة كمنظومة اخلاقية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل الاسلام و بعده حتى اصبحت التقاليد العربية الجاهلية في صميم الاسلام من قبيل السبي و امتلاك الجواري بغية المتعة الجنسية بعيدا عن رابط شرعي حيث ان اي مسلم مهما كانت مرجعيته الفكرية او السياسية سيقول في نفسه يحق لي ممارسة الجنس خارج اطار الزواج مع خليلة إتباعا لعادات السلف الصالح حيث ان الخليفة هارون الرشيد كان يمتلك 4000 جارية و الأمويين كانوا يجلبون الجواري من المغرب لنفس هذا الغرض  بمعنى ان نفاق السلفيين هو اعظم من غيرهم باعتبارهم يدعون التقوى و الشرف و انهم حماة الاخلاق الاسلامية بادعاءهم اننا نعيش في زمن الفجور و الرذيلة عبر الاختلاط في الشوارع و  الشواطئ الخ....

الى صلب الموضوع                                     

باختصار شديد و دون الدخول في تفاصيل هذه الفضيحة التي تصلح لسيناريو احد الافلام الاباحية فان هذه الفضيحة أظهرت  زيف شعارات تيارات الاسلام السياسي ببلادنا منذ عقود من قبيل نظافة مجتمعنا المغربي من مظاهر الفساد الاخلاقي و الاختلاط و الفنون كأن مجتمع دولة الخلافة هو نظيف تسكنه الملائكة و العكس هو الصحيح كما شرحته في مقدمة هذا المقال اي ان تيارات الاسلام السياسي تتظاهر امام العامة انها تدافع عن الاسلام و الاذاب العامة و تحارب كل مظاهر الجاهلية بالنسبة لهذه التيارات اي الامازيغية كهوية هذه الارض و كثقافة اسلامية خالية من ما يسمى بملك اليمين لان مجتمعنا الامازيغي قبل سنة 1912 كان مجتمعا علمانيا اي يفرق بين الدين و الشان العام لكن مع ذلك لم تكن اسواقا للبيع و شراء الجواري و حتى اللغة الامازيغية لا يوجد اي مصطلح يفيد مفهوم الجارية كما هو معروف لدى العرب و اخترع نظام الكيد و السعايا اي تقاسم الاملاك بين الزوجان بمعنى ان مجتمعنا الامازيغي هو انظف  من مجتمع الخلافة الاسلامية بألف مرة ...

غير ان تيارات الاسلام السياسي لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة و كذا المخزن التقليدي لان العروبة هي الاساس الايديولوجي للتاويل السلفي للاسلام حيث ان الامازيغية تتعارض مع السلفية و ليس مع الاسلام .....

انني لا استغرب من رد الشيخ الفيزازي على هذه الفضيحة بالقول ان قيادي حركة التوحيد و الاصلاح كانا متزوجان زواجا عرفيا لكن مدونة الاسرة المتعمدة في المغرب لا تعترف بهذا النوع من الزواج الدخيل الينا من مصر  بمعنى ان الشيخ الفيزازي حاول تبرير هذا الفعل تحت مصطلحات ليست من وحي عاداتنا الاجتماعية الاصيلة بالمغرب لان مشكلتنا مع دعاة السلفية هي انهم ينطلقون من المشرق دائما و من تاويلهم للاسلام بينما نحن كالحركة الامازيغية ننطلق من اسلامنا الامازيغي و من تاريخنا الاجتماعي الحقيقي ..

و خلاصة  القول علينا ان نكون صرحاء فيما  بيننا  في كل المواضيع بدون استثناء كي نتقدم في عملية تحديث المجتمع المغربي لان النفاق الاجتماعي و الخداع السلفي يساهمان في ايقاف اي تنوير ديني و سياسي بدون ادنى شك .......

المهدي مالك

اجمالي القراءات 6663