نبذة بسيطة عن بداية تاريخ دولة آل سعيد ( البو سعيد ) في عام - الإمام أحمد بن سعيد -

سعيد علي في الإثنين ١٥ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

من مكنون الحضارة و التاريخ العماني

د. فاضل محمد - من العراق -

( تولي أسرة البوسعيد الحكم في عمان )

لم تسع أسرة البو سعيد لحكم عمان وإنما الحكم سعى اليها !! ولم تحاول ذلك البتة وإنما الأقدار المحببة لعمان هي التي حاولت ونجحت في وصول الامام أحمد بن سعيد الى سدة الحكم عام 1744م.

كان الامام أحمد بن سعيد واليا على صحار مطيعا منفذا لأوامر الحكام من أسرة اليعاربة ولم يخرج يوما عن طاعتهم.

الا أن الأئمة المتأخرين من أسرة اليعاربة تصارعوا فيما بينهم على كرسي الحكم وقد استنجد احدهم بالفرس، فأنتهز الفرس ذلك لاحتلال عمان ووصلوا بقواتهم العسكرية ميناء صحار الذي رفض واليها أحمد بن سعيد احتلال الفرس لمدينته، وهكذا قدر للوالي أحمد بن سعيد أن يقود المقاومة ضد الاحتلال الفارسي لمدينته، كما شجع الاهالي في المدن الاخرى على مقاومة المحتل وعدم الاستسلام، وقد تم ذلك بنجاح كبير، وقد سقط خلال المعارك المتنافسين على الحكم صرعى في أرض الوغى، فلم يكن بد من شيوخ ورؤساء القبائل والأهالي الا أن يشيروا الى الامام أحمد بن سعيد في تولي الحكم في عمان وأن يتبؤا قيادة البلاد والعباد نحو بر الامان والتقدم والاستقلال،وهذا ماحدث فعلا.

لقد شكل تسنم أحمد بن سعيد الحكم في عمان نهاية لسلالة اليعاربة وبداية لسلالة جديدة حاكمة هي سلالة البوسعيد التي مازالت تحكم عمان ليومنا هذا، وقد تواتر على حكم عمان سلاطين كثر تركوا بصماتهم الايجابية في تاريخ عمان والمنطقة اعترف بها القاصي والداني وكانت ولا زالت أهم صفة قد انفردوا بها دون سواهم هي الحكمة والهدوء حيث استمرت عمان في خضم البحر الهائج والصاخب تمثل سفينة الحكمة كما اتصف ربانها بالهدوء، لذلك كانت عمان في كل العواصف والأزمات التي تمر بها المنطقة تخرج هي الوحيدة متعافية.

الواقع شدتني فترة تولي الامام أحمد بن سعيد الحكم في عمان عندما كنت طالبا في الماجستير في جامعة بغداد فأدرت ظهري الى تاريخ بلاد النيل وبلاد الرافدين اللذين قد اشبعا بحثا وكتابة، وقررت التخصص في التاريخ البكر والمتميز تاريخ عمان.
وهكذا كان، حيث أنجزت رسالة الماجستير الموسومة (( عمان في عهد الامام احمد بن سعيد 1744-1783 )) التي تمت مناقشتها في جامعة بغداد وحصلت على الامتياز، وقد تمت طباعتها لمرتين في عمان وثالثة في بغداد مؤخرا عندما شعرت بتلهف الباحثين عليها واهتمام التدريسيين بها.ِ

اجمالي القراءات 10306