الحياة مواقف .!
ندافع عن الأقباط المصريين ولا ينالنا منهم سوى التجاهل ـ على الأقل .!!

آحمد صبحي منصور في السبت ١٦ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ندافع عن الأقباط المصريين ولا ينالنا منهم سوى التجاهل ـ على الأقل .!!

أولا : تاريخ من النضال ، وتاريخ من التجاهل :

1 ـ من عام 1977 وأنا أدافع عن الأقباط كمبدأ ، وليس كإرتزاق ، وعرضت كثيرا التعاون مع زعماء الأقباط  فى هذا النضال الاصلاحى   ولم ألق سوى التجاهل . ولو حدث تعاون بيننا لتغير وضع مصر الى الأحسن ولأنقذنا آلاف الأقباط الغلابة وملايين المصريين الغلابة . 

2 ـ وهذه حقائق لا جدال فيها : 

2 / 1 :  أننى أول شيخ أزهرى تطوع دفاعا عن الأقباط داخل الأزهر وخارجه ، ولا يزال مستمرا فى أواخر العمر.

2 / 2 : أننى كتبت دفاعا عن الأقباط كتبا ومقالات بالعشرات . لم يكتب مثل هذا العدد أحد من قبل فى تاريخ المسلمين.

2 / 3 : ليس كثرة المؤلفات فحسب بل إن ما أكتبه هو أفضل المكتوب ـ من حيث الدقة البحثية . 

3 ـ العيب الوحيد أننى أخاطب المسلمين فى سبيل إصلاحهم من داخل دينهم ، وأهاجم الوهابية التى نشرت التطرف والتعصب بين المسلمين المصريين  عندما سيطرت على حياتهم الدينية . كان لا بد من توضيح حقائق الاسلام الغائبة ، وتاريخ المسلمين الدموى منذ الغزو العربى لمصر وغيرها ، ولأضع فاصلا بين الاسلام كدين بأوامره ونواهيه ووصاياه العشر ( الأنعام 151 : 153 ) وبين المسلمين كبشر لهم تاريخهم البشرى وتراثهم البشرى وأديانهم الأرضية التى تتناقض مع الاسلام ، وتتفاوت فى درجة قبولها للآخر المختلف معها ، وأسوؤها السنية الحنبلية الوهابية .

4 ـ إنّ من مصلحة الأقباط  توضيح حقائق الاسلام الغائبة فى ( العلمانية والديمقراطية المباشرة ، والحرية المطلقة فى الدين ، وكون المواطن فى الدولة الاسلامية هو المسالم بغض النظر عن دينه )، لأنها هى الحصن الحصين الذى يؤكد لهم حقوقهم فى المساواة فى المواطنة وفى الحقوق فى العدل والحرية الدينية المطلقة . ولكن ـ مع الأسف ـ حدث العكس .فلأننى أكتب من منطلق إسلامى يتجاهلنى الأقباط ، بل كتب بعضهم يتهمنى بالتطرف . هذا بينما يهللون لمن  يهاجمون الاسلام كدين .وكتاباتهم جهل مطلق . هذه الكتابات التى تعجب الأقباط ـ هى التى تُزيد من رفض المسلمين لها وتُزيد من التعصب ضد الأقباط ، وتعطى مشروعية للارهابيين حين تصفهم بالاسلاميين ، وتدفعهم الى المزيد من العنف المسلح ضد الأقباط على أنه ( جهاد ) وتُطيح بكتاباتى وجهادى الاصلاحى ، بل وتجعلنى خارج دائرة الاسلام ، طالما أن الوهابيين السلفيين والاخوان هم وحدهم ( الاسلاميين ). وأنا عندهم عدو للإسلام وعدو للرسول عليه السلام ، ومناصر للأقباط ( الكفرة عندهم ) . وكم نبهت على هذا الخطأ عند الأقباط وغيرهم مؤكدا على وصف أولئك الارهابيين وشيوخهم بإنتمائهم الحقيقى وهو الوهابية ، ووصفنا نحن بالاسلاميين ، ولكن بلا فائدة . 

5 ـ هنا يتحول التجاهل الى جريمة أفظع ، وهى إجهاض الاصلاح الذى نقوم به ـ أهل القرآن . ويدفع الثمن المستضعفون من الأقباط . .!. وهم الذين يعنينا أمرهم .!!.

ومع هذا ..لا زلت مستمرا .. ولا يزال موقف الأقباط منى مستمرا .

ثانيا : أمثلة للتوضيح :

 1 ــ  فى رسالتى للدكتوراة التى أصرت جامعة الأزهر على تغييرها سنة 1977 ظل النزاع بنى وبينهم قائما إلى أن اتفقنا على حذف ثلثى الرسالة ونوقش ثلثها فقط ، وأجيزت فى أكتوبر 1980 بمرتبة الشرف الأولى
كان من أسباب الرفض أننى عقدت فصلا كاملا فى الرسالة عن إضطهاد الأقباط فى العصر المملوكى وكان ذلك فى باب الحياة الدينية فى مصر المملوكية والذى إتفقنا على حذفه ، ولكن تصميمى على إبراز إضطهاد الأقباط جعلنى أنقل الفصل االخاص بهم من القسم المحذوف إلى الباب السياسى مع تعديل بسيط . ولم يفطن شيوخ الجهل فى جامعة الأزهر لما فعلت ، وبذلك نوقشت أول رسالة جامعية فى الأزهر تتحدث فى فصل منها عن إضطهاد الأقباط فى مصر
2 ــ وفى كتاب ( السيد البدوى : بين الحقيقة والخرافة ) الصادر عام 1982 كشفت لأول مرة عن أكبر مؤامرة قام بها أتباع السيد البدوى لتدمير كل الكنائس المصرية فى العصر المملوكى إنتقاما من الدولة المملوكية ، وحذرت فى نهاية الدراسة من خطورة الدعوة السلفية ودعوت إلى ضرورة البدء فى قراءة التراث قراءة نقدية
 3 ــ  وفى عام 1984 أصدرت أربعة كتب قررتها على الطلبة فى جامعة الأزهر ، منها كتابان : الأول هو كتاب " شخصية مصر بعد الفتح الإسلامى " وفيه تعرضت بالتفصيل للإضطهاد الذى تعرض له الأقباط فى مصر بعد الغزو العربى ، وأثبت وحدة التدين المصرى فى العصور الثلاثة :، الفرعونى والقبطى والأسلامى ، وكيف قامت مصر بتمصير المسيحية ثم الأسلام تحت رموز وأسماء مسيحية ثم اسلامية عربية . أى إنه تدين مصرى ذو أصل مصرى واحد وبأسماء ورموز مختلفة ، وهذا يستدعى التسامح وليس التعصب
وفى الكتاب الآخر" البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية " ناقشت نفس التدين المصرى للمسلمين من خلال مصادره التاريخية ووثائقه وكيفية التعامل البحثى معها
ولأول مرة فى تاريخ الأزهر يتم بمنهج علمى وموثق توضيح التناقض بين الإسلام كدين والمسلمين كبشر لهم تدين مخالف للإسلام مع أنهم يرفعون إسم الإسلام ، والذى شرحته لأبنائى الطلبة وقتها أنه يجدر بالمسلمين قبل أن ينظروا بإستعلاء إلى المسيحين ويتهمونهم بتأليه البشر أن يصلحوا تدينهم الأرضى السنى والشيعى والصوفى وهو يؤله الأنبياء والأئمة مثل ما سبقهم من أتباع الديانات السابقة
4 ـ وأثناء الثمانينيات تجولت فى أخطب الجمعة فى المساجد فى القاهرة والأقاليم ، وكان موضوع التشابه والتطابق والمقارنة بين التدين العملى لكل من المسيحين والمسلمين هو أهم الموضوعات للتاكيد على إصلاح المسلمين من الداخل بدلا من اهتمامهم بنشر أديانهم الأرضية فى الخارج ونظرتهم الإستعلائية للأقباط وغير المسلمينوأذكر خطبة لى فى أحد مساجد الأسكندرية تحدثت فيها عن ميلاد المسيح كما جاء فى القرآن الكريم فى سورتى " آل عمران " و " مريم " فى نفس الوقت الذى لم يذكر فيه القرآن الكريم أى إشارة لميلاد النبى محمد عليه السلام أوإلى نشأته مكتفيا بقوله تعالى " ووجدك ضالا فهدى " وقارنت بين البيئة الإيمانية التى نشأت فيها السيدة مريم ووضعت فيها أبنها المسيح عليه السلام والبيئة المشركة التى ولد ونشأ فيها خاتم النبيين عليه السلام ، وكيف أنقذه الله تعالى من الضلال بالهداية وجعله خاتم الأنبياء عليهم جميعا سلام الله جل وعلا. وكالعادة ـ حدث هرج ومرج فى المسجد وأثيرت مناقشات مكثفة بعد صلاة الجمعة ولم يصمد فيه المحتجون للحجج التى جئنا بها من القرآن الكريم.
5 ـ  فى كل ذلك لم أكن قد عرفت أو التقيت أى شخص من الأقباط . حدث لى ذلك لأول مرة عام 1989 عندما تزاملت مع الدكتور فرج فودة فى الدعوة للأصلاح المؤسس على حقوق الإنسان وحقوق المواطنة . وبعد إغتياله رحمة الله – فى يونية 1992- استمررت فى الطريق  حتى الآن

6 ـ بالاضافة الى الكتابات فقد شاركت فى تكوين ( الجبهة الشعبية لمواجهة الارهاب ) وكنت المفتى لها ولكل الجمعيات والمنظمات الحقوقية والتنويرية فى مصر ، وقمنا بالوقوف الى جانب ضحايا الارهاب فى الصعيد . بالاضافة الى الجهد الذى قمتُ به داخل مركز ابن خلدون ( 1996 : 2000 ) فى المؤتمر الاسبوعى ( رواق ابن خلدون ) والذى كان فى قمة إهتمامه معاناة الأقباط ، ثم مشروع إصلاح التعليم فى مصر منعا لاضطهاد الأقباط ،والذى قمت فيه بدور رئيس . كما شاركت فى مؤتمرات الأقباط فى أمريكا منهمكا فى الدفاع عنهم الى درجة أننى كنت أحيانا أنسى إضطهاد أهلى وأهل القرآن ، والذين لا يأبه بهم الأقباط .!!

7 ـ وفى كل هذا دفعنا الثمن إضطهاد وسجنا ، وتخلى عنا رموز الأقباط فى كل المحن التى مررنا بها ، ولم نتخلّ عنهم حتى الآن .

8 ـ طبعا هناك أفراد قلائل من نبلاء الأقباط تعاطفت معنا ، ونشكرهم ، ولا نزال .

ثالثا : الدفاع عن الأقباط  من خلال المركز العالمى للقرآن الكريم وموقع أهل القرآن :

1 ـ قبل إنشاء المركز والموقع نشرت مقالات فى (عرب تايمز ) و( شفاف الشرق الأوسط ) و ( الحوار المتمدن ) كان منها مقالات الدفاع عن الأقباط . وبعد إطلاق موقع ( أهل القرآن ) أعدت فيه نشر تلك المقالات . وبعضها تم تجميعها فى كتب منشورة فى موقع ( أهل القرآن ) . ولا يزال الموقع صامدا حتى الآن ، مع تجاهل الأقباط وغيرهم له .

2 ـ ونظرة الى المنشور دفاعا عن الأقباط والمسيحيين فى موقعنا وفى موقع الحوار المتمدن ، نرى الملامح الآتية :

2/ 1 : فتح موقعنا أبوابه للمفكرين الأقباط ، لهم صفحات ليشروا فيها بأنفسهم ، ولكنهم لا ينشرون بأنفسهم ، يكتفون بارسال مقالاتهم لى فأقوم بنشرها بنفسى برغم ضيق الوقت . هذا ما أتطوع به فى نشر مقالات استاذ مجدى خليل و استاذ كمال غبريال .

2 / 2 : مقالات وكتب مباشرة فى الدفاع عن الأقباط ، ومنها :

( نداء للاخوان المسلمين : بناء الكنائس والدفاع عنها حق مقرر فى الاسلام ) ( كتابهذا الحكم المسىء للاسلام الذى يقضى باعدام المسيئين للرسول عليه السلام  : كان مقالات تهاجم صدور الحكم بإعدام  المناضل القبطى ( المتطرف ) موريس صاق  وسحب الجنسية المصرية منه.وقد تم تجميعها فى كتاب . هذا مع الخلاف الهائل بيننا )  (  نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا.ـ كان نصيحة لتجنب الاضطهاد ) ( أيها الأفغانى المتنصر : يجب إحترام حريتك .. ) (كل هذا الهلع من التنصير : يؤكد حق النصارى فى التنصير  فى مصر والشرق الأوسط بين المسلمين أسوة بحق المسلمين فى نشر دينهم فى الغرب )( أحفاد توت عنخ آمون يتظاهرون فى شيكاجو ) (مؤتمر الأقباط فى واشنطن  ) (فى اصلاح الأقباط ) (  فى اصلاح الثمارالسامة لثقافة التطرف الوهابية فى مصر ) (لا بد لهذا العبث من نهاية : بيان المركز عن مذبحة الأقباط فى نجح حمادى  ) (استنكارا لمذبحة ماسبيرو  :بيان المركز العالمى للقرآن الكريم إستنكارا لمذبحة الأقباط فى 9 اكتوبر2011 ) (يحرُمُ شرعا أن ينصّ الدستور على أن مصر دينها الاسلام . لماذا ؟ )( حق المرأة المسلمة فى الزواج من غير المسلم طالما كان مسالما ) وعن هذا الموضوع تم إنتاج  فيلم تسجيلى درامى قصير بالانجليزية بعنوان : قيس و ليلى  :

https://www.youtube.com/watch?v=9oKmJ2ugJHk

  ثم هذا اللقاء مع د أحمد صبحى منصور

 https://www.youtube.com/watch?v=lL8nTcFA49g

 

2 / 3 : مقالات وكتب تهاجم الخلفاء والوهابية وشيوخها وتبرز إضطهاد الأقباط : بعضها كان مقالات تم تجميعها فى كتب ، ومنها :

( كتاب حد الردة : تم نشره عام 1993 ، وإحتفى به البابا شنودة ، وفى إجتماع خاص بيننا أوضح لى ما لا أعرفه وهو عن خطورة  حد الردة حين يتم به إستهداف الأقباط ) ( كتاب : اضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الإسلامى ) (أحوال أهل الكتاب فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر قايتباى )(من هو الآخر فى الاسلام ؟ ـ فى التأكيد على الأخوّة بين المواطنين المسالمين بغض النظر عن إختلاف العقائد ) ( الاسلام دين السلام ولكن المسلمين ..ـ فى تبرئة الاسلام من دموية الخلفاء والصحابة ومن سار على سنتهم ) (دعوة لإحالة شيوخ الارهاب الى المحكمة الجنائية الدولية) ( خدعوك فقالوا : ( دخل الاسلام مصر  : فى حوار قال لى:  عندما ( عندما دخل الاسلام مصر مع عمرو بن العاص..). قاطعته بسرعة ( الاسلام لم يدخل مصر ، وعمرو بن العاص حين دخل مصر غازيا فاتحا فقد دخلها كافرا بالاسلام ) ) (التسامح الاسلامى بين مصر وامريكا ) (كتابالمقريزى وثقافة الفتوحات فى عصرنا : يوضح ثقافة التعصب والتى أحيتها الوهابية فى عصرنا )( كتابدين داعش الملعون :  يؤكد دين داعش الوهابى الحنبلى السُّنّى والذى يقوم الأزهر بنشره وحمايته، وأنه السبب فى إضطهاد الأقباط حاليا ) .( كتاب تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين ) ليقطع الطريق على الاخوان ) (كتابمبادىء الشريعة الاسلامية السبع وكيفية تطبيقها : يوضح المبادىء الحقيقية للشريعة الاسلامية والتى يتمتع فيها الأقباط بالمساواة والمواطنة الكاملة ، والتى تتناقض مع شريعة التطرف الوهابية السنية ، وكيفية تطبيقها فى مصر . )( كتاب: ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء ( الراشدين ) . يوضح جريمة الفتوحات مؤكدا بين السطور أن داعش تعيد إنتاج ما فعله الخلفاء الراشدون ))كتابدستور مرسى الاخوانى فى دراسة تحليلية أصولية تاريخية. قام مبكرا بفضح الجذور الوهابية فى دستور الاخوان المسلمين  )  (كتابشخصية مصر بعد الفتح الإسلامي ـ سبقت الاشارة اليه )   ( كتاب : المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية  فى القرن العشرين ، والذى يوضح جهد السعودية فى نشر الوهاية فى مصر فى عصر مؤسسها عبد العزيز آل سعود ، وهو المؤسس الحقيقى للإخوان المسلمين والجمعيات السلفية الوهابية فى مصر ) .

2 / 4 : عشرات المقالات تمت ترجمتها الى الانجليزية بالاضافة الى مؤلفات اخرى كتبتها بالانجليزية ، وهى منشورة بموقعنا ، ومنها :

 

English Books By Dr. Ahmed Subhy Mansour

The Unspoken-of History of the Pre-Umayyad 'Righteous' Caliphs


The Seven Principles of the Real Islamic Sharia and How to Apply Them


Women's Right to Aspire to the Presidency of Any Islamic State:


A Witness of the Earliest Months of The Presidential Term of The Egyptian President Al-Sisi


Rules of engagement in war of ideas against Jihadists


Religious freedom between Islam and fanatic Muslims


The Cursed Religion of ISIS

أخيرا :

1 ـ لو واصلت عملى فى الأزهر مستخدما مهارتى البحثية فى نشر التطرف مستمتعا بالنفوذ السعودى ـ كنت سأنجو من كل هذه المحن وكنت سأستمتع بالملايين وبالنفوذ ، وسيقف على بابى أعيان الأقباط يتوددون لى . أما الآن فلا ألقى منهم إلا التجاهل ــ على الأقل .!

2 ـ ( ندافع عن الأقباط المصريين ولا ينالنا منهم سوى التجاهل على الأقل .! ). هذه حقيقة أهديها ــ فى أواخر العمر ــ للجيل الحالى والأجيال القادمة .

اجمالي القراءات 7905