خدعوك فقالوا : ( دخل الاسلام مصر ..)

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٩ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

فى حوار قال لى:  عندما ( عندما دخل الاسلام مصر مع عمرو بن العاص..)

قاطعته بسرعة ( الاسلام لم يدخل مصر ، وعمرو بن العاص حين دخل مصر غازيا فاتحا فقد دخلها كافرا بالاسلام ) . إرتعب ، وشرحت له :

قلت : فى الاسلام : الله جل وعلا لا يحب المعتدين ، وهذا ما جاء فى تشريع القتال الدفاعى ، فى قوله جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ). وحيث أن المصريين لم يهاجموا العرب فى خلافة أبى بكر وعمر فإن غزو مصر هو إعتداء ، وحيث يقول رب العزة جل وعلا إنه لا يحب المعتدين فإنه جل وعلا لا يحب صحابة الفتوحات ،لا يحب ابا بكر وعمر وعثمان وعمرا وخالدا وسعدا والزبير وطلحة ..الخ .. وحيث أن من يوالى المعتدى ويأكل من الأموال السُّحت التى سلبها من الأمم المفتوحة فإن علي بن أبى طالب يدخل ضمن صحابة الفتوحات ، خصوصا وقد قاتل رفاقه حرصا على هذا المال السُّحت . وبالتالى فإن عمرو بن العاص حين دخل مصر غازيا معتديا فقد دخلها كافرا ، فمعنى انه جل وعلا لايحب المعتدين أنهم كفرة مشركون ، فالذى لا يحبه الله جل وعلا هو الكافر الظالم المعتدى ، وهذا هو معنى الكفر السلوكى ، فالله جل وعلا لا يحب الكافرين ، قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) الروم )( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة ).ولأن الكفر السلوكى هو الاعتداء ظلما على الناس ، فإن الله جل وعلا لا يحب الظالمين : ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ( 140 )آل عمران )( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) الشورى )، فكيف إذا  إستخدم الظالم إسم الله جل وعلا تشريعا لظلمه ؟ هو هنا يظلم رب العزة قبل أن يظلم الناس . أنت ظالم حين تظلم شخصا  فكيف إذا ظلمت شعبا ؟ بل كيف إذا ظلمت شعوبا ؟ وكيف إذا وصل الظلم الى قتل مئات الالوف وإسترقاق مئات الالوف وسبى مئات الالوف من النساء وإغتصابهن ، وسلب أكبر الكنوز فى العالم ما بين ايران ومصر وشمال أفريقيا ؟ ثم تزعم أن هذا هو الاسلام ؟ سبحانك ربى ..! هذا بهتان عظيم ، لا يقع فيه إلا أولياء الشياطين .!.

قال : ربما حاربوا لنشر الاسلام ؟

قلت : الحرب فى الاسلام هى للدفاع فقط فلا إكراه فى الدين ، وأفظع الإكراه أن تأتى بجيش لتٌجبر شعبا على إعتناق دينك . ثم إن النبى محمدا عليه السلام إكتفى بالدعوة الى الاسلام خارجيا بارسال الرسائل وإفتتاحها بالسلام تحية الاسلام ، اى لمجرد التبليغ ، وليس على الرسول إلا البلاغ . وإذا كانوا بزعمك يحاربون لنشر وتبليغ الاسلام فلماذا لم يعودوا الى صحرائهم بعد أن أوصلوا الاسلام الى تلك الأصقاع . هذا مع انه من الثابت تاريخيا أنهم إنشغلوا بالحروب والفتنة الكبرى ، ثم جاء الأمويون وكانوا يأخذون الجزية ممن اسلم ..كان دينهم السلب والنهب والثروة والسلطة .  

  قال : ربما تابوا بعد خطأ الفتوحات .!

قلت : الله جل وعلا عرض التوبة على الكافرين المعتدين فى عصر النبى محمد عليه السلام ، ووعدهم بالغفران إذا توقفوا عن الاعتداء،قال جل وعلا : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )(38) الانفال  ) . والتوبة تعنى إرجاع الحقوق لأصحابها والاقلاع عن الذنوب . والذى حدث من الصحابة الكافرين كأبى بكر وعمر وعثمان هو العكس تماما ، إستمروا فى الفتوحات ، وما تعنيه من قتل وسلب ونهب واسترقاق وسبى ، بل تحاربوا فيما بعد حرصا على المال السُّحت المسلوب من الفتوحات .

قال : ولكن الشائع أن يقال ( دخل الاسلام مصر ، وشمال أفريقيا وفارس ..الخ ).

قلت :هذا الشائع خطأ علمى يصل الى حضيض الخطيئة الدينية ، لأنه طعن فى الاسلام وشريعته ورسوله الذى أرسله الله جل وعلا بالقرآن رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) وليس لحرب العالمين .

قال :  كيف يكون قول ( الاسلام دخل مصر ..مثلا ) خطأ علميا ؟

قلت : لأن الاسلام ليس شخصا يسير على قدمين وبقدميه دخل مصر . هذا يجوز حين تتكلم عن شخص إسمه (إسلام )، فتقول ( دخل إسلام بحيرى مصر ) أو ( دخل إسلام فوزى مصر) ( دخل اسلام عبد العاطى مصر ) . الاسلام ليس شخصا بل هو دين إلاهى بأوامر ونواهى للبشر . وهؤلاء البشر أحرار فى الطاعة أو المعصية ، وهم مُساءلون عن هذا الدين يوم الدين . وليس هناك شخص معصوم من البشر ، حتى الأنبياء ، والله جل وعلا لو عاقب البشر بذنوبهم ما ترك على الأرض دابة تسعى ، وقد تكرر هذا المعنى مرتين فى القرآن الكريم (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) النحل) (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر ) . من المسلمين من طبّق الاسلام بدرجة خمسين فى المائة ، ومنهم من عصى بدرجة مائة فى المائة ، ومنهم من هو بين هذا وذاك ، ومرجعنا جميعا أمام الواحد القهار يوم الحساب ، حيث الجنة أو النار .

قال : ربما كان لهم تأويل دينى يبيح لهم الغزو والاحتلال .

قلت : لقد عايشوا النبى محمدا عليه السلام ، ورأوا رفقه بالمنافقين الذين كانوا يؤذونه ويسامحهم بل كان يستغفر لهم ، وقال له ربه جل وعلا : (  سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون ) (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80)  التوبة ) ، وهؤلاء الخلفاء الفاسقون رأوا النبى محمدا عليه السلام يطبق شريعة الاسلام فى الحرص التام على حق الحياة وحصانة النفس البشرية البريئة من القتل ، وتكرر هذا فى القرآن الكريم ، فى الوصايا العشر ، ومنها (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الانعام ) وفى قوله جل وعلا : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33) الاسراء ) وفى صفات عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )(68)الفرقان) بل إن القتل المتعمد لمؤمن برىء مسالم يعنى غضب رب العزة على القاتل ولعنه وعذابه عذابا عظيما ، يقول جل وعلا : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)النساء ) بل إنه إذا إعتدى جيش على المؤمنين وفى أرض المعركة قام فرد من هذا الجيش المعتدى بإلقاء السلام فيجب حقن دمه لمجرد أنه قال السلام عليكم ، يقول جل وعلا :  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) النساء)، وإذا إستجار هذا الجندى المحارب فى جيش يعتدى على المؤمنين المسالمين فعلى المؤمنين حمايته ، فقط يسمعونه القرآن الكريم ثم يبلغونه سالما الى المكان الآمن الذى يريده ، يقول جل وعلا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) التوبة ). هذا كله والمسلمون فى وطنهم ودولتهم وهم يتعرضون لاعتداء يدق عليهم أبوابهم ويقتحم حدودهم . فما بالك بما فعله الخلفاء الفاسقون وهم يعتدون على شعوب ودول لا شأن لها اصلا بالجزيرة العربية وسكانها ؟!. كل ما فعله الخلفاء الفاسقون أنهم إعتبروا الشعوب الأخرى كافرة ، وإتخذوا من هذا مبررا للغزو والاحتلال والقتل والسلب والنهب والسبى والاغتصاب .

قال : ألا تجب مقاتلة الكافر المخالف فى الدين ؟

قلت : قال جل وعلا :( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ). يجب قتال المعتدى فقط ، أما الذى يخالفك فى الدين ولم يعتد عليك فيجب التعامل معه بالبر والقسط ، ثم سيأتى الجميع أمام رب العزة ليحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون . كلنا مختلفون فى العقائد الدينية ، والمرجعية فى الفصل فى هذا الاختلاف هو يوم الفصل يوم الدين . ولكن نرجع الى التذكير بشريعة الاسلام بتحريم الاعتداء والظلم والبغى بغير الحق ، وبالتالى فإن عمرو بن العاص هو الذى دخل مصر ــ وليس الاسلام ، وهو حين دخل مصر بجيش يعتدى على مصر التى لم تعتد عليه كان كافرا بالاسلام ، شأنه شأن من أصدر له الأوامر وهو عمر بن الخطاب .

6 ـ  قال : ولكن الشائع أن هؤلاء الصحابة ـ خصوصا الخلفاء الراشدين ـ يمثلون الاسلام ويجسدون الاسلام ؟

قلت : هم بالبغى والعدوان والظلم لا يمثلون سوى نقيض الاسلام وهو الكفر ، ثم لا يوجد بشر يُمثل الاسلام ، حتى النبى محمد عليه السلام . ومنشور لنا مقال بهذا العنوان ( النبى محمد لا يجسّد الاسلام ) ، هو مجرد بشر مثلنا يُوحى اليه ، وعليه التبليغ ، وقد قام بالتبليغ . ومن القرآن الذى قام بتبليغه آيات جاء فيه اللوم والتقريع والعتاب له ، وآيات فيها التأكيد على حسابه يوم القيامة شأن البشر جميعا ، ولو كان يُجسّد الاسلام  ما تعرض للتأنيب وما وقع فى خطأ ، وكيف يكون مجسّدا للإسلام وهو سيحاسبه الله جل وعلا يوم القيامة .

7 ـ قال : إذن ..ما الذى يجسّد الاسلام ؟

قلت : كلام الرحمن جل وعلا ، القرآن الكريم بأوامره ونواهيه ، والتى يجب على البشر جميعا ــ ومنهم خاتم النبيين ـ طاعتها .

قال : إذن فأى دين كان يجسده الخلفاء الراشدون ؟

قلت : دين الله جل وعلا يمثله كتاب الله جل وعلا لأنه جل وعلا هو صاحب الدين : ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ) . أما الأديان الأرضية فهى مملوكة لأصحابها ، وائمتها هم الذين يخترعونها بإفتراءات الوحى الشيطانى . وأئمتها هم الذين يجسدونها . لذا فإن أى إنتقاد لأولئك الأئمة يكون كفرا وخروجا على ملتهم ودينهم . ولهذا يستميت السنيون فى الدفاع عن البخارى لأنه يجسّد دينهم السنى ، ونفس الحال مع الشيعة والصوفية فى أئمتهم .

قال : ولكن هؤلاء الأئمة ظهروا بعد الخلفاء الراشدين بقرنين وأكثر .. وإذا كان هؤلاء الأئمة يجسدون أديانهم الأرضية ، فما الذى يجسّده الخلفاء الراشدون طالما أنهم لا يجسدون الاسلام ؟

قلت : الخلفاء الفاسقون وأئمة الأديان الأرضية هم جميها يمثلون دين الشيطان . أئمة الأديان الأرضية هم أصحاب الوحى الشيطانى ، وهم أعداء الأنبياء ، ولكل نبى عدو من شياطين الانس والجن يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ) (114) الانعام  )، وهؤلاء الشياطين يوحون الى أوليائهم يحثونهم على جدال المؤمنين (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) الانعام ) . أما الخلفاء الفاسقون فقد جعلوا البغى والاعتداء دينا عمليا لهم ، وأعلنوا أن هذا البغى والاعتداء دين الاهى ، وهم بذلك كانوا لا يقاتلون فى سبيل الله ــ كما يزعمون ـ بل فى سبيل الثروة والسلطة ، أى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان .

وقلت فى النهاية  :

1 ـ بأن الله جل وعلا خلق البشر جميعا  أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )

2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )

3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام .  ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم

4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ)(76)النساء) .

اجمالي القراءات 12571