الحزب الجديد والتغيير السلمي

شادي طلعت في الأربعاء ٠١ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

لم تعرف مصر حركة أحزاب حقيقية، بمعنى الكلمة، إلا في مرحلة مصر الليبرالية، قبل حركة الضباط عام 1952م، كما عرفت حركة تنظيم "جماعة الإخوان المسلمين" والتي كانت ولا زالت تعد هي الأقوى، حتى بعد ثورة 25 يناير، ثم حركة 3 يوليو 2013م، إلا أن تنظيم الإخوان، لا يعد حزباً طبقاً للمعايير الأساسية للأحزاب، والتي تنظمها قوانين دولية وداخلية، فبعد حركة الضباط عام 1952م، عمل النظام العسكري على القضاء على كافة الأحزاب، مكتفياً بالإتحاد الإشتراكي، خوفاً من أن تعصف الديمقراطية بنظام الحكم العسكري، ولكن مرت الأيام وأتى الرئيس السادات بمجموعة أحزاب مصطنعة، إذ أنها جميعاً كانت صناعة العسكر، حتى جاء الرئيس مبارك، والذي سمح برفع عدد الأحزاب المعارضة، لتصل إلى 18 حزباً في عهده، جميعها كانت أحزاب موالية للنظام، بإستثناء حزب الغد، والذي تأسس في نهاية العام 2004م، والآن وبعد ثورة 25 يناير، تجاوز عدد الأحزاب رقم الـ 90 حزب، والواقع أنها كانت في الأغلب الأعم أحزاب معارضة، إلا أن الموقف تغيير بعد حركة 3 يوليو 2013م، فلم تعد الأحزاب الموجودة على الساحة أحزاب معارضة، بل تحولت إلى أحزاب مؤيدة للرئيس والجيش، وترسخ لأن يظل الحكم في يد من يحمل السلاح، وهو ما يفرغها من مضمونها، وبالتالي لا يمكن أن نعتبرها أحزاب بالمعني العلمي، وبالتالي أستطيع القول، بأن مصر تعيش حالة فراغ سياسي، بعد حركة 3 يوليو 2013م، ولا يوجد على الساحة حزب حقيقي قادر على المنافسة، لينتزع السلطة من الجيش بشكل سلمي، فها هو مجلس النواب 2015م، يؤيد الرئيس ويصفق لكل قرارات الحكومة التي إختارها الرئيس، لذا نؤكد مرة أخرى، أن مصر تعيش حالة من الفراغ السياسي.
 
ليس الشعب المصري مؤيداً للرئيس، بعد حركة 3 يوليو 2013م، كما يروج الإعلام الموجه، فالمعارضة السياسية هي الغالبية العظمى من الشعب، خاصة بعد أن ظهرت مساوئ كثيرة لحركة 3 يوليو 2013م، فمصر فقدت ريادتها الدولية، وطعنت طعنات عديدة في إقتصادها الداخلي، وتراجعت في الحريات لأسوأ مما كان قبل ثورة يناير 2011م، وتم تكميم الأفواه، وقمع المظاهرات، والنيل من كل قائد معارض، همس للحظة بأنه يحلم بكرسي الرئاسة، كما تم العصف بكل من يعترض على الرئيس الملهم في نظر من حوله، وبالتالي علينا مواجهة الأزمة، فالواجب يحتم على كل وطني مخلص العمل على سد الفراغ السياسي في البلاد.
 
إن مصر بحاجة إلى حزب سياسي كبير، يستلهم قوته من قوة أعضائه أياً ما كانت صفتهم الحزبية، فقد يكونوا مؤسسين، أو أعضاءاً بالهيئة العليا، أو مستشارين، أو مؤيدين بدون أستمارة عضوية، بيد أن القوة الحقيقية لن تتأتى، إلا بأن يعمل كل عضو على تقوية شوكة الحزب من خلال موقعه أياً ما كان، سواء أكان مفكراً، أو فيلسوفاً، أو ناشطاً سياسياً، أو ناشطاً حقوقياً، أو طامحاً بمنصب الرئيس أو ما هو أدنى من هذا المنصب، إننا بحاجة إلى حزب حقيقي، يضم خيرة المفكرين، وأصحاب النوايا الصادقة، نريد حزباً، يحقق حلم مؤيديه، بالوصول إلى رأس السلطة.
 
لابد من حزب يواجه الإعلام الموجه، بالإصرار على العمل الجاد للوصول إلى السلطة، دون الإلتفات إلى المعارك الصغيرة التي سيوجهها إليه، حملة مباخر النظام، نريد حزباً يترفع عن الصغائر، ليحقق المراد من تأسيسيه، يضم بين طياته كل مصلح، حتى وإن تم تشويهه من النظام الحاكم، نريد حزباً يكون غرضه معلناً للجميع "جئنا لنحكم".
 
الحزب الجديد يجب أن يكون أحادي الإسم، يحمل شعاره ثلاثة كلمات جديدة، لم تطرح من قبل، لكنها تشمل كل ما سبق وقيل من شعارات، حزبنا الجديد يستطيع أن يحكم، لو إنضم إليه مجموعة من النخبة الحقيقية، والتي لم يمارس أغلبها العمل الحزبي من قبل، لكنها تملك من الطاقة، أضعافاً لمن لديهم خبرة العمل الحزبي، إن الوقت يمر، والإسراع بالإعلان عن الحزب الجديد، أصبح أمراً ضرورياً وحتمياً لأجل مصر، والعمل على تأسيسه، أصبح واجباً على كل مصري قادر على العطاء للحزب الجديد.
 
إنها رسالتي، لكل مصري قادر على العطاء للحزب الجديد، في كل المواقع، وكل الأماكن، إن الأمر جدي، ويحتاج إلى وحدة حقيقية فيما بيننا، فإن أيدتم الفكرة، إجتمعنا بشكل مباشر، أو غير مباشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي، لنعلن لمصر والعالم، ميلاد حزبنا الجديد.
 
وعلى الله قصد السبيل
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 7633