سؤال عن الفلسفة الرومانسية

سامح عسكر في السبت ٢١ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

لماذا سميت بهذا الإسم؟

في موقع تويتر شرحت كيف نشأت الرومانسية في بداية القرن 19، والإسم من المعنى المشهور عربيا، يعني العاطفة والحب والخيال، فلان رومانسي يعني هو شخص محب..سيد الرومانسي يعني سيد العاطفي..

أما بالإنجليزية romance وتعني قصة حب أو رواية عاطفية، وفي الثقافة الغربية يطلق عليها رومانتيك romantic وفيه قنوات على الدش مخصصة لهذا النوع من الأعمال الفنية الأدبية، وشاعت في السينما العالمية بالعموم بما فيها مصر..من أول أنور وجدي وليلى مراد حتى تامر حسني ومي عز الدين..

الفلسفة الرومانسية جاءت كرد فعل على أمرين اثنين شاعوا في عصر التنوير خلال القرن 18

أولا: التفكير الجماعي..يعني الثورات والحروب والاتجاه اليساري، فنشأت عاطفة مضادة تحتاج للشعور بالذات، والتقوقع عليها، لذلك الفيلسوف الرومانسي غالبا بيفكر (فرديا) والمفاهيم بيطرحها لتخاطب الفرد لا المجموع.

ثانيا: التفكير العقلاني..وكانت سمة لعصر التنوير جاوزت أحيانا حد التطرف العقلي، وبالتالي أفقدت العقلانيين الشعور بالجمال والذوق الفني..فنشأت عاطفة مضادة تريد استعادة هذا الشعور المفقود..

يعني الرومانسية بمعنى آخر هي.."تعبير مختلف"..عن التصوف والزهد اللي بيركز أساسا على الذوق وأمور الكشف لمعرفة الحقائق، وعليه فمساحة العقل عندهم محدودة..والعاطفة هي الأبرز..لذلك أكثرية أعضائها ومحبيها من الأدباء والشعراء أصحاب الخيال والنزعة التأملية

هذا الاتجاه على نوعين، الأول فلسفي وأسماء كبيرة كشوبنهاور ونيتشة وكيركغور وفرويد وسارتر وسيمون دي بوفوار لهم اهتمام في الحب والعاطفة، وكتبوا فيها، حتى أفلاطون وأرسطو وفلاسفة من عصر النهضة والتنوير، لكن مش بالتخصص..كذلك قادة سياسيين زي مارتن لوثر كينج والمهاتما غاندي، يعني كانت مجرد نزعة، وهذا يدل إن الفلسفة الرومانسية فطرة بشرية لا غنى عنها..

النوع الثاني أدبي: يعني أدباء وشعراء لم ينخرطوا في مجال الفلسفة وطرقها المتشعبة، وفضلوا التعامل بالخيال، زي جين أوستن وديفيد لورانس وقديما زي شكسبير

الرومانسية موجودة حتى الآن في ضمير وعقول فلاسفة وأدباء العصر، لكن لوجود وطغيان فلسفات أخرى تراها ضعيفة، هي كانت ميزة في عصر من العصور وطريقة تفكير وتصور للكون تميز بها مفكري وأدباء القرن 19، لكنها في النهاية نزعة بشرية لا غنى عنها، وأي أديب مؤلف لقصص العواطف هو رومانسي، ومن يبحث في الجماليات والإكسيولوجيا هو فيلسوف رومانسي، ومن يتعامل مع الكون بالذوق والعاطفة من المتصوفين والزهاد له نزعة رومانسية..

لكن في النهاية هي فلسفة أو طريقة تفكير ليست عقلانية، يعني لا تبحث في العلم سواء الطبيعي أو الذهني، والبعض يعدها خصم للتنوير إذا شاعت في مجتمع تخلف فورا..أو هي تساعد على إحياء النزعات الطائفية والعدوانية أحيانا..رغم انها مصممة ضد الكراهية..لكن ومن الحب ما قتل
 

 
اجمالي القراءات 11676