الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ) : دور معاوية :

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة

1 ـ تعاون بنو عبد مناف ( الهاشميون والأمويون ) فى إستغلال البيت الحرام فى الايلاف ورحلتى الشتاء والصيف وإحتكار نقل التجارة الشرقية العالمية بين الهند وأوربا عبر اليمن والشام . ونزل القرآن بالاسلام على النبى الهاشمى فحدث الخلاف والصراع بين بنى هاشم وبنى أمية ، ويرز هذا فى حربى بدر و أحُد والخندق . ثم قام الأمويون بعد إسلامهم المتاخر وبعد موت النبى بتوجيه الخلفاء ( الراشدين ) للفتوحات ، وكانوا القادة لهذه الفتوحات فى الشام ، حيث كانت أعين الأمويين مفتوحة على مصراعيها على أهمية الشام وجبهة البيزنطيين ، ومعهم قبيلة كلب العربية التى كانت حليفا لهم فى الجاهلية ، وكانت التى تحرس قوافلهم فى الشام . ولم يكن مستغربا أن يستحوذ معاوية على حكم الشام كله ، ويظل فيه دون أن يعزله عمر بن الخطاب الذى عزل الكثيرين ومنهم سعد بن أبى وقاص الذى دمّر امبراطورية كسرى .

2 ـ ما نريد التذكير به هنا أن معاوية فى ولايته على الشام وفى خلافته جعل ( الجهاد القُرشى ) وسيلة يصل بها الى أحقيته فى الخلافة  وتوريثها لذريته ، ووساما يضعه على صدره فى تنافسه مع بنى عمه الهاشميين ، وخصوصا (على بن أبى طالب ) الذى جلس فى المدينة ، يستمتع بثمار الجهاد القرشى من أموال وسبايا ، ينجب منهن ذرية لم ينجح ابن سعد ـ فى طبقاته الكبرى ـ فى التعرف عليهم بالكامل .

 3 ـ معاوية فى ولايته على الشام إفتتح قبرص عام 27 ، لتكون موطأ قدم له ضد القسطنطينية ، تقول الرواية لابن كثير: ( وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص ، وسكنها المسلمون قريباً من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات والجهاد قائماً على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها‏.‏ ) .

وتوقفت فتوحات معاوية فى الفتنة الكبرى ، وحاول امبرطور بيزنطة إستغلال الموقف فهدده معاوية ، يقول ابن كثير : ( فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي ما كان لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحرهم‏.‏ فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه‏:‏ " والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت‏.‏"!فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف وبعث يطلب الهدنة‏.‏  .

4 ــ وتولى معاوية الخلافة فأشعل ( الجهاد القرشى ) شرقا وغربا ، برا وبحرا ، مع حربه الداخلية ضد الخوارج . يقول عنه ابن كثير : ( فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية‏.‏ والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض ‏.‏ ) ( قالوا‏:‏ وكان عام غزوة المضيق - يعني‏:‏ مضيق القسطنطينية - في سنة ثنتين وثلاثين في أيامه، وكان هو الأمير على الناس عامئذ‏.‏  ثم قُتل علي، فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين، وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء.. )( ..‏ لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية تغزو، حتى كان عام الجماعة فأغزا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة، تذهب سرية في الصيف ويُشَتُّوا بأرض الروم، ثم تقفل وتعقبها أخرى‏.‏ وكان في جملة من أغزى ابنه يزيد ومعه خلق من الصحابة، فجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل بهم راجعاً إلى الشام، وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال‏:‏ شد خناق الروم‏..)‏ .

5 ـ ونعطى بعض التفصيلات والتحليلات :

أولا :

الخليفة معاوية يتابع الحملات فى الشتاء والصيف على غرار رحلتى الشتاء والصيف :

1 ـ عام 42 : تقول الرواية لابن الأثير : ( في هذه السنة غزا المسلمون اللان وغزوا الروم أيضاً فهزموهم هزيمةً منكرة وقتلوا جماعة من بطارقتهم.)

2 ـ عام 43 : ( في هذه السنة غزا بسر بن أبي أرطأة الروم وشتا بأرضهم حتى بلغ القسطنطينية ...)

3 ـ عام 44 : ( في هذه السنة دخل المسلمون مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بلاد الروم وشتوا بها، وغزا بسر بن أبي أرطأة في البحر.)  هنا جمع فى عام واحد بين الغزو البرى والبحرى .

4 ـ عام 46 : ( في هذه السنة كان مشتى مالك بن عبد الله بأرض الروم، وقيل: بل كان ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وقيل: بل كان مالك بن هبيرة السكوني.).

5 ـ  عام 47 : ( في هذه السنة كان مشتى مالك بن هبيرة بأرض الروم، ومشتى عبد الرحمن القيني بأنطاكية.) حملتان فى عام واحد .

6 ـ عام 49 : ( فيها كان مشتى مالك بن هبيرة بأرض الروم. وفيها كانت غزوة فضالة ابن عبيد حزة وشتا بها، وفتحت على يده، وأصاب فيها شيئاً كثيراً. وفيها كانت صائفة عبد الله بن كرز البجلي. وفيها كانت غزوة يزيد بن شجرة الرهاوي في البحر فشتا بأهل الشام. وفيها كانت غزوة عقبة بن نافع البحر فشتا بأهل مصر. ) حملات شتوية وصيفية وبرية وبحرية .

7 ـ  حصار القسطنطينية  عام  49 أو 50 وأرغم معاوية ابنه يزيد على المشاركة فى هذا  الجهاد ( القرشى ) توطئة لاعداده للتوريث.

8 ـ عام 50 : ( فيها كانت غزوة بسر بن أبي أرطأة وسفيان بن عوف الأزدي أرض الروم، وغزوة فضالة بن عبيد الأنصاري في البحر.) حملة بحرية وأخرى برية .

9 ـ عام 51 : ( وفيها كان مشتى فضالة بن عبيد بأرض الروم، وغزوة بسر بن أبي أرطأة الصائفة.) حملة شتوية وأخرى صيفية .

10 ـ عام 52 : ( فيها كانت غزوة سفيان بن عوف الأسدي الروم وشتى بأرضهم، وتوفي بها في قول، فاستخلف عبد الله بن مسعدة الفزاري، وقيل: إن الذي شتى هذه السنة بأرض الروم بسر بن أبي أرطأة ومعه سفيان بن عوف، وغزا الصائفة هذه السنة محمد بن عبد الله الثقفي.) بسبب كثرة الحملات وتعدد القادة يحدث الخلط فى الروايات .

11 ـ عام 53 : ( فيها كان مشتى عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي بأرض الروم.وفيها فتحت رودس، جزيرة في البحر، فتحها جنادة بن أمية الأزدي ونزلها المسلمون وهم على حذر من الروم، وكانوا أشد شيء على الروم يعترضونهم في البحر فيأخذون سفنهم، وكان معاوية يدر لهم العطاء، وكان العدو قد خافهم. ) إمتدت الفتوحات البحرية الى جزيرة رودس فى البحر المتوسط فى حصار لأوربا جنوبا بالاضافة الى حصار البيزنطيين فى شرق البحر المتوسط ، وتوالى حملات الشتاء والصيف البرية عليهم .

12 ـ عام 54 : ( ذكر غزوة الروم وفتح جزيرة أرواد:فيها كان مشتى محمد بن مالك بأرض الروم، وصائفة معن بن يزيد السلمي.وفيها فتح المسلمون ومقدمهم جنادة بن أبي أمية جزيرة أرواد قريب القسطنطينية، فأقاموا بها سبع سنين، وكان معهم مجاهد بن جبر، فلما مات معاوية وولي ابنه يزيد أمرهم بالعود فعادوا.)  .

13 ــ عام 56 : ( فيها كان مشتى جنادة بن أبي أمية بأرض الروم، وقيل: عبد الرحمن ابن مسعود. وقيل: غزا فيها في البحر يزيد بن شجرة، وفي البر عياض بن الحارث . )

14 ـ عام 57 : ( فيها كان مشتى عبد الله بن قيس بأرض الروم.) .

15 ــ عام 58 : ( في هذه السنة غزا مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم وعمرو بن يزيد الجهني في البحر، وقيل: جنادة بن أبي أمية.)

16 ــ عام 59 : ( في هذه السنة كان مشتى عمرو بن مرة الجهني بأرض الروم البر، وغزا في البحر جندة بن أبي أمية، وقيل: لم يكن في البحر غزوة هذه السنة.   وفيها غزا المسلمون حصن كمخ ومعهم عمير بن الحباب السلمي، فصعد عمير السور ولم يزل يقاتل عليه وحده حتى كشف الروم فصعد المسلمون، ففتحه بعمير، وبذلك كان يفتخر ويفخر له بذلك.  )

17 ــ  عام 60 : ( في هذه السنة كانت غزوة مالك بن عبد الله سورية ودخول جنادة رودس وهدمه مدينتها في قول بعضهم وفيها توفي معاوية بن أبي سفيان. .! ) 

ويلاحظ التقدم فى الحملات البرية والفتوحات البحرية صيفا وشتاء نحو عاصمة البيزنطيين نفسها : القسطنطينية ، أى نحن هنا أمام خطة يتم تنفيذها على مراحل لتدمير الامبراطورية البيزنطية كما حدث مع الامبراطورية الكسروية وعاصمتها المدائن .

ثانيا : الجهاد القرشى مع الخارج ( دار الحرب ) لا يعوق القتال فى الداخل ( دار السلم )

1 ـ فى هذا كله كان معاوية يواجه الخوارج . مثلا فى عام 42 : ( في هذه السنة غزا المسلمون اللان وغزوا الروم أيضاً فهزموهم هزيمةً منكرة وقتلوا جماعة من بطارقتهم.)
 .وبعده فى أحداث نفس العام : ( .ذكر الخبر عن تحرك الخوارج ) .

2 ـ  فى عام 43 :( في هذه السنة غزا بسر بن أبي أرطأة الروم وشتا بأرضهم حتى بلغ القسطنطينية ..) وبعده فى أحداث نفس العام  : ( ..ذكر مقتل المستورد الخارجي ) .

3 ـ  عام 52 : ( فيها كانت غزوة سفيان بن عوف الأسدي الروم وشتى بأرضهم، وتوفي بها في قول، فاستخلف عبد الله بن مسعدة الفزاري، وقيل: إن الذي شتى هذه السنة بأرض الروم بسر بن أبي أرطأة ومعه سفيان بن عوف، وغزا الصائفة هذه السنة محمد بن عبد الله الثقفي.) وبعده فى أحداث نفس العام  : ( .ذكر خروج زياد بن خراش العجلي:) و ( .ذكر خروج معاذ الطائي:).

ثالثا : الوصول لمنبع التجارة الشرقية

هذه الحملات البرية والبحرية فى آسيا الصغرى والبحر المتوسط واكبتها ـ فى خلافة معاوية ـ حملات أخرى إتجهت من الشرق الآسيوى جنوبا الى الهند منبع التجارة الشرقية بعد إخضاع أفغانستان وهى بوابة الهند  .

1 ـ عام : 43  بدء فتح ما يعرف الآن بأفغانستان : ( .ذكر عود عبد الرحمن إلى ولاية سجستان:في هذه السنة استعمل عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان، فأتاها وعلى شرطته عباد بن الحصين الحبطي ومعه من الأشراف عمرو بن عبيد الله بن معمر وغيره، فكان يغزو البلد قد كفر أهله فيفتحه، حتى بلغ كابل فحصرها أشهراً ونصب عليها مجانيق فثلمت سورها ثلمةً عظيمة، فبات عليها عباد بن الحصين ليلةً يطاعن المشركين حتى أصبح فلم يقدروا على سدها وخرجوا من الغد يقاتلون فهزمهم المسلمون ودخلوا البلد عنوةً، ثم سار إلى بست ففتحها عنوةً، وسار إلى زران فهرب أهلها وغلب عليها، ثم سار إلى خشك فصالحه أهلها، ثم أتى الرخج فقاتلوه فظفر بهم وفتحها، ثم سار إلى زابلستان، وهي غزنة وأعمالها، فقاتله أهلها، وقد كانوا نكثوا، ففتحها، وعاد إلى كابل وقد نكث أهلها ففتحها.) بعدها غزو الهند أو شمال الهند ، أو ( السند ) . تقول الرواية : ( .ذكر غزوة السند:استعمل عبد الله بن عامر على ثغر الهند عبد الله بن سوار العبدي، ويقال ولاه معاوية من قبله، فغزا القيقان فأصاب مغنماً . )  

2 ـ عام  44   غزو الهند .: ( ذكر غزو المهلب السند:وفيها غزا المهلب بن أبي صفرة ثغر السند فأتى بنة والأهور، وهما بين الملتان وكابل، فلقيه العدو وقاتله، ولقي المهلب ببلاد القيقان ثماية عشر فارساً من الترك فقاتلوه فقتلوا جميعاً . )  .

رابعا : الجهاد القُرشى الأموى فى سبيل السلطان وليس فى سبيل الله جل وعلا :

1 ـ كل هذا التعب فى سبيل المُلك والسلطان والثروة والسُّلطة . حرص فيه معاوية على إغراق الحسن بن على فى المال ـ وكان المفترض أن يلى الحسن الخلافة بعده . ولكن سرعان ما قتله معاوية بالسّم بمؤامرة نفذتها زوجة الحسن نفسها ، وهى بنت الأشعث بن قيس . وكان الحسن بن على مُدمنا للزواج ، يتزوج ويطلق . وفى نفس الفخ أغرق معاوية الحسين فى الأ موال ، بل أغرق ابن الزبير حتى يكبح طموحه وتآمره . رأى معاوية أن تعبه فى الجهاد القرشى يجب أن يكون من نصيب ذريته ، وابنه يزيد . ليس هذا جهادا فى سبيل رب العزة جل وعلا . فالجهاد فى سبيله جل وعلا هو ببذل النفس والمال دفاعا وليس إعتداءا .

2 ـ الطريف أن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لمع نجمه ــ  مبكرا ــ فى الجهاد القُرشى ضد الروم ، وخشى  معاوية أن يكون هذا خطرا على  تخطيط معاوية فى التوريث ، فكان لا بد من التخلص  ــ مبكرا ــ من هذا البطل القرشى الذى بدأ يستعيد شُهرة أبيه ويكون منافسا لمعاوية كما كان أبوه من قبل وكانت الطريقة المُلى لمعاوية هى قتله بالسُّم ، كما قتل من قبل خالد بن الوليد والأشتر النخعى والأشعث بن قيس والحسن بن على . مات عبد الرحمن بن خالد بن الوليد شابا ، بالسُّم . تقول الرواية عن أحداث عام 46 : ( وفيها انصرف عبد الرحمن بن خالد من بلاد الروم إلى حمص ومات.).

 وتستطرد الرواية تحت عنوان : ( .ذكر وفاة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد:وكان سبب موته أنه كان قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عندهم من آثار أبيه ولغنائه في بلاد الروم ولشدة بأسه، فخافه معاوية وخشي على نفسه منه ، وأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص. فلما قدم عبد الرحمن من الروم دس إليه ابن أثال شربةً مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها، فمات بحمص، فوفى له معاوية بما ضمن له.) .

ثم يذكر ابن الأثير هذه الطُرفة : ( وقدم خالد بن عبد الرحمن بن خالد المدينة فجلس يوماً إلى عروة بن الزبير، فقال له عروة ما فعل ابن أثال؟ فقام من عنده وسار إلى حمص فقتل ابن أثال، فحمل إلى معاوية، فحبسه أياماً ثم غرمه ديته، ورجع خالد إلى المدينة فأتى عروة، فقال عروة: ما فعل ابن أثال؟ فقال: قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ يعني قاتل الزبير، فسكت عروة.).

أخيرا : حتى لايضيع منا طرف الخيط :

نذكركم بعنوان الكتاب : الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ).

ونذكركم :

1 ـ بأن الله جل وعلا لم يخلق البشر ليكونا معسكرين متحاربين ، بل خلق البشر جميعا  أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )

2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )

3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام .  ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم

4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ  )(76) النساء  ) 
 

اجمالي القراءات 9076