معقول أن يصل التعقب والتربص والملاحقة بمؤسسة وجامعة عريقة ومحترمة وجليلة وكبيرة، مثل الأزهر، إلى مطالبة محاميه المبجل أمام مجلس الدولة بمنع إسلام بحيرى من الظهور على الفضائيات وسحب برامجه من على اليوتيوب وشطبها، ويا ترى هل أنتظر فى الجلسة المقبلة الأحد 3 أبريل طلبات أخرى من قبيل حرق إسلام بحيرى، وتقطيع أوصاله وأطرافه من خلاف، ثم نبش قبره، وطحن عظامه ونثر رمادها فى أقطاب الأرض، كما كان يفعل نباشو القبور ومعلقو الجماجم من الخلفاء العباسيين فى جثث الأمويين وأبناء معاوية فى الحسين وعبدالله بن الزبير.. إلخ؟!!!، الحمد لله أننا ما زلنا فى شبح دولة مدنية أتمنى من الله ألا تلفظ أنفاسها الليبرالية الأخيرة على يد بعض المحتسبين الجدد ممن رفعوا قضايا الحسبة والازدراء على نصر أبوزيد، ونوال السعداوى، وفاطمة ناعوت، وغيرهم، ومنهم العبد الفقير إلى الله، وإلا لكنا شهدنا بتر الأيدى وتقطيع الأوصال على الهواء مباشرة فى الشوارع، أتمنى من الأزهر الشريف أن تصله معلومة مهمة، وهى أننا نعيش عصراً لا يعرف وهم مصادرة الأفكار ونفيها، انتهى تماماً، وإلى غير رجعة زمن نفى الفكرة بقتل صاحبها أو حتى حرقه بكل آبار النفط فى العالم، انتهى تماماً وإلى غير رجعة زمن مصادرة الكتب وحرقها والفرح سروراً وحبوراً بموت المسطور فى الصفحات مع التهام ألسنة النيران للحروف والكلمات، يا ليتنا نخرج من كهف وهم إعادة عجلة الزمن، حيث ماتت أفكار المعتزلة وتم اغتيالها فى وضح النهار بحرق 90% من كتب فلاسفتها ومفكريها الكبار فلم يبق إلا شذرات متناثرة نحاول لملمتها بلا جدوى، اغتيل المعتزلة لأنهم مجّدوا العقل وعاش ابن تيمية، لأنه خدره وغيبه وسجنه، صلب الحلاج وقتل السهروردى وذبح الجعد بن درهم أسفل المنبر فى عيد الأضحى، وبترت يد وقدم غيلان الدمشقى وقدمت أوصاله وجبة للذباب، وسُلخ ابن المقفع وتم شوى لحمه، كل هذه الجرائم البشعة تمت لاغتيال العقل، لكنه لم يمت ورغماً عنهم عاش وما زال ينبض، الآن يا سادة فضاء رحب واسع يحتضن كل الأفكار، بمجرد ضغطة زر الكى بورد سيعرف الشاب الذى تريدون ألا تصل إليه أفكار إسلام بحيرى الخطيرة الرهيبة من وجهة نظركم كل المسكوت عنه، مهما تبنون من أسوار وحواجز حوله سيتسلل الشاب إلى موقع آخر ويعمل داون لوود للكتب والحلقات ويكسر البروكسات، سيقرأ أحاديث رضاع الكبير ورجم القردة الزانية وقتل المرتد.. .. إلخ، سيعرفها من مصادرها الأصلية المعتبرة والموجودة على أرفف جامعة الأزهر ومناهجها، سيعرف زواج بنت السبع سنوات إذا كانت تطيق، وسيقرأ عن عورة الجارية المستباحة، وعن أكل لحم الأسير وعدم وجوب نفقة تكفين الزوجة وعلاجها!!، إسلام بحيرى أشار فقط، مجرد إشارة، إسلام كشف الغطاء، نداء إلى كل من يخاف على ضياع البيزنس الدينى، التجارة بارت، والبضاعة انتهت صلاحيتها، والجمهور صارت له منافذ أخرى غير محلات بقالة الوهابية، وسوق الأفكار الجهادية التكفيرية كسد، عصر لمبة الجاز وكتاتيب سيدنا صارت من الحفريات، النور موجود، ولكن ما زالت ظهورنا إلى جدار الكهف نظن الأشباح حقيقة.